تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ووجدنا أم موسى عليهما الصلاة والسلام قد أوحى الله إليها بإلقاء ولدها في اليم، وأعلمها أنه سيرده إليها ويجعله نبيا مرسلا. فهذه نبوة لا شك فيها وبضرورة العقل. يدري كل ذي تمييز صحيح: أنها لو لم تكن واثقة بنبوة الله عز وجل لها، لكانت بإلقائها ولدها في اليم برؤيا تراها أو بما يقع في نفسها أو قام في هاجستها، في غاية الجنون والمرار الهائج. ولو فعل ذلك أحدنا، لكان غاية الفسق أو في غاية الجنون مستحقاً لمعاناة دماغه في البيمارستان! لا يشك في هذا أحد. فصح يقينا أن الوحي الذي ورد لها في إلقاء ولدها في اليم، كالوحي الوارد على إبراهيم في الرؤيا في ذبح ولده. لكنه لو ذبح ولده لرؤيا رآها أو ظن وقع في نفسه، لكان بلا شك فاعل ذلك من غير الأنبياء فاسقا في نهاية الفسق أو مجنونا في غاية الجنون. هذا ما لا يشك فيه أحد من الناس. فصحّت نبوتهن بيقين.

ووجدنا الله تعالى قد قال وقد ذكر من الأنبياء عليهم السلام في سورة كهعيص ذكر مريم في جملتهم ثم قال عز وجل " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ". وهذا هو عمومٌ لها معهم لا يجوز تخصيصها من جملتهم.

وليس قوله عز وجل {وأمه صديقة} بمانع من أن تكون نبية. فقد قال تعالى {يوسف أيها الصديق}. وهو مع ذلك نبي رسول. وهذا ظاهر، وبالله تعالى التوفيق.

ويلحق بهن عليهن السلام في ذلك امرأة فرعون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كمل من الرجال كثير. ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون"، أو كما قال عليه الصلاة والسلام. والكمال في الرجال لا يكون إلا لبعض المرسلين عليهم الصلاة والسلام، لأن من دونهم ناقص عنهم بلا شك. وكان تخصيصه صلى الله عليه وسلم مريم وامرأة فرعون تفضيلاً لهما على سائر من أوتيت النبوة من النساء بلا شك. إذ من نَقُصَ عن منزلة آخَر ولو بدقيقة، فلم يكمل. فصح بهذا الخبر أن هاتين المرأتين كملتا كمالاً لم يلحقهما فيه امرأة غيرهما أصلاً، وإن كنّ بنصوص القرآن نبيات. وقد قال تعالى {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}. فالكامل في نوعه، هو الذي لا يلحقه أحد من أهل نوعه. فهم من الرجال الرسل الذين فضلهم الله تعالى على سائر الرسل، ومنه نبينا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام بلا شك للنصوص الواردة بذلك في فضلهما على غيرهما. وكمل من النساء من ذكر عليه الصلاة والسلام.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 08 - 02, 06:49 ص]ـ

(وليس قوله عز وجل {وأمه صديقة} بمانع من أن تكون نبية. فقد قال تعالى {يوسف أيها الصديق}. وهو مع ذلك نبي رسول. وهذا ظاهر، وبالله تعالى التوفيق.

)

لاحجة في هذا

وانظر كلام شيخ الاسلام اعلاه

ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 08 - 02, 06:53 ص]ـ

واما الاجماع

فالاجماع لاينقض بقول ابي الحسن الاشعري ولا بقول ابن حزم

فهل لهما سلف

وهل ثبت عن بعض السلف اطلاق هذا القول

وابوالحسن الاشعري مر بعدة مراحل

وابن حزم يشذ كثيرا وهذا من شذوذه

والقرطبي تبع في ذلك بعض افاضل المالكية

ولعل هذا المالكي متاثر بقول ابن حزم

والله اعلم

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 08 - 02, 08:53 ص]ـ

أخي الفاضل

ذكر ابن حزم خلاف أهل قرطبة في هذا الأمر وهم مالكية.

الشيء الثاني: الإجماع غير منعقد أصلاً. أين النقول عن الصحابة والتابعين؟!

أما عن كلام ابن تيمية فقد قرأته وفيه تكلف كبير. فإن الاستثناء كان لعيسى عليه السلام وليس لأمه مريم عليها السلام. فإن كانت صديقة، فلا ينف هذا كونها نبية. فكل رسول نبي، وكل نبي صديق. وليس العكس.

الشيء الآخر: هل عندك تعريف للنبي غير الذي ذكرناه؟

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[03 - 08 - 02, 09:16 ص]ـ

الإجماع غير منعقد أصلا .. أين النقول عن الصحابة والتابعين!!!

كلام وجيه ... أقصد كلام محمد أمين!!!

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 08 - 02, 02:41 ص]ـ

قال الأخ العزيز محمد الأمين: (الإجماع غير منعقد أصلاً. أين النقول عن الصحابة والتابعين؟!).

الذي أفهمه وأعلمه أن الإجماع لا يفتقر إلى نقولات , وإلا ما كان مصدرا ً للإستدلال مستقلا ً.

ولو طالبت بنقولات تعضد كل الإجماعات ماوجدت.

أليس كذلك ياشيخ رضا؟؟

وإنما ينتقض الإجماع بوجود نقولات صحيحة تخالفه عن واحد من أهل العلم _ (وهل ينتقض الإجماع بمخالفة الرجل والرجلين؟.فيه بحث) _ بشرط أن يكون في طبقة سابقة أو معاصرة لناقل الإجماع.

فاين عسانا نجد قول الإمام أحمد أخي محمد الأمين؟

وهل يصح عنه؟.

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[04 - 08 - 02, 04:57 ص]ـ

محمد الأمين فاهم كلامي تمام ...

ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[04 - 08 - 02, 05:27 م]ـ

قال صلى الله عليه وسلم: {كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران ... } الحديث.

وقال صلى الله عليه وسلم: {لولا بنوا إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها} متفق عليه.

والله الموفق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير