والمعروف أن أعمال القلب أعم وأشمل من التصديق، فمن أتى بالتصديق من دون بقية الأعمال القلبية كالرجاء، والمحبة، والخشية، والانقياد، واليقين وغيرها لا يكون مؤمناً، ولذا نجد أن السلف رحمهم الله ذكروا في تعريفهم للإيمان بأنه " اعتقاد بالقلب ... " دون كلمة " التصديق" لدلالة على عموم أعمال القلب وأنها جميعا جزء من الإيمان، بخلاف كلمة "التصديق" التي تعني نوعاً واحداً من أعمال القلب.
وتعريف الإيمان بأنه مجرد التصديق هو قول الجهمية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من هنا يظهر خطأ قول "جهم بن صفوان" ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه، لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان ... )
[مجموع الفتاوى 7/ 188 - 189]
وقال: (وزعم جهم ومن وافقه أنه يكون مؤمناً في الباطن وأن مجرد معرفة القلب وتصديقه يكون إيماناً يوجب الثواب يوم القيامة بلا قول ولا عمل ظاهر، وهذا باطل شرعاً وعقلاً ... )
[مجموع الفتاوى 14/ 121]
وقال أيضا: (وأما ابن كُلاَّب والقلانسي والأشعري … هؤلاء معروفون بالصفاتية، مشهورون بمذهب الإثبات، لكن في أقوالهم شيء من أصول الجهمية)
[مجموع الفتاوى 12/ 206]
وقال أيضاً: (وأبو الحسن الأشعري نصر قول جهم في الإيمان، مع أنه نصر المشهور عن أهل السنة أنه: يستثني في الإيمان … وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ماذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة …)
[مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 120 – 121]
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:08 م]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:26 م]ـ
بارك الله فيك الاخ صقر. لكني وقفت على عبارة لشيخ الاسلام في احدى مواضيع الاخوة يقول فيها.
- " عَامَّةَ فِرَقِ الْأُمَّةِ تُدْخِلُ مَا هُوَ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ حَتَّى عَامَّةِ فِرَقِ الْمُرْجِئَةِ تَقُولُ بِذَلِكَ " -
فظهر لي من العبارة ان الاشاعرة بعامة يدخلون اعمال القلوب في الايمان وشكرا. هذا بغض النظر عما يلزمهم
كما ذكر الاخ ابو الحسنات في تناقضاتهم.وشكرا.
ـ[محمد كمال فؤاد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:43 م]ـ
نسأل الله العافية
ـ[البرايجي السوفي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:40 م]ـ
ولقد اطلعت علي قول للبوطي في كتابه كبرى اليقينيات يقول فيه ان النطق بالشهادتين ليس لازما لاثبات وصف الايمان،وكذلك بعض من ينتسب للاهل السنة من يقول بهذا القول