تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[16 - 12 - 07, 11:29 ص]ـ

المشايخ الأفاضل والإخوة الأكارم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا التساؤل من فضيلة الشيخ (أبي خالد السلمي حفظه الله وأكرمه)

فضيلة الشيخ أبا تيمية، جزاكم الله خيرا على هذا النقل النفيس، ولكن كيف نوفق بينه وبين القاعدة المشهورة عند أهل السنة (أسماء الله تعالى توقيفية)، فهل ورد اسم الموجود أو الكائن في آية أو حديث؟ أم يجوز اشتقاقه من نحو (كان الله) ومن نحو (وجد الله عنده) ونحوها من النصوص؟ وهل يترتب على هذا تجويز اشتقاق أسماء أخرى من أفعال اتصف الرب سبحانه بها؟

الجواب المشهور معروف، ولكن القصد طرح الموضوع للنقاش للفائدة.

وهذا سؤال أجاب عنه الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عزوجل:

السؤال: ما حكم قول بعض الناس: يا ساتر؟

الجواب: هم لو أخبروا خبراً لقلنا صحيح، لكن إذا قالوا: يا ساتر دعاء، فالله عزوجل يقول (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (لأعراف: من الآية180) فلا يُدعى الله تعالى إلا بأسمائه الحسنى أو بالصفات التي لا يتصف بها إلا هو.السؤال: كيف يخبروا بها؟

الجواب: ما قصدهم الخبر، لو قالوا: إن الله ساتر فهذا صحيح لأن الرسول: salla1: قال " من ستر مسلماً ستره الله "، فأضاف الستر إلى الله، لكن إذا دعوه بها فإنه لا يُدعى إلا بأسمائه أو صفاته التي لا يتصف بها إلا هو.

مثل قول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (اللهم مُنزل الكتاب ومُجرى السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم)، فدعا الله عزوجل بالصفات التى لا يتصف بها إلا هو.

مما سبق من نقل الإخوة من كلام شيخ الإسلام وتلميذه رحمهما الله تتضح لنا بعض الضوابط والقواعد في الإخبار عن الله عزوجل ومنها ما يلي:

1 - الأخبار تشتق من الأسماء والصفات والأفعال الثابتة لله عزوجل وغيرها، ويُخبر عن الله بها ولا تجرى كأسماء عليها.

2 - باب الأخبار أوسع الأبواب، فهو أوسع من باب الأسماء ومن باب الصفات لأنه احتواها وزاد عليها.

3 - باب الأخبار توفيقياً، غير باب الأسماء والصفات فإنهما توقيفيان.

4 - باب الإخبار عن لا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وكذلك المريد والمتكلم فان الإرادة والكلام تنقسم إلى محمود ومذموم.

5 - بناءاً على السابق فانه لا يجوز الدعاء بكل ما ورد بالأخبار لأن الله أمر بدعائه بأسمائه الحسنى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف: من الآية180)، ولأن الأخبار فيها الحسنى فيها أو الخبر المجرد كقولنا الموجود و المتكلم والصانع وغيرها.

ومن الأفضل التزام الوارد فى الكتاب والسنة كما قال الشيخ الأشقر حفظه الله (أقول والأفضل في باب الإخبار أن يُصار إلي اللفظ الوارد في الكتاب والسنة عند وجود مثل هذا اللفظ، فنقول: الأول بدل القديم، ونقول القيوم بدل القيام بالنفس، ونقول الآخر بدل الأزلي والأبدي، فالتعبير بالمنصوص أولى و أحري) أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة صـ133أ. هـ

وأيضا ههنا الأفضل ما ورد فى القرآن على لسان يعقوب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فى قوله تعالى (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف/18]

وقوله عز وجل (قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [الأنبياء/112]

تقسيم حصري مختصر (مستفاد من منتدى التوحيد -مشاركة الاخ علي أبو عبد الله)


ما يطلق على الله تعالى خبرا يقسم إلى ما يلي:

1/ ما يجوز الإخبار به فقط.
2/ ما يجوز الإخبار به والوصف.
3/ ما يجوز الإخبار به والوصف والتسمية.
4/ ما لا يجوز الإخبار به وما يكون كذلك لا يجوز الصف به والتسمية به إذ هي تابعة له.

ما يطلق على الله تعالى على سبيل التسمية والوصف يقسم إلى ما يلي:

1/ ما يجوز الوصف به مع التسمية والإخبار.
2/ ما يجوز الوصف به والإخبار دون التسمية.
3/ ما لا يجوز الوصف به أصلا والتسمية تابعة له.

وليس هناك قسم يسمى الله به ولا يوصف إذ أن أسماء الله في ذاتها أوصاف والوصف أحد دلالاتها فلا تنفك عنه أبدا، فالوصفية ملازمة للتسمية تنتفي بانتفائها دون العكس فتوجد الوصفية دون الاسمية.

قال ابن القيم " ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا ".

و الله عزوجل أعلى وأعلم

ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 05:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 12 - 07, 06:35 ص]ـ
الظاهر عندي أن قول شيخ الإسلام رحمه الله: (فهو من الأسماء الحسنى) يرجع فيه الضمير إلى قوله: (الموجود عند الشدائد) بأكمله، لا إلى مجرد لفظ (الموجود) المطلق عن القيد. يوضحه قول ابن القيم رحمه الله في المدارج: (أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر). فما كان من المقسم إلى كامل وناقص، فليس من الأسماء الحسنى كما صرح به شيخ الإسلام.

فـ (الموجود) ليس من الأسماء الحسنى؛
لكن (الموجود عند الشدائد) عنه منها. لأنه لا يطلق إلا على من هو أكمل وأحسن وأرحم.

والأسماء الحسنى عند شيخ السلام لا تختص بما ليس فيه الإضافة، كما لا تختص بما ورد فيه نص صريح. بل قد يستأثر الله بها أحدا من خلقه ويفتحها عليه. والله أعلم.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير