تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومما يلاحظ على بعض الكتب التي ذكرت في عنوانها (علوم القرآن) أو احد مرادفاتها أنها كتب تفسير؛ أي أنها سارت على طريقة تفسير الآيات تفسيرًا تحليليًا، وهي لا تختلف في طريقتها عن كتب التفسير الأخرى، ككتاب (الجامع لعلم القرآن)، للرماني (ت: 384)، وكتاب (اللباب في علوم الكتاب)، لابن عادل الحنبلي (ت: 880).

الثالث: عدم ذكر مؤلفات ـ كانت حلقة من حلقات الكتابة في علوم القرآن ـ سارت على تفسير الآيات وذكرت جملة من علوم القرآن ذكرًا مقصودًا، وهي على نوعين:

النوع الأول: أن يكون المؤلف رتَّب كتابه ترتيبًا يُظهر بعض علوم القرآن، كما فعل الحوفي (ت: 430)، والمهدوي (ت: 440)، وغيرهما.

وإليك مقدمة المهدوي (ت 440)، قال ـ في كتابه (التحصيل لما في التفصيل الجامع لعلوم التنزيل) ـ: ((وأنا مبتدئ إن شاء الله في نظم هذا المختصر الصغير، مجتهد أن أجمع فيه جميع اغراض الجامع الكبير من الأحكام المجملة، والآيات المنسوخة، واحكامها المهملة، والقراءات المعهودة المستعملة، والتفسير والغريب والمشكل والإعراب والمواعظ والمثال والآداب، وما تعلق بذلك من سائر علو م التنزيل المحتملة للتأويل، ويكون المحذوف من الأصل ما أنا ذاكره في هذا الفصل فأحذفه من الحكام الذي هي أصول الحلال والحرام أكثر تفريع المسائل المنثورة مما ليس بمنصوص في السورة، وأقتصر من ذكر الاختلاف على الأقوال المشهورة، وأذكر الناسخ والمنسوخ بكماله وأورده مختصرًا على أتم أحواله، وأذكر القراءات السبع في الروايات التي اقتصر عليها اهل الأمصار، سوى من لم يبلغ مبلغهم من الاشتهار إلا ما اختلاف فيه بين السبعة القراء، فإني أذكره منسوبًا إلى بعض من روى عنه القراء ليعرف من هذا الاختصار ما هو من القراءات المروية مما لم يُقرأ به قارئ، وإن كان جائزًا في العربية، وأذكر من مسائل الإعراب الخفية ما يحتاج إليه، مما اختلف القراء فيه، او كان جائزًا في المقاييس العقلية، فإذا أكملت السورة من هذا المختصر جمعت في آخره أصول القراءات واختصار التعليل فيها، وأصول مواقف القراءة ومبادئها؛ ليجمع ـ بعون الله وتوفيقه ـ هذا الاختصار ما لم تجمعه الدواوين الكبرى، ولتكون أغراض الجامع مضمنة فيه، ومجملة في معانيه.

وأجعل ترتيب السور مفصلاً، ليكون أقرب متناولاً، فأقول: القول من أول سورة كذا إلى موضع كذا منها، فأجمع من آيِهَا عشرين آية أو نحوها، بقدر طول الآية وقصرها.

ثم أقول الأحكام والنسخ وأذكرهما.

ثم أقول التفسير فأذكره.

ثم اقول القراءات فأذكرها.

ثم أقول الإعراب فأذكره.

ثم أذكر الجزء الذي يليه حتى آتي على آخر الكتاب إن شاء الله على ما شرطته فيه، وأذكر في آخر كل سورة موضع نزولها، واختلاف اهل المصار في عددها، وأستغني عن تسمية رؤوس آيها، وأبلغ غاية الجهد في التقريب والقصد ... )).

(التحصيل، تحقيق الفاتحة والبقرة، تحقيق علي بن محمود بن سعيد هرموش، رسالة مرقومة على الآلة الكاتبة ص: 5 ـ 6).

النوع الثاني: أن يذكر المؤلف من مقاصده الإلمام ببعض علوم القرآن، لكنه يذكرها منثورةً خلال تفسيره للآيات، وليس كسابقه الذي يرتب كل نوع على حده، وإليك مثالٌ لمؤلف قصد هذا المقصد:

كتاب (البستان في علوم القرآن)، لأبي القاسم هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم الجهيني الحموي (ت: 738)

قال الحموي: ((أما بعد: فهذا كتاب (البستان في علوم القرآن)، قصدت فيه الاختصار مع البيان، وجمع الفوائد مع الإتقان، راجيًا به ـ لي ولمحصليه ـ الغفران، والرحمة من الله والرضوان، ويشتمل على أنواع من علوم الكتاب العزيز؛ المسمى بالفرقان:

النوع الأول: معرفة تفسير غريب اللفظ والمعنى، وأسباب النُّزول، والقصص، وما صحَّ من المنسوخ على ما ذهب إليه في ذلك كل من يُعتمد عليه.

النوع الثاني: معرفة المبهمات من الأسماء والأنساب، وضمائر الغيبة والخطاب، والعدد، والمدد، واختلاف الأقوال في ذلك ...

الثالث: معرفة قراءات الأئمة السبعة رحمة الله عليهم، ولكل إمام منهم راويان ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير