• فمن الخطَل والخبط التصديق ببعضها، والتكذيب بأخرى دون فارق بينهما غير القبول النفسي لها.
• وبيان هذا: أنَّ ما ذهب إليه بعض الأخوة من تصديق بل توكيد ما زعمه الفرنجة من كون البترول من بقايا الكائنات المسحولة في غابر الزمان، بعد تعاقب صروف الدهر - بقدرة الله - عليها من ضغط وتفاعل كيميائي .. إلى آخره من الهرطقات = أقول التصديق بهذا يُلْزُمُ هذا الأخ أن يصدِّق بتلبُّس الجن بالإنس، وقد نفاه وزعم أن لا دليل عليه من الشرع.
• إذ كيف يصدِّق تلك النظرية - وهي نظرية - ولا يصدِّق بهذه، وهي في أقل أحوالها - تنزلاً - نظرية! هذا عمل مجانب للنَصف، مجانف للعدل.
• قال أبو عمر: ولكني أخشى أن يكون الدافع لهذا التصرف (المتناقض المتضارب) هو الضغط النفسي الناشيء عن استعلاء الكفرة، واستغلالهم ضعف حال المسلمين، وهو ما يعبَّر عنه بـ: الهزيمة النفسية!
• وبيان هذا أنَّ تلبُّس الجني بالأنسي (نظرية) ناشئة عند المسلمين الأقدمين أو نُقلت إليهم من غيرهم، قبل معرفة الفرنجة بشيءٍ من العلوم التي نهبوها من المسلمين؛ إذ كانوا في عصر الظلمات.
• أقول .. فهب أنها نظرية - تنزُّلاً - فلمَ أراك تكذِّب (بما لم تحط بعلمه) لمه؟؟
• أم أُراك لا تصدِّق حتى يتلبَّسك جني محتسبٌ الأجر عند الله في هذا؛ فيأتيك تأويله!
• فإن أبيت إلاَّ التكذيب فلمَ الدفاع المستميت عن الديناصورات، والكائنات - المزعوم - ضغطها في باطن الأرض حتى صارت بترولاً، ماشاء الله .. هكذا .. تبارك الله أحسن الخالقين!
• ألإِنَّ تلبُّس الجنَّ قد كذَّبه هؤلاء المهرطقون، وبعكسه قالوا بالديناصورات والكائنات المسحولات .. أخشى أن يكون الأمر كذلك!
• الأخوة الأكارم، البهاليل الأفاضل .. ننهي هذه الحلقة على وعدٍ منا بابتداء الحلقة القادمة - بحول الله وقوَّته - في الكلام على النظرية المزعومة: (أنَّ الأرض ثلاث طبقات) حسبُ، ونقضها عقلاً ونقلاً، وإن قال به العالمون أجمعون، حاشا المسلمين، فترقّبوا!!!!
• وأرجوا (رجاااااااءً حارَّاً) أن لا يفسد عليَّ أحدٌ الموضوع إلاَّ بإفادة أو تعقيب له صلة مباشرة بما نحن فيه.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 07:01 ص]ـ
مشاركاتكم يا سادة؟؟!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 09:38 ص]ـ
الحمد لله وحده.
ظننت أنك لا تريد أي تعقيبات الآن.
أخي أباعمر , طرحك ممتاز في رأيي , ولغتك جميلة , أنعم بها!
## لكن فقط أردت أن أستزيدك حول موضوع: دوران الأرض حول الشمس ,
راجيا الإفادة مع التقصي
وإبراز الناحية الشرعية.
##ثم ألا ترى أن معرفة الظاهرة الكونية الطبعية شيء , وتنظيرها شيء آخر؟
إن كان نعم فأستزيدك توضيحا لقاعدتك الموسومة بالرقم (3).
فكل من يجلس تحت شجرة تفاح يتوقع تفاحة ما قد تسقط على نافوخه , وفي يقيني أن آلاف التفاحات قد سقطت على المساكين من البشر قبل (إسحق نيوتن) , لكنهم جميعا انشغلوا بالتهامها عن فهم قانونها ونظامها!
لكن الوصول إلى قانون عام له تطبيقات عديدة أمر مختلف.
وكذلك (أرشميدس) , من قال أن معرفة كثافة المادة الملقاة في حوض ممتلىء بالماء باستخدام القدر المزاح منه كان معروفا عند الأقدمين؟
## أخيرا إن لم يكن في قولك:
([ب]: أن لا تكون تلك النظرية محل اتفاق بين منظِّريها؛ كاختلافهم في زمن نفخ روح الجنين، وهو أيضاً داخلٌ في القسم الأول) خطأ ما
فقد أشكل علي , فهلاّ أبنت عن المراد.
على أي حال استمر باركك الرب!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 01:29 م]ـ
أخي الفاضل: الأزهري السلفي .. وفقه الله
ما أشرت إليه من المسائل في مقالي السالف؛ كزعم دوران الأرض حول الشمس، ووقت نفخ الروح في الجنين وغيرها من المسائل، الكثير والكثير، سأتطرَّق في الكلام عليه في حلقات قادمة بحول الله وقوته.
وأما مسألة سقوط التفاحات على رؤوس المساكين فهو ما ذكرتُ في مقالي بأنه ظاهرة اعتيادية، بل سقوط أي شيءٍ من على إلى سفُلٍ هو ظاهرة اعتيادية يعرفها كل عاقل من سالف الدهر وقديمة؛ لكن الشأن في التنظير، وهو الذي أطلت التمثيل له، وأحسب أنك لم تمعن قراءة مقالي السابق.
وهذا أمرٌ أدعو إليه دوماً، وهو الدقة في الألفاظ، بل إنني من أحرص الناس في ضبط الكلام - ولا أدعي العصمة من الزلل - حتى أني أكثر القيود والاستثناءات - وهذا سرٌّ أرجوا أن لا تخبر به أحداً!
وأما ما ذكرت من نظرية أرخميدس (وفي رواية: أرشميدس) فقد غفلتُ عن طرف في مقالي أشكرك على تنبيهي إليه.
وها أنا أذكره فأقول: إنَّ من النظريَّات ما ينسب الفضل في اكتشافه إلى بعض العلماء وإن كانت مبادؤه معلومة عند الناس، لكن جاء من طوَّرها.
وأحسبُ - والله أعلم - أنَّ ما نُسب إلى أرخميدس كان معلوماً عند الناس قبله؛ إذ كيف كانوا يتعانون صنع السفن وركوب البحار وبناء الأحواض إلاَّ وعندهم من بدهيَّات هذه النظرية ما يصون أفعالهم من الغلط.
وعموماً .. فأنا لك شاكر حامد، ولعل المقالات القادمة فيها مزيد فوائد، بطرح النقاش فيها مع السادة: طلبة الحديث،،، وإلى اللقاء.
¥