تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[01 - 10 - 02, 12:12 م]ـ

• قال أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه:

• ابتداءً اختصر الكلام في توضيح ما استشكله الأخ الفاضل: الأزهري في النقطة الثالثة؛ وهي عدم وجود (مانع) في تصديق النظريات إن لم تكن مخالفةً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلَّم، وليس بالضرورة أن يكون حتماً التصديق به.

هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى أن لا تكون النظرية مناقضة بنظرية مثلها؛ كاختلاف الأطباء في الوقت الذي ينفخ فيه روح الجنين إلى قولين أو أكثر لا يحضرني الآن، واسألوا الأطباء.

• أقول: فمثل هذا الاختلاف لا يوجب عليَّ تصديق أحدهما لخفاء المرجِّح.

• إلاَّ أنَّه مع وجود المرجِّح القوي - وهو نصُّ سنة النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديث ابن مسعود ? - والذي قد رجَّح أحدهما على الآخر فصار القول المخالف للنص من كلا النظريتين ساقطاً باطلاً.

• وهذا ما قلت إنه داخل في القسم الأول؛ وهو أن لا تكون النظرية مخالفة لنصٍ شرعي.

• أقول: ولعلَّ الله ييسِّر الكلام عليها بالتفصيل في حلقة مفصلة، وهو المعين.

• وأما المثال الذي ضربته (أرخميدس) و (مِندل) وهو قابل للخطأ، فلم يكن مرادي منه إلاَّ التوكيد على قضيَّة تطوير النظريات وتفريع التطبيقات منها، وإن كان أصلها معلوماً في القدم ...

• وأما هذه الحلقة ففيها الكلام على نظرية كون الأرض ثلاث طباق:

• الحمدلله وحده، وبعد ... ما زعمه الزاعمون من مشركي الأمم السالفة واللاحقة بشتى نحلهم وألوانهم، وتبعهم على ذلك - عماية - كثير من جهلة المسلمين = من كون الأرض ثلاث طباق: القشرة الخارجية واللابة والنواة (المركز) = قول غاية في البطلان.

وكذا ما تخرَّصَهُ بعض الأقدمين من المهرطقين في سنين غابرة = من كون الأرض إنما هي طبقة واحدة = هو باطل ساقط بالبراهين الساطعة.

• قال أبو عمر: قد خدعونا ونحن صغار كزغاب الطير، ناعمة أظفارنا، بريئة نفوسنا، خاوية عقولنا؛ حين كنا ندرس في الصفوف الدنيا، بالابتدائية مادة العلوم؛ إذ حشوا أذهاننا بهذه الهرطقة، وزعموا أنَّ الأرض ثلاث طباق!

• قال أبو عمر: ولقد ظللت دهراً مصدِّقاً بهذه الفرية المزعومة حتى وقفت على كنز عظيم؛ وهو كتاب نفيس للشيخ العلاَّمة الفهَّامة: حمود بن عبدالله التويجري، تغمَّده الله بواسع رحمته ومغفرته، وإيانا والقارئين.

• وكتابه ذاك هو الموسوم بـ (الصواعق الشديدة على أهل الهيئة الجديدة)، ثم ذيله التالي بعده: (ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق)، وقد طُبع قديماً وحصلت عليه من طرقٍ عزيزة.

• قال أبو عمر اشتمله الله برحمته: وأنا ملخِّص من كتابه جملاً، ومن كنوزه درراً، ومضيفاً عليه ما سنح به الخاطر الكليل، والفؤاد العليل، من مكنون العبد الحقير.

• وبيان ذلك: أنَّ عقيدة المسلمين الراسخة الصافية المستعلية؛ رسوخ تلك الأرض وثباتها، وعلو السماوات وصفائها = أنّ الأرض سبع طباق سوى، كالسموات العلى.

وبرهاننا على ذلك من شرع الله المحكم ما يلي سرده:

1 - قول الله تبارك وعز: ((الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهنَّ)) الآية.

• قال أبو عمر: فقوله ((ومن الأرض مثلهنَّ)) أي: في العدد؛ وهو سبع.

وعلى هذا التأويل عامة كلام من وقفنا عليه من أهل العلم بالتفسير.

• قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (4/ 386): ((وقوله تعالى: ((ومن الأرض مثلهن)) أي: سبعاً أيضاً؛ كما ثبت في الصحيحين: (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين).

وفي صحيح البخاري خسف به إلى سبع أرضين وقد ذكرت طرقه وألفاظه وعزوه في أول البداية والنهاية عند ذكر خلق الأرض ولله الحمد والمنة ومن حمل ذلك على سبعة أقاليم فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع وخالف القرآن والحديث بلا مستند.

وقد تقدم في سورة الحديد عند قوله تعالى: ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن)) ذكر الأرضين السبع وبعد ما بينهن، وكثافة كل واحدة منهن خمسمائة عام.

• وهكذا قال ابن مسعود وغيره.

• وكذا في الحديث الآخر: ((ما السماوات السبع وما فيهن وما بينهن، والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في الكرسي = إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير