• وقال ابن جرير حدثنا عمرو بن علي حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: ((سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)) قال: لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها.
• وحدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس: ((الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)) الآية!!؛ فقال ابن عباس: ما يؤمِّنُك إن أخبرتك بها فتكفر؟!
وقال ابن جرير: حدثنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس في هذه الآية: ((الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)).
• قال عمرو: ((في كل أرض مثل إبراهيم ونحو ما على الأرض من الخلق)).
• وقال ابن المثنى في حديثه: ((في كل سماء إبراهيم)).
• وروى البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات) هذا الأثر عن ابن عباس بأبسط من هذا فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا عبيد بن غنام النخعي أخبرنا علي بن حكيم حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس أنه قال: ((الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)) قال: ((سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى)).
• ثم رواه البيهقي من حديث شعبة عن عمر بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس في قول الله عز وجل: ((الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن))؛ قال: ((في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام)).
• ثم قال البيهقي: إسناد هذا عن ابن عباس صحيح، وهو شاذ بمرَّة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعاً والله أعلم.
• قال الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي في كتابه التفكر والاعتبار حدثني إسحاق بن حاتم المدائني حدثنا يحيى بن سليمان عن عثمان بن أبي دهرش قال: (بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى أصحابه وهم سكوت لا يتكلمون فقال: ((ما لكم لا تتكلمون))؛ فقالوا: نتفكر في خلق الله عز وجل.
قال: ((فكذلك فافعلوا، تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا فيه فإن بهذا المغرب أرضا بيضاء نورها بياضها أو قال بياضها نورها مسيرة الشمس أربعين يوما بها خلق من خلق الله تعالى لم يعصوا الله طرفة عين قط قالوا فأين الشيطان عنهم قال ما يدرون خلق الشيطان أم لم يخلق قالوا أمن ولد آدم قال لا يدرون خلق آدم أم لم يخلق)).
• وهذا حديث مرسل، وهو منكرٌ جداً!
• وعثمان بن أبي دهرس ذكره ابن أبي حاتم في كتابه؛ فقال: روى عن رجل من آل الحكم بن أبي العاص، وعنه سفيان بن عيينة ويحيى بن سليم الطائفي وابن المبارك، سمعت أبي يقول ذلك)) انتهى المقصود من كلام ابن كثير رحمه الله.
• قال أبو عمر عفا الله عنه: استعراض ما في الآية من اختلاف - لا طائل تحت كثير من أقواله - يطيل المقال، ويخرجه عن المقصود، والله المعين للقاريء أن يراجع ذلك في كتب التفسير، عند كلام أهل التأويل على ذي الآية.
• لكنِ الخلاصة منه: ما تقدم تقريره؛ وهو أنَّ معناه: أنَّ الأرض سبع طباق؛ كالسماوات.
2 - ومن الأدلة - أيضاً - أخرجه الشيخان في ديوانيهم الصحيح (البخاري:2330، مسلم:1610) عن سعيد بن زيد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذ شبراً من الأرض ظلماً فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين) وهذا لفظ مسلم.
3 - وأخرجه مسلم - أيضاً - في صحيحه، ح (1612) عن محمد بن إبراهيم: أن أبا سلمة حدثه - وكان بينه وبين قومه خصومة في أرض - وأنه دخل على عائشة، فذكر ذلك لها؛ فقالت: يا أبا سلمة .. اجتنب الأرض؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين)).
• قال الحافظ في الفتح (5/ 105) في فوائد حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه:
(( ... وفيه: أن الأرضين السبع متراكمة لم يفتق بعضها من بعض؛ لأنها لو فتقت لاكتفى في حق هذا الغاصب بتطويق التي غصبها لانفصالها عما تحتها، أشار إلى ذلك الداودي.
¥