تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دوران الأرض، ودوران الشمس حول الأرض، وما توجيهكم لمن أُسند إليه تدريس مادة الجغرافيا، وفيها أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول الشمس؟.

فأجاب: خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [لقمان / 10] ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله {أن تميد بكم} يدل على أن للأرض حركة، ولولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.

وقوله {الله الذي جعل لكم الأرض قراراً} [غافر / 64] ليس بصريح في انتفاء دورانها؛ لأنها إذا كانت محفوظة من الميَدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور.

أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار: فإننا متمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنَّة إليه وأنَّى ذلك، فالواجب على المؤمن أن يتمسك بظاهر القرآن الكريم و السنة في هذه الأمور و غيرها.

ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار قوله تعالى {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} [الكهف / 17]، فهذه أربعة أفعال أُسندت إلى الشمس " طلعت "، " تزاور "، " غربت "، " تقرضهم " ولو كان تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا تبيّن سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحو ذلك، وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟ فقال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وأنها يوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها، ويقال: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ".

ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو الظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض.

وأما ما ذكره علماء الفلك العصريون فإنه لم يصل عندنا إلى حد اليقين، فلا ندع من أجله ظاهر كتاب ربنا وسنَّة نبيناً صلى الله عليه وسلم.

ونقول لمن أُسند إليه تدريس مادة الجغرافيا يبين للطلبة أن القرآن الكريم والسنة كلاهما يدل بظاهره على أن تعاقب الليل والنهار إنما يكون بدوران الشمس على الأرض لا بالعكس.

فإذا قال الطالب: أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدَّعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات؟

فجوابه: أنّا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة؛ لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي هو خالق الكون كله، والعالم بكل ما فيه من أعيان وأحوال، وحركة وسكون، وكلامه تعالى أصدق الكلام، وأبينه، وهو سبحانه أنزل الكتاب تبياناً لكل شيءٍ، وأخبر سبحانه أنه يبيِّن لعباده لئلا يضلوا، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين، وهو أعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله، ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله عز وجل، لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي.

وفي ظني - والله أعلم - أنه سيجيء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة " داروين " حول نشأة الإنسان، والله أعلم.

- من هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19691&highlight=%CF%E6%D1%C7%E4+%C7%E1%C3%D1%D6

التعقيب رقم (13).

- الأخ هيثم ... هل كلام الشيخ ابن عثيمين عبث؟!

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 04 - 05, 03:10 ص]ـ

أرجو أن يسمح لي الشيخ أبو عمر السمرقندي بإضافة بعض ما جمعته قديماً حول هذا الموضوع، وما هو إلا كلام للعلماء:

المجلد الأول من فتاوى ابن عثيمين - رحمه الله -:

(25) سئل فضيلة الشيخ: عن دوران الشمس حول الأرض؟

فأجاب بقوله: ظاهر الأدلة الشرعية تثبت أن الشمس هي التي تدور على الأرض، وبدورتها يحصل تعاقب الليل والنهار على سطح الأرض وليس لنا أن نتجاوز ظاهر هذه الأدلة إلا بدليل أقوى من ذلك يسوغ لنا تأويلها عن ظاهرها. ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار ما يلي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير