تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى فرض صحته .. قال الأمير الصنعاني في كتابه) رفع الأستار ص86): (الحديث ليس نصاً في الإخراج، بل إخبار مقيد بقضية شرطية وهو إن شاء الله أن يُخرج أَخرَج، وليس فيه أنه تعالى شاء ذلك، بل هو مثل {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}).

وأختم هذا الموضوع بكلام نفيس للأستاذ أحمد محمد جمال من كتابه (القرآن الكريم كتاب أُحكمت آياته ص90 - 93): (إن الله عز وجل يقدم مشيئته قبل كل شيء: مع ما سبق من سننه الكونية وقضائه الأزلي، ومع وعده لرسوله صلى الله عليه وسلم ورؤياه المنامية بدخول المسجد الحرام فهو يقول {إن شاء الله} الفتح (27) ... ومع وعده الصادق الذي لا يخلفه في تعذيب المنافقين مع أنه حق عليهم فهو يقول {إن شاء} الأحزاب (24) ... وكذلك نشر الموتى بعد موتهم حق وواقع لا ريب فيه ولكنه يقرنه هنا بعبارة الاستثناء {إذا شاء} عبس (21 - 22) ... ومع أن الأنبياء محفوظون وهم لا يخافون أحداً ولا شيئاً لأنهم متوكلون على الله وهو عز وجل عاصمهم من الناس، إلا أن إبراهيم عليه السلام يدرك مبلغ المشيئة الإلهية المطلقة فيستثني من عدم خوفه من آلهتهم {إلا أن يشاء ربي شيئاً} الأنعام (80) ... ومثله مقالة الرسل عليهم الصلاة والسلام لأقوامهم إنهم لن يعودوا إلى ملتهم ملة الكفر والشرك والوثنية، وذلك حق لا ريب فيه والله مانعهم وعاصمهم من العودة إلى الجاهلية ولكنهم يستثنون فيقولون {إلا أن يشاء الله ربنا} الأعراف (89) ... وكذلك جمع الناس ليوم القيامة بعد تفرقهم في الزمان والمكان على مدى عمر الدنيا الطويل حق وواقع لا ريب فيه، ومع ذلك تقدم المشيئة الإلهية المطلقة {وهو على جمعهم إذا يشاء قدير} الشورى) 29).

ونعود إلى قول بعض المفسرين: إن الاستثناء في خلود الكفار في النار أمكن تفسيره أو تخصيصه بأصحاب الكبائر أو الفترة بين البعث والاستقرار في جهنم، فماذا يقول أصحاب هذا الرأي في الاستثناء المماثل في آيات نعيم المؤمنين كقوله تعالى: {وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك} هود (108).

هل يستطيعون تخصيصه بأصحاب الصغائر؟ أو بالمدة بين البعث من القبور والاستقرار في الجنة؟!!!

وهناك في القرآن الكريم أمثلة بل حقائق بل هي وقائع من المشيئة الإلهية المطلقة:-

الأولى: قصة زكريا عليه السلام، الذي بشره الله بولادة يحيى عليه السلام على الرغم من شيخوخته وعقم زوجته: {قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكِبَرُ وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء} آل عمران (40).

الثانية: قصة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، قد جاء من غير أب وعجبت أمه مريم: {أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء} آل عمران (47).

الثالثة: قصة ولادة إسحاق لإبراهيم عليهما السلام وعجب زوجته سارة: {قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنَّ هذا لشيء عجيب () قالوا أتعجبين من أمر الله} هود (73).

هذا والله أعلى واعلم.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 11 - 02, 12:43 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

جزاك الله خيرا.

إنهم خالدون.

ـ[المؤمّل]ــــــــ[14 - 11 - 02, 12:50 ص]ـ

جزى الله الكاتب خيرا

............

نعم وصدقت أخي الأزهري إنهم خالدون

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 11 - 02, 02:40 ص]ـ

أحسن الله إليك أخي لسع وعسل.

سمعتُ من الكثيرين أنّ شيخ الإسلام ابن تيميّة وتلميذه ابن القيّم يقولان بفناء النار. فهل هذا صحيح؟

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 11 - 02, 09:00 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

فضيلة الشيخ هيثم حمدان وفقه الرب.

أما شيخ الإسلام ابن تيمية فلا تصح نسبة الكلام إليه

وأما شيخ الإسلام ابن القيم فله في المسألة أقوال , والذي نظنه به رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام خيرا أنه رجع عن القول بفناء النار ليوافق الإجماع

وأن هذا هو آخر أقواله وناسخ للقولين قبله.

هذا بإجمال , ولعل الله أن ييسر بالتفصيل قريبا إن شاء الله.

والله يرعاك.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[14 - 11 - 02, 09:28 ص]ـ

الأخ الكريم لسع وعسل

جزاكم الله خيرا على هذه المشاركة النافعة، ولكن لنا طلب عندك، وهو أن تجعل (العسل) فقط لمنتدانا المبارك، وأما (اللسع) فحوّله إلى غيرنا من المنتديات المحتاجة للّسع، وما أكثرها، لا كثّرها الله.

ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[14 - 11 - 02, 10:58 ص]ـ

لا ينقضي عَجَبي من قومٍ يَدَعونَ النصوصَ المحكمة، ويتشَبّثون بأقاويلَ محتمِلة لِبعضِ أهلِ العِلم ,, وهي غير مقبولةٍ لو كانت صريحة ً، فكيف وهي ليست كذلِك ... تاللهِ ما بِهذا أُمِروا، ولا إليهِ أُحيلوا ..

وبارَك الله في أخينا (لسع وعسل)،

ولا بُدّ دون الشَهْدِ من إبَرِ النحلِ!!

ـ[حارث همام]ــــــــ[14 - 11 - 02, 01:54 م]ـ

أما شيخ الإسلام فلا تصح نسبة ذلك إليه إلاّ بتحميل مقيت لكلامه.

وأما ابن القيم فقد رجع عن ذلك. والحمد لله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير