تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأشار الأمير بأن لا أقرأها أنا؛ لرفع الريبة وأعطاها لكاتبه الشيخ كمال الدين؛ فقرأها على الحاضرين؛ حرفاً حرفاً، والجماعة الحاضرون يسمعونها، ويورد المورد منهم ما شاء ويعارض فيما شاء، والأمير - أيضاً - يسأل عن مواضع فيها. وقد علم الناس ما كان فى نفوس طائفة من الحاضرين من الخلاف والهوى؛ ما قد علم الناس بعضه، وبعضه بسبب الإعتقاد، وبعضه بغير ذلك.

ولا يمكن ذكر ما جرى من الكلام والمناظرات فى هذه المجالس؛ فإنه كثير لا ينضبط، لكن أكتب ملخص ما حضرنى من ذلك، مع بعد العهد بذلك، ومع أنه كان يجرى رفع أصوات ولغط لا ينضبط ...

[إلى أن قال رحمه الله]: فقلت: قولي: (من غير تكييف ولا تمثيل) ينفى كل باطل، وإنما اخترت هذين الإسمين لأن التكييف مأثور نفيه عن السلف.

كما قال ربيعة ومالك وابن عيينة وغيرهم المقالة التى تلقاها العلماء بالقبول: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة).

فاتفق هؤلاء السلف على أن التكييف غير معلوم لنا فنفيت ذلك اتباعاً لسلف الأمة.

وهو أيضاً منفى بالنص؛ فإن تأويل آيات الصفات يدخل فيها حقيقة الموصوف وحقيقة صفاته؛ وهذا من التأويل الذى لا يعلمه إلا الله؛ كما قد قررت ذلك فى قاعدة مفردة ذكرتها فى التأويل، والمعنى والفرق بين علمنا بمعنى الكلام وبين علمنا بتأويله.

وكذلك التمثيل منفى بالنص والإجماع القديم، مع دلالة العقل على نفيه ونفى التكييف؛ إذ كنه البارى غير معلوم للبشر.

وذكرت فى ضمن ذلك كلام الخطابى الذى نقل أنه مذهب السلف، وهو إجراء آيات الصفات وأحاديث الصفات على ظاهرها؛ مع نفى الكيفية والتشبيه عنها.

إذ الكلام فى الصفات فرع علىالكلام فى الذات؛ يحتذى فيه حذوة، ويتبع فيه مثاله ...

[إلى أن قال]: فقلت: ما جمعت إلاَّ عقيدة السلف الصالح جميعهم، ليس للإمام أحمد اختصاص بهذا ...

وقلت مرَّات: قد أمهلت كل من خالفني في شيءٍ منها ثلاث سنين؛ فإن جاء بحرفٍ واحدٍ عن أحدٍ من القرون الثلاثة المفضَّلة – التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم – ... يخالف ما ذكرته فأنا راجعٌ عن ذلك.

وعليَّ أن آتي بنقول جميع الطوائف عن القرون الثلاثة توافق ما ذكرته؛ من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والأشعرية وأهل الحديث والصوفية وغيرهم ... )) انتهى المقصود منه.

ـ[الطارق بخير]ــــــــ[12 - 12 - 02, 08:58 ص]ـ

جزيتم خيرا على ما كتبتم،

وأرجو التكرم بإحالتي على كتاب بحث هذا الموضوع بحثا وافيا.

ولكم من الله عظيم الأجر والمثوبة.

ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 02, 10:52 ص]ـ

أيها الفاضل الطارق بخير ..

لا يخفاكم أن الأصل في الكلام حمله على ظاهره (الذي يليق بمن يضاف إليه).

فإذا قال لك أحد كلاماً فالأصل حمله على ظاهره (وأنبه مرة أخرى إلى أن الظاهر يليق بمن يضاف إليه)، وليس الأصل أن يأول الكلام ويبدل بغير سبب أو دليل أو قرينة ظاهرة.

وهذا الأصل يقر به كما قرر ابن القيم في الصواعق كافة العقلاء من أهل القبلة وغيرهم، فالصفاتية والجهمية يقرون بهذا إجماعاً مع أهل السنة، اللهم إلاّ طوائف من جهالهم بدأت تطفح على الساحات هذه الأيام!

فإذا نقل الصحابة آثار الصفات ولم يأولوها ولم ينقل عنهم تأويل لها، فالأصل أنهم يقرون بما نقلوا ويقولون به ما لم ينكروا، والأصل في تلك النصوص حملها على ظاهرها الذي يليق بمن أضيفة إليه دون خوض في كيفيتها.

فإذا كان هذا هو الأصل فنحن نقول به ونقول أن الصحابة وأهل القرون المفضلة يقولون به وعلى المخالف إثبات ضد ذلك في كل مسألة يخالف فيها، وهذا ما لن يجد له سبيل ولهذا تحدى شيخ الإسلام دهاقنتهم فما استطاعوا رداً.

وأنبه أخيراً إلى أننا لو تجاوزنا هذه المسألة فإن الكثير من الصفات ذكرها السلف ونصوا عليها بما يفهم منه ثبوتها عندهم.

ـ[الطارق بخير]ــــــــ[12 - 12 - 02, 03:36 م]ـ

جزيت خيرا أخي حارث الهمام

ولكن هل لك أن تتكرم ببعض الأمثلة مما ثبت عن السلف في ذلك، وبالأسانيد الصحيحة؟

ولك أجر تعليم الجاهل.

ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 02, 06:36 م]ـ

إذا تقرر ما سبق فكل حديث صفات أدوه هم يقلون به وكل آية صفات نقلوها هم يقولون بها، ومن قال هم يؤولونها هو من يلزم بالدليل لأنه هو من خالف الأصل.

وللتوسع في معرفة آثارهم راجع كتاب التوحيد لابن خزيمة، والسنة لابن أبي عاصم،والشريعة للآجري، وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، والسنة لعبدالله بن الإمام أحمد، والإبانة لابن بطة.

وغيرها من الكتب -وهي كثيرة- التي اعتنت بنقل الآثار وأقوال السلف في الاعتقاد.

علماً بأنها مطبوعة ومحققة ومخرجة آثارها ومصنفيها مسندون.

ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[13 - 12 - 02, 12:28 ص]ـ

ثبت عن الصحابي الجليل ابن عباس تأويل آية (يوم يكشف عن ساق)

فهل يعني ذلك أنه لا يقول بها .. ؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير