تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن الله عز وجل واحد لا من عدد لا يجوز عليه التجزؤ ولا القسمة وهو واحد من كل جهة وما سواه واحد من وجه دون وجه وأنه موصوف بما أوجبه السمع والإجماع وذلك دليل إثباته وأنه موجود

قال احمد بن حنبل رضي الله عنه من قال إن الله عز وجل لم يكن موصوفا حتى وصفه الواصفون فهو بذلك خارج عن الدين

وبيان ذلك أن يلزمه أن لا يكون واحدا حتى وحده الموحدون وذلك فاسد وعنده انه قد ثبت أن الله تعالى قادر حي عالم وقرأ ((هو الحي لا إله إلا هو)) ((وكان الله على كل شيء مقتدرا)) ((وكان الله بكل شيء عليما))

قال وفي صفات الله تعالى مالا سبيل إلى معرفته إلا بالسمع مثل قوله تعالى ((وهو السميع البصير)) فبان بأخباره عن نفسه ما اعتقدته العقول فيه وأن قولنا (سميع بصير) صفة من لا يشتبه عليه شيء كما قال في كتابه الكريم ولا تكون رؤية إلا ببصر يعني من المبصرات بغير صفة من لا يغيب عليه ولا عنه شيءوليس ذلك بمعنى العلم كما يقوله المخالفون ألا ترى إلى قوله لموسى ((إنني معكماأسمع وأرى)) قال وقوله تعالى ((وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم))

يدل على أن معنى السميع غير معنى العليم وقال ((قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها))

وقال عليه الصلاة والسلام ((الصواب عائشة رضي الله عنها) (سبحان من وسع سمعه الأصوات)

ومعنى ذلك من قوله أنه لو جاز أن يسمع بغير سمع لجاز أن يعلم بغير علم وذلك محال فهو عالم بعلم سميع بسمع

ومذهب أبي عبدالله احمد بن حنبل رضي الله عنه أن لله عز وجل وجها لا كالصور المصورة والأعيان المخططة بل وجه وصفه بقوله كل شيء هالك إلا وجهه ومن غير معناه فقد ألحد عنه وذلك عنده وجه في الحقيقة دون المجاز ووجه الله باق لا يبلى وصفة له لا تفنى ومن ادعى أن وجهه نفسه فقد ألحدو من غير معناه فقد كفر وليس معنى وجه معنى جسد عنده ولا صورة ولا تخطيط ومن قال ذلك فقد ابتدع

وكان يقول إن لله تعالى يدين وهما صفة له في ذاته ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين ولا جسم ولا من جنس الأجسام ولا من جنس المحدود والتركيب ولا الأبعاض والجوارح ولا يقاس على ذلك ولا له مرفق ولا عضد ولا فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم يد إلا ما نطق القرآن به أو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة فيه قال الله تعالى ((بل يداه مبسوطتان)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كلتا يديه يمين)) وقال الله عز وجل ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)) وقال ((والسماوات مطويات بيمينه)) ويفسد أن تكون يده القوة والنعمة والتفضل لأن جمع يد أيد وجمع تلك أياد ولو كانت اليد عنده القوة لسقطت فضيلة آدم وثبتت حجة إبليس وكان يقول إن الله تعالى علما وهو عالم بعلم لقوله تعالى ((وهو بكل شيء عليم)) ولقوله ((ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)) وذلك في القرآن كثير وقد بينه الله عز وجل بيانا شافيا بقوله عز وجل ((لكن الله يشهد بما انزله إليك أنزله بعلمه)) وقال ((فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله)) وقال ((فلنقصن عليهم بعلم)) وهذا يدل على انه عالم بعلم وأن علمه بخلاف العلوم المحدثة التي يشوبها الجهل

ويدخلها التغير ويلحقها النسيان ومسكنها القلوب وتحفظها الضمائر ويقومها الفكر وتقويها الذاكرة وعلم الله تعالى بخلاف ذلك كله صفة له لا تلحقها آفة ولا فساد ولا إبطال وليس بقلب ولا ضمير واعتقاد ومسكن ولا علمه متغاير ولا هو غير العالم بل هو صفة من صفاته ومن خالف ذلك وجعل العلم لقبا لله عز وجل ليس تحته معنى محقق فهذا عند أحمد رضي الله عنه خروج عن الملة

وكان يقول إن لله تعالى قدرة وهي صفة في ذاته وأنه ليس بعاجز ولا ضعيف لقوله عز وجل ((وهو على كل شيء قدير)) وقوله تعالى ((قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)) الآية ولقوله ((فقدرنا فنعم القادرون)) ولقوله تعالى ((أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) 9

ولقوله تعالى ((ذو القوة المتين)) فهو قدير قادر وعليم وعالم ولا يجوز أن يكون قديرا ولا قدرة له ولا يجوز أن يكون عليما ولا علم له

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير