تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن البينا من الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا

فغيروه وقالوا:

إن الكلام من الفؤاد وإنما جعل اللسان على الكلام دليلا

وزعموا أن لهم حجة على مقالتهم في قول الله سبحانه وتعالى {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول} وفي قوله عز وجل {فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال: أنتم شر مكانا}.

واحتجوا بقول العرب: " أرى في نفسك كلاما، وفي وجهك كلاما " فألجأهم الضيق مما يدخل عليهم في مقالتهم إلى أن قالوا: الأخرس متكلم وكذلك الساكت والنائم ولهم في حال الخرس والسكوت والنوم كلام هم متكلمون به ثم أفصحوا بأن الخرس والسكوت والآفات المانعة من النطق ليس بأضداد الكلام وهذه مقالة تبين فضيحة قائلها في ظاهرها من غير رد عليه.

ومن علم منه خرق إجماع الكافة ومخالفة كل عقلي وسمعي قبله لم يناظر بل يجانب ويقمع ولكن لما عدم من ينظر في أمر المسلمين محنا بالكلام مع من ينبغي أن يلحق بالمجانين.

وأصل تلبيسهم على العوام وتموههم على المبتدئين هو أن الحرف والصوت لا يجوز أن يوجدا إلا عن آلة وانخراف مثل: الشفتين والحنك وأن لكل حرف مخرجا معلوما وأن الله سبحانه ليس بذي أدوات بالإتفاق فمن أثبت الحرف والصوت في كلامه فقد جعله جسما ذا أدوات وهو كفر قال الله سبحانه {ليس كمثله شئ} فيجب أن لا يكون ككلامه كلام.

ونفوس ذوي النقص مسرعة إلى قبول هذا التمويه يظنون أن في ذلك تنزيها لله سبحانه والأمر بخلاف ذلك.

وزاد علي بن إسماعيل الأشعري في التمويه فقال (قد أجمعنا على أن لله سبحانه سمعاً وبصرا، ووجها واتفقنا على أن سمعه بلا انخراق وبصره بلا انفتاح ووجهه بلا تنضيد فوجب أن يكون كلامه بلا حرف ولا صوت) وقالوا جميعاً: إن أحد من السلف لم يقل إن كلام الله حرف وصوت فالقائل بذلك محدث والحدث في الدين مردود والأشعري خاصة أضرب قوله في هذا الفصل فقال في بعض كتبه (كلام الله ليس بحرف ولا صوت كما أن وجهه ليس بتنضيد وكلام كل متكلم سواه حرف وصوت).

وقال في غير ذلك من كتبه (الكلام معنى قائم بنفس المتكلم كائنا من كان ليس بحرف ولا صوت)

وإثبات قولين مختلفين في باب التوحيد، وإثبات الصفات تخبط وضلال والعقليات بزعم القائلين بها لا تحتمل مثل هذا الاختلاف والحدود العقلية لا يرجع فيها إلا إلى من تقدم دون من أراد أن يؤسس لنفسه اليوم باختياره أساسا واهيا.

(فصول الرسالة)

فالذي تحتاجون إليه حفظكم الله معهم في إزالة تمويههم:

(الفصل الأول)

أن تقيموا البرهان [على] أن الحجة القاطعة في التي يرد بها السمع لا غير وأن العقل آلة للتمييز فحسب.)

(الفصل الثاني)

ثم تبينوا ما السنة؟ وبما ذا يصير المرء من أهلها؟ فإن كلا يدعيها وإذا علمت وعرف أهلها ـ بان أن مخالفها زائغ لا ينبغي أن يلتفت إلى شبهه.)

(الفصل الثالث)

وأن تدلوا على مقالتهم أنها مؤدية إلى نفي القرآن أصلاً، وإلى التكذيب بالنصوص الواردة فيه والرد لصحيح الأخبار ورفع أحاكم الشريعة.)

(الفصل الرابع)

ثم تبرهنوا على أنهم مخالفون لمقتضى العقل بأقاويل متناقضة مظهرون لخلاف ما يعتقدونه وذاك شبيه بالزندقة)

(الفصل الخامس) ثم تعرفوا العوام أن فرق اللفظية والأشعرية موافقون للمعتزلة في كثير من مسائل الأصول وزائدون عليهم في القبح وفساد القول في بعضها.

(الفصل السادس)

وأن توردوا الحجة على أن الكلام لن يعرى عن حرف وصوت البتة، وأن ما عري عنهما لم يكن كلاما في الحقيقة وأن سمي في وقت بذلك تجوزاً واتساعا وتحققوا جواز وجود الحرف والصوت من غير آلة وأداة وهواء منخرف وتسوقوا قول السلف وإفصاحهم بذكر الحرف والصوت أو ما يدل عليهما وتجمعوا بين العلم والكلام في إثبات الحدود بينهما.

(الفصل السابع)

ثم تذكروا فعلهم في إثبات الصفات في الظاهر وعدولهم إلى التأويل المخالف له في الباطن وادعائهم أن إثباتها على ظاهرها تشبيه.

(الفصل الثامن)

ثم تشرحوا أن الذي يزعمون بشاعته من قولنا في الصفات ليس على مازعموه ومع ذلك فلازم لهم في إثبات الذات مثل ما يلزمون أصحابنا في الصفات.

(الفصل التاسع) \

وأن تذكروا شيئاً من قولهم لتقف العامة على ما يقولونه فينفروا عنهم ولا يقعوا في شباكهم.

(الفصل العاشر)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير