وقال أبو محمد بن كلاب ومن وافقه، والأشعري وغيرهم: (القرآن غير مخلوق ومن قال بخلقه كافر إلا أن الله لا يتكلم بالعربية، ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم، والتأليف والتعاقب ولا يكون حرفاً ولا صوتاً.
فقد بان بما قالوه أن القرآن الذي نفوا الخلق عنه ليس بعربي، وليس له أول ولا آخر.
ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أول له ولا آخر كافر بإجماعهم، ومدعي قرآن لا لغة فيه جاهل غبي عند العرب لأن القرآن اسم لكتاب الله عزوجل العربي مختص به عند كثير من العلماء ولذلك لم يهمزه غير واحد من القراء والفقهاء وهو قول الشافعي رحمة الله عليه وقراءة ابن كثير وغيره وقالوا إذا قراء القارئ قوله سبحانه: {وإذا قرأت القرءآن) همز قرأت لأنه مشتق من القراءة) وعند بقية القراء والعلماء أن القرآن مهموز وهو اسم مشتق من قرأ قراءة وقرأنا أو من ضم بعضه إلى بعض والعقل غير موجب لتسمية صفة لله سبحانه قرءآنا بالإتفاق.
وإنما أخذ هذا الإسم سمعاً والسمع قوله: {إنا جعلناه قرءآنا عربياً} وقوله {إنا أنزلنه قراءنا عربياً} وقوله: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرءان مبين}.
وما لا يجوز أن يكون لغة لا يكون شعراً عند أحد، فلما نفى الله عزوجل كون ما زعم كفار قريش أنه شعر وأثبته قرءانا لم تبق شبهة لذي لب في أن القرءان المختلف في حكمه الذي أمر الجميع بالإيمان به هو كتاب الله سبحانه العربي الذي علم أوله وآخره فمن زعم أن القرآن اسم لما هو غيره وخلافه دونه بان حمقه.
فإن أقر الأشعري ومن وافقه بأن القرآن هو الذي يعرفه الخلق انتقض عليه قوله [أن الحرف والصوت لا مدخل لهما في كلام الله عزو جل وقد أقر بأنه مخلوق وإذا لم يكن مخلوقاً وكان حروفاً لا محالة كان إنكارهم للحروف بعد ذلك سخفاً.
وإن زعموا أن القرءآن غير الذي عرفه الخلق كفروا، ولم يجدوا حجة على قولهم من عقل ولا سمع وإن قالوا: إن القرءآن اسم لكلام الله عزوجل وجب أن تسمى التوراة والإنجيل والزبور والقرءآن وصحف إبراهيم وموسى أجمع قرءانا ووجب أن يكون المؤمن بالتوارة من اليهود مؤمناً بالقرآن وبما فيه وغير جائز أن توخذ منه الجزية بعد وجوب الحكم بإيمانه.
ثم قد أطلق الأشعري أن هذا التسميات لم يستحقها كلام الله في الأزل وإنما هي تسميات للعبارات المختلفة التي نزلت في الأزمان المتغايرة وكل ذلك محدث فبين أن التوارة اسم الكتاب بالسريانية وأنه محدث وأن القرءآن اسم الكتاب بالعربية وأنه محدث.
فقوله: القرءآن غير مخلوق مع هذا القول تلاعب.
وقد ذكرنا في كتاب " الإبانة " ضرباً مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى، وتكلمنا على صحيحه وغريبه، وأن أحدا من الأمة قبل خصومنا هؤلاء ما عرف قرءآنا ينقري ولا يدخله الحرف الصوت والأشعري أيضاً لم يعرف ذلك، وإنما حمله عل ما قال التحير مع قلة الحياء ألا ترى أنه يقول: القراءة مخلوقة والمقروء بها صفة لله عزوجل غير مخلوقة والخلق بالإتفاق لا يتوصلون إلى قراءة ما ليس بحرف ولا صوت فليس يكون مقروءاً البتة فإن جاز كونه مقروءا وهذا ظاهر لمن هدي رشده.
وأما رفع احكام الشريعة، فلأنها إنما ثبتت بالقرءان فإذا كان الأشعري عنده القرءآن غير هذا النظم العربي وأهل الحل والعقد لا يعرفون ما يقوله ارتفعت أحكام الشريعة، ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد سورة من القرءآن، أو آية منه أو حرفاً متفقاً عليه فهو كافر.
وفي هذا الإجماع تسويد وجه كل مخالف لنا وفيما ذكرت في هذا الفصل إشارات إذا تأملها ذو قريحة جرى في الميدان قوي الجنان، وبالله التوفيق.
يتبع
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[05 - 01 - 03, 12:38 ص]ـ
ذكر لي أحد طلبة العلم أن التحقيق لرسالة السجزي رديء جدا، وأنه مليئ بالأخطاء، فهل من تعليق؟!!
والله يحفظك ويرعاك ..
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[05 - 01 - 03, 01:20 ص]ـ
أما ما واجهته من صعوبات في بعض الكلمات والجمل فهو واقع ...
ومع ذلك كنت أتهم نفسي ...
وهذه والله مشكلة كثير من الكتب التي يحققها شبابنا السلفي تأتي على هذه الشاكلة من سوء التحقيق ...
مثل كتاب الشيخ المعلمي البناء على القبور ما رأيت اسوء تحقيق من ذاك التحقيق لحاكم المطيري جزاه الله خير والله ظلم نفسه والكتاب.
انتصف الشباب في طبعه وتوقفوا بعد اكتشاف سوء صنيعة ..
ومثله تحقيق كتاب السنة للالكائي وكتب السنة بتحقيق القحطاني ... وغيره وغيره ......
ومثله كثير حتى أصبحنا إذا رأينا اسم فيه رائحة اسم من ربعنا جفلنا عنه فوراً.إلا ما كان مشهورا من الاسماء.
ايش القصة الشباب يريد الربح المادي مثل دور نشر لبنان أو يريد الشهرة ....... نفرح بالكتاب واسمه ومؤلفه وبعد القراة نتمنى أنه بقي في طي الخزائن أفضل من نشره بالصورة الهزيلة ..
عموما سوف أراجع الكتاب وفق لفت نظرك لي وسأكون اكثر ثقة في نفسي من حيث تخطأت المحقق والرجوع للمختصين والمراجع في تصحيح الخطأ. وخصوصا الحواشي. والله المستعان.
¥