تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 09:15 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أما معنى الساق والقدم واليد والوجه والأصابع ونحوها مما ثبت في النصوص فمعلوم المعنى، فيراد بالوجه: الوجه حقيقة لكن دون طمع في إدراك الكيفية، وكذا اليد والأصابع وغيرها من الصفات ولا يمكن أن تسأل إنسانا عن معنى الوجه والساق والقدم فلا يعرف المعنى لكن لا يمكن أن ندرك كيفيتها فلا شك أنها معلومة المعنى أما الكيفيات فغير معلومة وليتم الإيضاح أكثر لا بد أن تفهم معنى قول أهل السنة والجماعة ((من غير تكييف)) فإنهم يريدون به كما يذكره الدكتور محمد خليفة التميمي: ((أي: من غير كيف يعقله البشر، وليس المراد من قولهم من غير تكييف: أنهم ينفون الكيف مطلقا؛ فإن كل شيء لا بد أن يكون على كيفية ما، ولكن المراد: أنهم ينفون علمهم بالكيف؛ إذ لا يعلم كيفية ذاته وصفاته إلا هو سبحانه)) فصفات الله تعالى لها كيفيات لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وللإيضاح أكثر لابد أن تعلم أن إثبات معاني الصفات كما هو ظاهر منها لا يلزم منه التشبيه ((فلا يلزم من إثبات أصابع للرحمن عز وجل أن تكون مشابهة لأصابع بني آدم، أبدا فنحن نلتزم بثبوت الأصابع، ولا نلتزم بأن هذا تمثيل)) (من شرح القواعد المثلى، للعثيمين، 258، بتصرف يسير)

وقد قدمت لك أن سبب ضلال المعطلة أنهم شبهوا صفات الخالق تعالى بصفات المخلوق ولهذا عطلوا، فرارا من التشبيه الذي وقعوا فيه أولا ولو أنهم سلموا المعنى الظاهر من اللفظ دون تمثيل للخالق تعالى بالمخلوق ودون أن يقيسوا الله تعالى بخلقه لسلموا من التعطيل،، أخي الكريم إن صفات الله تعالى لها كيفيات لكن لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى فاقطع الطمع في إدراك الكيف وسلم بالمعنى المراد والظاهر من اللفظ تسلم كما فعلت في صفة السمع والبصر والإرادة والاستواء، وفق الله الجميع لرضاه.

أخي الحبيب أنا طالب علم وحسب وجزاك الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير