وسئل الدار قطني عن حديث قيس بن ابي حازم: عن ابي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك ان تداعي الأمم على امتي كما تداعى على
الثريد اكلته، فقال: يرويه اسماعيل بن ابي خالد,, واختلف عنه، فرواه مؤمل بن اسماعيل: عبد العزيز القسملي: عن اسماعيل: عن عن قيس: عن ابي هريرة: عن النبي
صلى الله عليه وسلم,, والمحفوظ عن اسماعيل موقوفاً (5) ,
قال أبو عبد الرحمن: وروى الحديث ثوبان نفسه رضي الله عنه,, قال ابو داوود: حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم الدمشقي: اخبرنا بشر بن بكر: اخبرنا ابن جابر:
حدثني أبو عبد السلام: عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الأمم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة الى قصعتها,
فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ ,
قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن,
فقال قائل: يا رسول الله: وما الوهن؟ ,
قال: حب الدنيا وكراهية الموت (6) ,
قال الطيبي: هذا الحديث من افراد أبي داوود (7) ,
وقال المنذري: ابو عبد السلام هذا هو صالح بن رستم الهاشمي الدمشقي: سئل عنه ابو حاتم، فقال مجهول لا نعرفه (8) ,
قال أبو عبد الرحمن: قال الذهبي: روى عنه ثقتان فخفت الجهالة (9) ,
وقال الشيخ الالباني: أخرجه ابو داود، والروياني في مسنده، وابن عساكر في تاريخ دمشق من طرق: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: حدثني ابو عبد السلام عن
ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره, وهذا اسناد لا بأس به في المتابعات فان ابن جابر ثقة من رجال الصحيحين، وشيخه ابو عبد السلام مجهول,,
لكنه لم يتفرد به، فقد تابعه ابو اسماء الرحبي عن ثوبان به (10) ,
قال الامام احمد: حدثنا ابو النضر: حدثنا ابن (11) المبارك: حدثنا مرزوق ابو عبد الله الحمصي: اخبرنا ابو اسماء الرحبي: عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك ان تداعي عليكم الأمم من كل افق كما تداعى الاكلة على قصعتها,
قال: قلنا: يا رسول الله: أمن قلة بنا يومئذ؟ ,
قال: انتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن,
قال: قلنا: وما الوهن؟ ,
قال: حب الحياة وكراهية الموت (12) ,
وقال ابو نعيم: حدثنا عبد الله بن جعفر: حدثنا اسماعيل بن عبد الله بن مسعود: حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا مبارك بن فضالة: عن مرزوق ابي عبد الله الحمصي:
عن ابي اسماء الرحبي,, ثم ساقه باسناد احمد ومتنه الا انه قال: قالوا من قلة بنا يومئذ؟ ,, قال: انتم ذلك اليوم كثير ولكن غثاء,, تنتزع,, قالوا: وما
الوهن,, حب الدنيا (13) ,
وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الفضل السقطي: حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا مبارك بن فضالة: عن مرزوق ابي عبد الله الشامي: عن ابي اسماء الرحبي: عن ثوبان
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يوشك ان تتداعى عليكم الأمم فذكر الحديث (14) ,
قال الشيخ الالباني: هذا سند جيد، ورجاله ثقات، والمبارك انما يخشى منه التدليس,, اما وقد صرح بالتحديث فلا ضير منه، فالحديث بمجموع الطريقين صحيح عندي
والله اعلم (15) ,
وفسره ابو الطيب محمد شمس الحق بقوله: يدعو بعضهم بعضاً لمقاتلكم وكسر شوكتكم وسلب ما ملكتموه من الديار والأموال (16) ,
وقال عن القصعة: الى قصعتها الضمير لأكلة,, اي التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع، فيأكلونها عفواً وصفواً,, كذلك يأخدون ما في ايديكم بلا تعب ينالهم،
او ضرر يلحقهم او بأس يمنعهم,, قاله القاري,, قال في المجمع: اي يقرب ان فرق الكفر وأمم الضلالة ان تداعي عليكم,, اي يدعو بعضهم بعضاً الى الاجتماع
لقتالكم، وكسر شوكتكم، ليغلبوا على ما ملكتموه من الديار، كما ان الفئة الآكلة يتداعى بعضهم بعضا الى قصعتهم التي يتناولونها من غير مانع، فيأكلونها صفواً
من غير تعب انتهى (17) ,
والاكلة ضبطت بفتحتين والهمزة غير ممدودة جمع أكل، وضبطت بفتحتين والهمزة ممدودة على وزن فاعلة جمع أكل ايضاً,, قال القاري في المرقاة، الآكلة بالمد وهي
الرواية على نعت الفئة والجماعة او نحو ذلك,, كذا روى الأكلة بفتحتين على انه جمع آكل اسم فاعل لكان له وجه وجيه انتهى,
¥