تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(5) - وقسم عرفوا الحق فاتبعوه، فآمنوا في المهدي، ويقولون انه من سلالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه بشر كآحاد البشرية إلا أن الله اصطفاه وفضله على كثير ممن خلق (وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وهؤلاء أهل السنة و الجماعة، فلا يبالغون في الإثبات، ويحددون خروجه بالرؤى والتكهنات، ولا ينكرون الروايات الثابتة، لقيام طوائف منحرفة، وجماعات ضالة تدعي في مهديها الظلوم، أنه الإمام المعصوم.

قال التابعي محمد بن سيرين رحمه الله (المهدي من هذه الأمة، وهو الذي يؤم عيسى بن مريم)

وقال الإمام البربهاري في شرح السنة (والإيمان بنزول عيسى بن مريم عليه السلام ينزل فيقتل الدجال ويصلي خلف القائم من آل محمد صلى الله عليه وسلم).

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان (والمسلمون ينتظرون نزول عيسى بن مريم من السماء، لكسر الصليب، وقتل الخنزير، وقتل أعدائه من اليهود، وعُبَّادِه من النصارى، وينتظرون خروج المهدي من أهل بيت النبوة، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً).

وقال السفاريني في عقيدته (كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل "لا مهدي إلا عيسى" والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام، وقد كثرت بخروجه الروايات، حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة، حتى عدَّ من معتقداتهم) والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في خروج مهدي أهل السنة، فقد جاءت بأسانيد صحيحة، وقال غير واحد من العلماء بتواترها.

ومن الأحاديث في هذا الباب، حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي - وجاء في بعض رواياته - يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) وهذا الخبر رواه أبو داود في سننه (4282) والترمذي في جامعه (2231) وابن حبان في صحيحه (15/ 236) وغيرهم من طريق زائدة وأبي بكر بن عياش وعمر بن عبيد وفطر كما عند أبي داود، وسفيان الثوري كما عند ابن حبان، وسفيان بن عيينة في رواية عنه، عند نعيم بن حماد في الفتن، وشعبة كما عند الحاكم تعليقاً، والأعمش كما عند ابن عدي، وسليمان بن قرم ويحيى بن ثعلبة وحماد بن سلمة وقيس بن الربيع كما عند أبي عمر الداني والخطيب في تاريخه، وعثمان ابن شبرمة، وعمرو بن أبي قيس كما عند الطبراني، ولفظ ابن شبرمة عند ابن حبان في صحيحه [يواطىء اسمه اسمي، وخلقه خلقي] كلهم عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. ولم يتفرد به عاصم عن زر، فقد تابعه أبو إسحاق الشيباني، جاء هذا في طبقات المحدثين بأصبهان. ورواه عن عاصم، هشامُ بن معاذ كما عند الطبراني في الكبير، وسفيانُ بن عيينة وسفيان الثوري كما عند الترمذي، وعمر بن عبيد الطنافسي كما عند أحمد، وأبو إسحاق الشيباني كما عند البزار في مسنده، وحمزة الزيات كما عند ابن عدي، و واسط بن الحارث وأبو الأحوص سلام بن سليم كما عند الطبراني، ومحمد بن عياش بن عمرو العامري كما عند أبي عمرو الداني بلفظ (يواطئ اسمه اسمي) ولم يذكروا (واسم أبيه اسم أبي).

وجاء الخبر من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، عن يوسف بن حوشب الشيباني عن أبي يزيد الأعور، عمرو بن مرة، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يوافق اسمه اسمي) رواه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية وابن عدي في الكامل، واختلف فيه على الأعمش وشعبة وسفيان الثوري فمرة يذكرونها ومرة يتركونها. وقد صححه الترمذي وابن حبان وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وغيرهم من أهل الحديث ..

وجاء في سنن أبي داود (4285): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً يملك سبع سنين).قال ابن القيم في المنار المنيف، إسناده جيد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير