تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجاء في صحيح مسلم (2913) عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك، ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدى، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً)

فلا مناص عن التصديق بخروج المهدي، وأنه من آل البيت، وأنه حاكم عادل، فينشر العدل ويرفع الظلم، ويعطي كل ذي حق حقه، وفقاً لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لو خرج لوجب على المسلمين، مبايعته وطاعته ومناصرته.

وليس معنى ذلك أن يُتبع كل من يدعي المهدوية ويتزعمها، ويقول أنا لها، فمن في قلوبهم مرض زاد شرهم وطغى، وفي كل يوم نسمع بمهوس يدعي المهدوية ويقول أنا المهدي المبشر به، وقد أوحت إليه الشياطين بهذا، والله تعالى يقول (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ) .. ولو أن هؤلاء كان لهم بصر نافذ، لكفوا عن ذلك ولأحسنوا الخروج من التورط في هذه الضلالات والموبقات (والعاقل ينظر قبل أن يمشي والأحمق يمشي قبل أن ينظر) ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ..

وثمت طائفة من الناس يولد عنده هذا الحديث، وهذه البشائر والمفرحات، انهزاماً روحياً، وإحباطاً في الإنتاج، وخللاً في العمل لنشر العلم، وتبليغ الدين، ومواجهة الانحرافات في الأمة، فيتكل على تلك، ويكون عنده من الأماني التي هي رأس مال المفاليس ما لا يخطر على بال،ولا ريب أن هذا من مصائد الشيطان ومكائده، وإن هذا الظن الكاذب، يجر الأمة إلى كوارث مدلهمة، وأزمات متتالية.

وإن الإنسان الجاد في فكاك نفسه، الحاذق في فهمه، هو الذي يتخذ من تلك المحفزات والمبشرات، أكبر المحفِّزات في مواصلة العمل الجاد لتبليغ دين الله تعالى، والسعي الحثيث لتوطيد شرع الله في أرضه، والنأي بهم عن مراتع الذل والهوان، والركون إلى أعداء الله تعالى، وموالاة الذين كفروا. ذلك أن الحديث عن المهدي ونحوه من المبشرات من أعظم ما يحفز على الاجتهاد، وميل القلب والقالب إلى التعلق بالله تعالى، والاستعداد إلى لقاء الله تعالى بالأعمال الصالحات، والعمل على نشر الدين الخالص، ودليل ذلك قوله صلى الله صلى الله عليه وسلم (بادوا بالأعمال ستّاً الدجال، والدخان ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة وخويصة أحدكم) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (2947).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 191) والبخاري في الأدب المفرد (146).وقد أدرك ذلك علماء الإسلام، ووعاه أصحاب الإرث النبوي، أسوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم، قال داود ابن أبي داود المدني: قال لي عبد الله بن سلام (إن سمعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية تغرسها فلا تعجل أن تصلحها فإن للناس بعد ذلك عيشاً) رواه البخاري في الأدب المفرد (169) وقال العلائي مقصود هذه الأخبار، الحث على البداءة بالأعمال قبل حلول الآجال، واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات.

مختصر من كتاب (النزعات في المهدي)

لسليمان بن ناصر العلوان

23/ 11/1423هـ

http://www.al-alwan1.org/2/5.doc

ـ[سلطان عسيري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:31 م]ـ

للرفع

جزاك الله خيراً

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير