تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أسد السنة]ــــــــ[15 - 02 - 03, 07:38 م]ـ

ومن الآيات التي جمعت أقسام التوحيد الثلاثة قوله تعالى " رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً "

وقد ابتدأ الله كتابه بسورة الفاتحة وختمه بسورة الناس وهما من السور التي جمعت أقسام التوحيد الثلاثة.

ومن الأدلة على تعدد التوحيد قوله تعالى " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون "

فأثبت لهم الإيمان بالله وهو توحيد وفي نفس الوقت وصفهم بالوقوع في الشرك وهو ضد التوحيد فدل على أن التوحيد الذي حققوه غير التوحيد الذي نفاه الله عنهم بشركهم فدل على أن التوحيد يتعدد وهو المراد.

ومن مقاصد هذا التقسيم أن نعرف ما ينافي التوحيد من أنواع الشرك التي تتعلق بهذه الأقسام الثلاثة.

وفي ذلك يقول أبو جعفر الطحاوي مبتدئاً عقيدته بقوله " نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق من الله إن الله واحد لا شريك له "

قال الشيخ الألباني في شرحه (ص31) " إن نفي الشريك عن الله تعالى لا يتم إلا بنفي ثلاثة أنواع من الشرك "

ـ[أسد السنة]ــــــــ[15 - 02 - 03, 07:41 م]ـ

والأصل في هذه الأقسام الثلاثة هو توحيد الربوبية.

والتوحيد الذي دعت إليه الرسل وكانت فيه الخصومة مع أقوامهم هو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.

والدليل على أن الأصل هو توحيد الربوبية قوله تعالى " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون " فأنكر الله عليهم شركهم وهم يؤمنون بالربوبية ومما يوضح ذلك كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن التوكل من نتائجه والتوكل من أعلى مقامات الدين وقد يصدر من الكافر وذلك لأن تعلقه بالربوبية أقوى من تعلقه بالألوهية وهو عند المؤمن يكون في الرخاء والشدة وأما عند الكافر فلا يكون إلا في الشدة لأن المؤمن محقق للأقسام الأخرى.

ومثل التوكل المحبة والرضا والخوف والرجاء هي من نتائج الربوبية كما بين ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بعض رسائله وإن كانت من نتائج الالوهية ايضا الا ان تعلقها بالربوبية اقوى.

والالوهية والربوبية بينهما عموم وخصوص كما بين الاسلام والايمان فاذا افترقا اجتمعا واذا اجتمعا افترقا ولذلك تجد ان العبد يسأل في قبره من ربك والمقصود هو السؤال عن توحيد الالوهية المتضمن للربوبية لاالربوبية وحدها كما ظنه اناس وكما يظهر من اللفظ وهذه المسألة قد بينها ائمة دعوة التوحيد في رسائلهم خير بيان

ـ[أسد السنة]ــــــــ[17 - 02 - 03, 03:24 م]ـ

قال الإمام المجدد " أهم ما عليك معرفته التوحيد قبل معرفة الواجبات كلها حتى الصلاة ومعرفة الشرك قبل معرفة المحرمات كلها حتى الزنى "

لذلك قال العلماء ما عرف التوحيد من لم يعرف الشرك.

ويروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال " تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية "

فمعرفة هذا الباب من أهم المعارف التي يجب على طالب العلم معرفتها والتحذير منها.

وللعلماء تقسيمات بديعة لمعرفة الشرك فمن ذلك تقسيم الشرك من جهة حكمه ومن جهة ظهوره ومن جهة تعلقه بأقسام التوحيد الثلاثة ومن جهة مصدره ومنبعه وسيأتي تفصيل ذلك ....

ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 03, 08:11 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا أسد السنة

أسال ربى جل فى علاه ان يجعل هذا "الزئير" فى ميزان حسناتك انه ولى ذلك والقادر عليه

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 02 - 03, 10:47 ص]ـ

فضيله الاخ الشيخ الناصح رعاه الله:

روى اهل السنن ان لنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العيافة والطيرة والطرق من الجبت)) فعد الطيرة والعيافه وما كان فيه صرف شئ من علم الغيب جبتا ....

وأصل الجبت الجبس وهو الذي لا خير فيه، فأبدلت التاء من السين؛ قاله قطرب. كما نقله القرطبي عليه رحمة الله.وذكره القاضى رحمه الله.

و روىالطبري رحمه الله باسناده:عن ابن عباس، في قوله: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت} الجبت: الأصنام، والطاغوت: الذين يكونون بين أيدي الأصنام يعبرون عنها الكذب ليضلوا الناس.

والجبت يشمل الطاغوت فهما شئ واحد في الاصل لكن ماداما قد ذكرا جميعا فأن بينهما فرق على الاصل من لغة العرب وان كان قد يوجد في لغة العرب ذكر اسمين مختلفين لشئ واحد للتأكيد وغيره وذلك كقول الشاعر ((كذبا ومينا)) وكقول طرفه في ملعقته ((وهو ينأي ويبعد)) وكذلك ورد مثله في شعر عنترة وغيرهم من الجاهليين ... لكن هذا قليل ...

والاظهر ان الفرق بين الجبت والطاغوت ان الجبت يشمل كل صارف لصفات الرب من جمادات وغيره لكن لايكون هذا الى البشر واشباههم ولعل هذا ما جعل بعض اهل العلم يفسر الجبت انه الصنم والطاغوت ترجمانه والقائم عليه فأنك لاتجد نسبة الجبت الى بشر بل انه ينسب الى الطاغوتيه ....

فنقول ان الجبت كل ما لاخير فيه وكل ما عبد من دون الله او كان فيه شئ من ذلك كالطيرة وغيرها لكن لايكون هذا الى البشر والجن وانما يكون هؤلاء من جنس الطاغوت ومن قال لافرق فأنه على الاصل كذلك كما قال صاحب القاموس:

الجبت: بالكسر الصنم والكاهن والساحر والسحر والذي لاخير فيه وكل ما عبد من دون الله. وكذا قاله اهل اللغة كالجوهري وغيره ..

وأكثر اهل العلم على تفسيره بالسحر فأنه ابلغ الجبت واعظمه وما ورد في الحديث السالف في نسبة الطيرة والعيافه والخط الى الجبت بين في ان هذه من اشباه السحر في الهيئة والنتيجه ....

فالجبت السحر وما شابهه هذا من جهة الاستعمال اما من جهة الاصل فهو كل صارف عن عبادة الله وما لاخير فيه وانما ينسب الى الصوارف لا الى المتصرفين فيها بخلاف الطاغوت فهو اعم واشمل ... هذا من جهة الاصل اما من جهة الاستعمال الشرعي فهو كما ذكرت آنفا الجبت السحر وما قاربه والطاغوت كل ما عبد من دون الله من مثل الشياطين والسحرة ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير