الرابع: يقال: إن جلوسه مع الله على العرش ليس فيه كثير اعزاز لأن هؤلاء الجهال والحمقى يقولون (في كل أهل الجنة): انهم يزورون الله تعالى وانهم يجلسون معه وإنه تعالى يسألهم عن أحوالهم التي كانوا عليها في الدنيا، وإذا كانت هذا الحالة حاصلة عندهم لكل المؤمنين، لم يكن لتخصيص محمد صلى الله عليه وسلم بها مزيد شرف ورتبة.
الخامس: أنه إذا قيل: السلطان بعث فلاناً فهم منه أنه أرسله إلي قوم لإصلاح مهماتهم ولا يفهم منه أنه أجلسه مع نفسه فثبت أن هذا القول كلام رذل سقط لا يميل إليه إلا الإنسان قليل العقل عديم الدين انتهى كلام الواحدي 0
وليته أطلع على ما كتبه ابن حرير حتى يمسك من جماح يراعه ويبصر الأدب مع السلف مع المخارج العلمية لهم وهاك ما قاله ابن جرير رحمه الله (بعد ما نقل عن مجاهد قوله المتقدم): وأولى القولين بالصواب ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مقام الشفاعة ثم قال وهذا وان كان هو الصحيح في القول في تأويل المقام المحمود لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم على عرشه قول غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر وذلك لأنه لا خبرعن رسول الله ولا عن أحد من اصحابه ولا عن أحد من التابعين بإحالة ذلك
وأقول: لك أن تجيب أيضاً عن إيرادات الواحدي الخمسة التي أفسد بها قول مجاهد أما جواب إيراده الأول فإن مجاهد لم يفسر مادة البعث وحدها بالإجلاس وإنما فسر بعثه المقام المحمود بما ذكر
وعن الثاني: بأن المقام هو المنزلة والقدرة والرفعة معروف ذلك في اللغة 0
وعن الثالث:
بدفع اللازم المذكور لأنه كما أتفق على أن له ذاتاً لا تماثلها الذوات وكذلك كل ما يوصف به مما ورد في الكتاب والآثار فإنه لا يماثل الصفات ولا يجوز قياس الخالق على المخلوق 0
وعن الرابع بأنه مكابرة إذ كل أحد يعرف – في الشاهد – لو أن ملكاً استدعى جماعة للحضور لديه ورفع أفضلهم على عرشه أن المرفوع ذو مقام يفوق به الكل 0
وعن الخامس بأن من واد أخر غير ما نحن فيه إذ لا بعث لإصلاح المهمات في الآخرة وإنما معنى الآية: أن يرفعك مقاماً محموداً وذلك يصدق على ما قاله مجاهد وما قاله الأكثر فتأمل وانصف
وقال الذهبي في كتابه العلو في ترجمة (محمد بن مصعب) العابد شيخ بغداد ما مثاله: وقال المرودي: سمعت أبا عبدالله الخفاف سمعت ابن مصعب وتلا {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} قال: نعم يقعده على العرش – ذكر الإمام أحمد محمد بن مصعب فقال قد كتبت عنه وأى رجل هو! قال الذهبي: فأما قضية قعود نبينا على العرش فلم يثبت في ذلك نص بل في الباب حديث واه وما فسر به مجاهد للآية كما ذكرناه فقد أنكره بعض أهل الكلام. فقام المروذى وقعد و بالغ في الانتصار لذلك وجمع فيه كتاباً وطرق قول مجاهد من رواية ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات وجابر ابن يزيد وممن أفتى في ذلك العصر بأن هذا الأثر يسلم ولا يعارض أبو داود السجستاني صاحب السنن وإبراهيم الحربي وخلق بحيث إن ابن الإمام أحمد قال عقيب قول مجاهد: أنا منكر على كل من رد هذا الحديث وهو عندي رجل سوء متهم. سمعته من جماعة. وما رأيت محدثاً ينكره وعندنا إنما تنكره الجهمية 0
والخلاصة أن ابن القيم وكذلك شيخ الإسلام قد نقلا هذه الأقوال ولم يذكر أحد منهما أن هذه من المسائل التي يجب على المكلف أن يعتقدها بل حتى من المعاصرين كالألباني وغيره قد أنكروا ذلك، فإذا كان الأخ الحسيني ينكر على ابن القيم ذلك النقل فليطرد قاعدته بذم جميع المفسرين والعلماء الذين نقلوا قول ابن مجاهد كما صنع ابن القيم]
انتهى نقلا عن الأخ المنهاج وفقه الله في الساحة الإسلامية
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[06 - 03 - 03, 12:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المداخلات القيمة
المقام المحمود هو الشفاعة على الصحيح
ويبقى البحث في صحة تفسير الاستواء بالجلوس من جهة السند هو المهم أولاً
وهل الجلوس يتفق مع قولهم: بائن من خلقه، وأنه غير مماس لشيء من خلقه؟؟
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[06 - 03 - 03, 05:34 ص]ـ
الاخ زياد القيسي ,السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته و بعد فقد اطلعت على بحثكم المسمى ب (التعديلات) وهي محاولة منكم للتوفيق بين منهج السلف ومنهج الخلف الاشاعرة في مباحث الاسماء و الصفات الالاهية وفي بحثك هذا من المغالطات او الاخطاء غير المقصودة الشيء الكثير فانصح لك اخي باعادة النظر فيما كتبت وبمطالعة مؤلفات شيخ الاسلام ابن تيمية بتجرد ولعلك ان تطرح موضوعك كاملا في هذالملتقىلتفيد من اخوانك طلبة العلم ..... ومن باب الانصاف فان كثيرا من اخواني السلفيين يمدحونك في ادبك وخلقك ولقد اعرضت عن الرد عليك لان المشايخ السلفيين بمونتريال منعوني من ذلك خشية ان ينتشر بحثك عند ضعاف الطلبة ثم اني رايت بعض الاحباش لخص بحثك في ورقة ووزعها على الطلبة في جامعة كؤنكورديا فانا لله وانا اليه راجعون
¥