تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد لله الذي جمعنا وإياك على كلمة سواء في هذه المسالة.

هاأنت الآن بعد أن اخترت أن العذر بالجهل مطلق في كل مسألة، ترجع وتستثني سب الله تعالى، بحجة أنه لايتصور أن يجهل أحد أنه كفر، ولأنه انتفاء لأصل عمل قلبي وهو التعظيم!!

فما قلته في (سب الله) فنحن نقول به في (الشرك الأكبر)، و؟ أي سب لله أعظم من الشرك؟!

فلايتصور من رجل عرف الإسلام أن يجهل أن الشرك كفر.

فإن وجد من يجهل أن الشرك كفر فمعناه أنه لم يعرف الإسلام ولم يصح دخوله فيه أصلا

وإنما دخل في دين أسماه الإسلام كما دخلت القاديانية في دين أسموه كذلك فلم ينفعهم الاسم شيئا.

وماذكرته من فتوى اللجنة فصحيح جدا ولا إشكال فيه، فإن من استهزأ بإعفاءاللحية أو بالحجاب فلايكفر بعينه حتى يعرف انهما من الدين فإن أصر كفر.

فأين مانحن فيه من هذا.

وقد نقلت لك عن اللجنة قولهم فيمن وقع في الشرك الأكبر:"فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به (((لاليسمى كافرا بعد البيان)))) فإنه يسمى كافرا بما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاة مثلا لغير الله ".

وأولى مايفسر به كلامهم هو كلامهم.

والحمد لله الذي أغناني وإياك عن تأويلي وتأويلك لكلامهم فهو في هذا الباب من أوضح مايكون لمن أراد الفهم.

وأما مانقلته عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقد سبق الجواب عنه، فلاتفرح في غير محل فرح.

فإنك إن كان قصدك الاحتجاج بالرجال، فقد احتججنا عليك بمن هم أفضل بشهادتك وأعلم ممن احتججت بهم على فضلهم.، ويكفي في هذا شيخا الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله ابن باز وابن ابراهيم

وإن كان مرادك الاحتجاج بالدليل، فإنك لم تزد من كلام الشيخ على مانحن فيه منذ أيام شيئا.

بل إن الشيخ كفر من قصر في التعلم وأنت لاتكفر إلا من زالت عنه كل شبهه، وهو المعاند على الحقيقة فعلى أي شئ يفرح إلا الاستئناس بالموافق على الخطأ.

ولست أنا الذي يخطئ الامام ابن عثيمين أو غيره، وإنما خطأ قوله شيوخه، ودهاقنة العلم في عصره والحمدلله الذي لم يخل عصرا من قائم لله بحجة.

وأما كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فقد أظهر والله لي مقدار فهمك لهذا الباب.

فإن قوله:ثم إن الإمام أحمد رحمه الله دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم، فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية، الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق، وأن الله لا يُرى في الآخرة"

صحيح لانخالف فيه، فإن الجهمية في لسان السلف لها إطلاقان:

إطلاق عام: ويريدون به كل من نفى شيا من صفات الله تعالى.

وإطلاق خاص: ويريدوتن به نفاة الأسماء والصفات جميعا.

وكلام شيخ الاسلام هنا ((((((إنما يعني به الاطلاق العام))))))

بدليل قوله:"، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية، الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق، وأن الله لا يُرى في الآخرة"

فانظر كيف ذكر القول بخلق القرآن ونفي رؤية الله تعالى، وهما من خفي المسائل على ماسبق تقريره!!!

وكذا قوله (ولم يعلم بعض ما جاء به الرسول، فلم يؤمن به تفصيلاً، إما إنه لم يسمعه)

فإنه أراد مايخفى من المسائل ويحتاج إلى (((تفصيل)))، وةهذا دليل على وجود أصل الإيمان عند من يتكلم عنه شيخ الاسلام وتأمل قوله:

(،لنوع من التأويل الذي يعذر به،).

فقيد عذره هنا = بالتأويل الذي يعذر بمثله.

فماذا بعد هذا أيها الشيخ، أليس هذا بالله عليك من المعاندة بعد ظهور الحجة؟

ألم تترك تتبع المتشابه من الكلام وقد ظننت بك تركه والله.

أم أن المعاني الفاضلة أصبحت تقرر في الدروس وتأباها النفوس؟

عفا الله عني وعنك، وألهمني وإياك الرشد والسداد.

الأخ اسحاق النجدي وفقه الله: كلامي الذي قلته لأبي خالد لم أقصد به مسألة العذر بالجهل أبدا كا توهم.

وإنما كان على قوله " وفتنة التكفير ... "

فأنا إنما قصدت ذم تضخيم مسألة التكفير وتعظيمها وكأنها من الموبقات على كل حال، وكأن بلاد الإسلام قد خلت من (الكفر) ولم يبق إلا (التكفير).

ولاشك أن الذي أدين لله به هو ذم (الغلو) في التكفير والعجلة فيه.

وقد كررت محل الانكار في مسألة التكفير، عند كلامي عن (المعلم الثالث من معالم منهج المتاخرين) فارجع إليه غير مأمور.

وعلى كل حال فإن لي في التشديد إن كان وقع سلف، فقد قال الشيخ الفقيه عبدالله أبابطين رحمه الله كما في الدرر (10/ 401) عند كلامه عن المشركين:

" فكفرهم جميع العلماء،ولم يعذروهم بالجهل (((((كما يقول بعض الجاهلين: إن هؤلاء معذورون لأنهم جهال، وهذا قول على الله بغير علم معارض بمثل قوله تعالى {فريقا هذى وفريقا حق عليهم الضلالة} {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} الآيتين " انتهى كلامه رحمه الله.

ولاشك أن محل المسألة هو ماذكرت من عدم عقد الولاء والبراء عليها، ولكن هذا إنما هو مع العالم المتأول الذي لم يظهر له وجه المسألة واما غيره- ممن قامت عليه الحجة واتضحت له المسألة فلا، وعليه يحمل كلام الشيخ أبابطين.

وكم من عالم قد خالف الإجماع في مسائل فعذر، ولم تكن مخالفته حجة لمن بعده.

والحمد لله الذي وفقنا لاجتماع الاقوال – حقيقة أو حكما –

والآن بعد اكتمال الموضوع،وثبوت الفرق بين من تقدم ومن تأخر في تقرير هذه المسائل فإني أسأل الله تعالى أن يسل سخيمة صدورنا وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأن يرزقنا الإحلاص في القول والعمل، وأعتذر من جميع الإخوة إن زل إصبعي على (اللوحة) بما لاينبغي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير