تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[16 - 04 - 03, 08:16 م]ـ

بين سب الله تعالى أو دينه وبين ودعاء غير الله فرق ظاهر

فالذين يسبون الدين من العوام يقول أحدهم بعد صدور الكلمة منه: (كفّرتونا) ويستغفر أو يتلفظ بالشهادة غالبا، ويستحيل أن يجد عالما أو جاهلا يقول له إن سب الله ليس بكفر فمن أين يتصور الجهل؟

وهذا يوضح أنه قالها عالما أنها كفر.

أما المنتسب إلى الإسلام الذي يقول (مدد يا بدوي) ونحوها، فلا يخطر بباله أبدا أن هذا شرك ويحسب أن هذا من باب [وابتغوا إليه الوسيلة] وأن هؤلاء الصالحين وسيلة تقرب إلى الله بزعمه كما يسمع يوميا من شيخ الأزهر في التلفاز ويقرأ في فتاوى الجرائد ويشاهد الشعراوي جالسا في مسجد الحسين بجوار الطائفين بالقبر الناذرين له فكيف لا يتصور جهل هؤلاء بأن هذا الأمر شرك؟

ثم هل هناك فرق بين دعاء غير الله والسجود لغير الله؟ أليس كلاهما في شريعتنا شركا؟ وأليس كلاهما صرف عبادة لغير الله؟

فإذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم عذر معاذا بجهالته _ كما هي عبارة الشوكاني في النيل _ لما أراد أن يسجد له جاهلا أن السجود لغير الله في شريعتنا شرك حاسبا أنه من باب الاحترام والتوقير للنبي الذي لا يتنافى مع التوحيد، وعذر عدي بن حاتم فلم يكفره لما كان يجهل أن طاعة الأحبار والرهبان في تحليل الحرام ليست عبادة، وعذر الذين قالوا اجعل لنا ذات أنواط ولم يكفرهم بمقالتهم رغم أنها مقالة شركية لأجل جهلهم.

فلماذا لا نعذر من صرف عبادة أخرى لغير الله حاسبا أن هذا الصرف توقير للولي وأنه لا يتنافى مع التوحيد؟

وأما قولك:

[فإن وجد من يجهل أن الشرك كفر فمعناه أنه لم يعرف الإسلام ولم يصح دخوله فيه أصلا وإنما دخل في دين أسماه الإسلام]

فقد قاله قبلك الصنعاني في تطهير الاعتقاد وأنكره عليه الشيخ بشير السهسواني الهندي _وهو من تلاميذ جماعة من علماء آل الشيخ وشيخ لصديق حسن خان _ في كتابه صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان وبين أن كلام الصنعاني مخالف لمذهب السلف ومخالف لمذهب الإمام ابن عبد الوهاب وأن مذهب السلف ومذهب الإمام ابن عبد الوهاب أن من تلفظ بكلمة التوحيد حكمنا بإسلامه ثم إن ظهر منه الكفر حكمنا بأنه مرتد لا كافر أصلي، وراجع كلامه في صيانة الإنسان فإنه نفيس.

أخي محب العلم:

سئمت مراءك، وأذى لسانك، فتكلم بعلم أو اسكت بحلم.

ـ[محب العلم]ــــــــ[17 - 04 - 03, 03:56 ص]ـ

الشيخ أبو خالد وفقه الله:

قولك " ويستحيل أن يجد عالما أو جاهلا يقول له إن سب الله ليس بكفر فمن أين يتصور الجهل؟ "

لم أقل أن الرجل يجهل أن سب الله كفر.

وإنما قلت لك: يجهل أن سب الله (في حال الغضب غير المستغلق كفر).

ومثل هذه الصورة (يمكن تصور وجودها) بل هي موجودة فعلا.

وقد أجبتني على هذه الصورة بالموافقة مع التوضيح التام مني لصورة المسألة، فلماذا الرجوع الآن.؟

أم أن لك في المسألة قولا آخر تلتزم فيه عدم التكفير إن وجد من يفتي بالجواز في هذه (الصورة)؟

واما حديث معاذ رضي الله عنه.فالجواب عنه من وجهين:

الوجه الأول: أن السجود الذي في الحديث إنما هو سجود (التحية) لا (العبادة)، وقد كان سجود التحية جائزا في شرع من قبلنا ثم نسخ الحكم في شرعنا.

قال شيخ الإسلام رحمه الله كمافي مجموع الفتاوى (4/ 360):

" وقد كانت البهائم تسجد للنبي صلى الله عليه وسلم والبهائم لاتعبد [إلا] الله، فكيف يقال يلزم من السجود للشئ عبادته؟، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لعظم حقه عليها، ومعلوم أنه لم يقل: لو كنت آمرا أحدا أن يعبد "

ومابين المعقوفتين إضافة يقتضيها السياق كما في " صيانة المجموع " ص41.

الوجه الثاني: أن الشوكاني نفسه رحمه الله قد نص على عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر فقال كما في الرسائل السلفية (ص35) من الرسالة الثامنة في معرض رده على بعض المجادلين عن المشركين:

" ... وليت شعري فأي فائدة لكونه اعتقاد جهل؟ فإن طوائف الكفر بأسرها وأهل الشرك قاطبة إنما حملهم على الكفر ودفع الحق والبقاء على الباطل: (الاعتقاد جهلا)، وهل يقول قائل إن اعتقادهم (اعتقاد علم)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير