و محبتي لکل الاخوة في الملتقي.
و السلام عليکم و رحمةالله و برکاته.
ـ[حامد الداني]ــــــــ[27 - 07 - 05, 04:14 ص]ـ
الي جميع الاخوة في الملتقي ..... السلام عليکم
ارشدني قبل ايام احد الاخوة الکرام في الملتقي بزيارة موقع الاستاذ الدکتور سفر الحوالي عجل الله شفاءه،ففعلت ما ارشدني اليه شاکرا. و لکنني وجدت بعض ما حيرني هناک، فرجاءي منکم جميعا ان ترشدوني الي ما فيه خير الجميع. من هذه الاشياء اذکر شيئين، و هما ما سببا لي الحيرة اکثر من غيرهما:
1 - يقول الدکتور الحوالي في شرح حديث عمران بن حصين رضي الله عنه ..... والناس في هذا الحديث علي قولين: الاول ... أن الله کان موجودا وحده،و لم يزل کذلک دائما، ثم ابتدأ إحداث جميع الحوادث، فجنسها و اعيانها مسبوقة بالعدم، و أن جنس الزمان حادث لا في الزمان، و ان الله صار فاعلا بعد ان لم يکن يفعل شيئا من الازل الي حين إبتداء الفعل و لا کان الفعل ممکنا.
الثاني ... المراد إخباره عن خلق هذا العالم المشهود الذي خلقه الله في ستة ايام کما أخبر القرآن في غير موضع. هنا انتهي کلام الدکتور بالنسبة للنقطة الاولي.
انا (حامد الداني) اقول بأن هناک قسما ثالثا و هم کل البشر تقريبا، اي الذين يؤمنون بوجود الله ويؤمنون بأن الله خلق هذا الکون، من نيوزيلنده شرقا الي اميرکا غربا من المسلمين و الکفار بجميع طوائفهم. هؤلاء جميعا يقولون بأن الله لم يکن معطلا قبل خلقه اول مخلوق بغض النظر عن إسم المخلوق الاول و لا يقولون بحوادث لا اول لها. و بإمکان اي واحد منا ان يسأل اباه او امه او اي شخص اخر علي وجه الارض عن هذه المسألة و يسمع الجواب منهم. فإن لم يکن مثل ما اقول فليعلموني بذلک لاعترف بأنني الانسان الوحيد الذي لا يؤمن بما يقول به کل البشر. بل انا أدعي بأن هذه الفکرة لا يقبلها لا عقل و لا قلب مثلما يقول الشيخ ناصر الالباني.
الشيء الثاني الذي سبب لي الحيرة هو:
يقول الدکتور الحوالي: و معني کلام شيخ الاسلام إبن حجر و إبن تيميه، أن هذا الحديث قيل في موضع واحد، و الجواب کان في وقت واحد، لأن القصة واحدة، فلا بد إذا ان احد الروايات الثلاث"قبل"او "مع" او "غير" هي التي قالها رسول الله صلي الله عليه و سلم و ان الروايتين الأخريين رويتا بالمعني، و الذي رجحاه کلاهما من حيث الرواية هي رواية "ولم يکن شيئ قبله ". هنا ينتهي کلام الدکتور الحوالي.
و انا (الداني) کنت اعرف قبل اليوم بکثي? بأن الامام الحافظ رحمه الله لم يرجح اية رواية ابدا، بل جمع بينها جميعا ليکون الحديث:"کان الله و لم يکن شيء غيره،و لم يکن شيئ معه، ولم يکن شيئ قبله ". لذلک راجعت کتاب (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) للامام الحافظ إبن حجر العسقلاني. رقم کتبه و ابوابه و احاديثه محمد فؤاد عبد الباقي ..... قام بإخراجه و تصحيح تجاربه محب الدين الخطيب ..... راجعه قصي محب الدين الخطيب .... دار الريان للتراث/القاهرة ...... الطبعة الاولي 1987 ..... الجزء الثالث عشر ..... کتاب التوحيد .... باب (و کان عرشه علي الماء) ...... صفحة421 (کان الله و لم يکن شيئ قبله). يقول الحافظ الامام إبن حجر:
"تقدم في بدء الخلق بلفظ (و لم يکن شيئ غيره) و في رواية ابي معاوية (کان الله قبل کل شيئ) و هو بمعني (کان الله و لا شيئ معه) و هي أصرح في الرد علي من أثبت حوادث لا اول لها من رواية الباب، و هي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية، و وقفت في کلام له علي هذا الحديث يرجح الرواية التي في هذا الباب علي غيرها، مع أن قضية الجمع بين الروايتين تقتضي حمل هذه علي التي في بدء الخلق لا العکس، و الجمع يقدم علي الترجيح بالاتفاق" انتهي کلام الحافظ رحمه الله.
و ما حيرني هو قول الدکتور الحوالي بأن الامام الحافظ إبن حجر رجح رواية" و لا شيئ قبله " علي الروايتين "معه " و "غيره "، وهذا ما لم يفعله الامام الحافظ رحمه الله،ليس هذا فقط بل و ينتقد الامام ابن تيميه علي ترجيحه رواية "قبله " التي هي في باب التوحيد علي رواية"غيره " و التي هي في باب بدء الخلق و يقول بأن الجمع يقدم علي الترجيح بالاتفاق. و إذا الانسان يقرأ ما کتبه الدکتور الحوالي بدقة يري بکل وضوح أن کلامه يضرب بعضه بعضا بشکل ينسف بعضه بعضا و کأنه يکتب بدون أن يهتم بما يقول. إسمعوا الي هذا:
¥