يقول الدکتور سفر (الا أن إبن حجر يري أن هناک أول مخلوق بإطلاق). وبعد أسطر يقول (و شيخ الاسلام ابن تيميه لم يخض في هذا الموضوع بهذا الشکل، لانه يري أن ليس هناک ما يسمي بأول مخلوق بإطلاق، و إنما هناک مخلوقات قبلها مخلوقات) انتهي کلام الدکتور. وانا اقول بأن هذا الکلام لا يمکن أن يمر علي أحد القراء إلا إذا کان لا يعرف اللغة العربية،لأنه إن کان صحيحا بأن الامامان ابن حجر و ابن تيميه رجحا رواية"قبله " علي غيرها کما يقول الدکتور، فيعني هذا بأن الامام الحافظ رحمه الله خالف قاعدة فقهية متفق عليها في جمع و ترجيح الاحاديث من اجل لا شيئ، لإنه مع مخالفته للقاعدة أنکر حوادث لا أول لها، و هذا دليل من أکبر الادلة علي أن مجرد التأکد من أن النبي عليه الصلاة و السلام قال " کان الله ولم يکن شيئ قبله " لا يکون دليلا علي القول بحوادث لا اول لها، و إلا يکون من سابع المستحيلات أن عالما من أعظم علماء الاسلام في علوم الدين عموما و علم الحديث خصوصا، لا يجعل من الحديث دليلا و شاهدا علي صحة حوادث لا اول لها. أي أن الامام إبن تيميه متمسک بدليل لا يعتبر دليلا عند واحد من أکبر علماء الحديث. هذا يعني أن الدکتور، حفظه الله،هدم البناء الذي بناه الامام ابن تيميه (هذا إن کان هناک بناء اصلا) دون أن يشعر. هذا إن کان صحيحا بأن الامام الحافظ رجح إحدي الروايات الثلاث کما فعل الامام إبن تيميه، و لم يفعل الامام الحافظ ذلک کما تبين من کلامه في کتابه.
هناک شيئ آخر يجب أن يقال و هو أن بعض الناس يعتبرون الذين لا يقولون بحوادث لا اول لها، بأنهم معطلة و چهمية، ولکنهم لا يقولون أن الحافظ ابن حجر رحمه الله من المعطلة، علما بأنني فرحان بذلک، أي انا فرحان أنهم لا يقولون ذلک. و لا يقولون للشيخ ناصر الالباني معطل. لماذا؟ إذا کان صحيحا أن المسلمين مجموعتين فقط،1 - الذين يقولون بحوادث لا اول لها،2_و الذين لا يقولون بهذا، لماذا الشيخ الالباني ليس مع المجموعة الثانية؟ و إن کان هذا الامر من الآراء الاجتهادية فليتمسک کل مجتهد برأيه بدون إستعمال ألقاب لا يرضي منها الله و لا رسوله، کما فعل السلف الصالح أمثال الأءمه الاربعه رضي الله عنهم أجمعين. أين الجهمية، او المعتزلة؟ ما هذه الاسماء.
لم أکتب ما کتبت الان لبيان شيئ متعلق بالامام ابن تيميه مطلقا، بل لأبين بأن هناک علي الانترنيت موقع يسمي موقع الاستاذ الدکتور سفر الحوالي فيها أخطاء کبيرة تضر بأصحابها أکثر مما تضر بغيرهم، فأن کانت هذه الاخطاء نتيجة خطأ أو نسيان، و هذا هو المظنون بعالم إسلامي، ارجو من الاخوة الذين لهم علاقة مباشرة بالموقع المذکور إعلامهم بذلک. هناک أخطاء اخري ايضا لم اتکلم عنها في شرح حديث عمران بن حصين و في شرح العقيدة الطحاوية علي نفس الموقع و لکنني لا اقدر ان اکتب عنها بسبب ضيق الوقت و اشغالي.
جزاکم الله خيرا و سلام الله عليکم.
ـ[عبد]ــــــــ[27 - 07 - 05, 06:01 ص]ـ
عبارة يسيرة وجليلة - فيما أحسب - وتزيل الإشكال على الفور:
- لولا الله تعالى لما كان هناك جنس حوادث ولا أفرادها -
بهذه العبارة البسيطة يزول الإشكال على الفور لأن الجواب على هذه العبارة لا يخرج عن ثلاثة أجوبة:
1 - النفي: وهذا باطل.
2 - الإثبات: وهذا هو الصحيح شرعا وعقلا.
3 - التفصيل: وهنا العبارة لا تقبل التفصيل أصلاً.
.
والتفريق بين جنس الحوداث وأفرادها لا يستقيم لأن جنس الحوداث في الأصل مركباً من أفرادها لا وجود لجنس الشيء بدون وجود أفراده. فمثلاً لا وجود لجنس البشر لو لم يوجد أشخاص بأعيانهم: احمد، خالد، عمر، .... الخ. وعليه فلا بد لأفراد الحوادث من بداية مسبوقة بوجود الله، فإذا كان مجموع أفراد الحوادث مسبوقاً بوجود الله كان جنس الحوداث كذلك لزوماً كما ترى، وهو ما دلت عليه ظواهر الأدلة الشرعية وأيدته بدهيات الأدلة العقلية.
ومرحباً بتعليقات الإخوة الفضلاء وتعقيباتهم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - 07 - 05, 07:21 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
------
بل كلامه صواب دلّ عليه الدليل، وإن كان لم يماثله في اللفظ، اللهم إلا إذا كنت تقصد أنه لم يرِد دليل بهذا اللفظ فهذا صحيح.
¥