تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اما ما تقوله عن الاخ الاستاذ عبد، فغير صحيح لانه لو کان کلمة"اللانهاءي" يبطل حجته بهذه السهولة لما حصل الخلاف أصلا و لأجهض الخلاف قبل أن يولد. و إن لم يکن للامتناهي مجموع لرجع الکلام الي قول الفلاسفة الذي يقول: (نحن لا ننکر صدور حادث من القديم، بل ننکر صدور حادث من القديم هو أول حادث" أي لا يوجد حادث يسمي أول حادث. و لکن في مداخلة سابقة عندما قلت لابو برکات بأن الامام ابن تيميه يقول بقول الفلاسفة أصبح من يومه ينظر إلي کعدو، علما بأن ما قلت هو ما تقوله انت الآن. و کل ما تقوله السيدة کاملة للتفريق بين کلام الامام رحمه الله و قول الفلاسفه لا يمکن أن يکون فرقا بعد قولک بعدم وجود المجموع. فأما هي بينت الفرق ولکن لم تفهم کلامها، و أما لم تثبت أي شئ. فإن هي بينت و لکن أنت لم تفهم، فلا حق لک نهائيا أن ترشد الناس الي بحثها لأنک لا تفهم ما فيها. و هذا کمن يقدم طعاما لشخص دون أن يعلم ما فيه. و إن هي لم تثبت شيئا فمن أمثالها کثير،اي الذين يدندنون حول مسألة دون أن يقولوا شيئا واضحا. کلامهم لا يشبه کلام أهل العلم بل يشبه کلام الساسة و رجال الاعمال.

و هذا يثبت بأنکم مقلدون، أرجو المسامحة، في المسألة و في أدلتها. هذا النوع من التقليد يسمي بالتقليد المرکب، و هو من أخطر أنواع التقليد و أصبعه علاجا، لان المصاب به يظن أنه فهم المسألة و أدلتها و لو کانت الادلة بناء کبيت العنکبوت، لذلک لا يفيد معه الکلام.

و الأدلة الستة التي هي في کتاب المطالب للامام الرازي رحمه الله کلها مأخوذة و مکتوبة من قبلک تقليدا، أي دون أن تتأکد من صلاحيتها کحجة، و لا حجة لک فيها علي ما تقول.

أولا ... الکلام ناقص، أي غير معروف من هم هؤلاء الذين يرد عليهم الامام الرازي رحمه الله و ماذا يقولون. و لکن لا إشکال في ذلک أو أرجو ألا يکون هناک مشکلة في ذلک، لأن من سياق الکلام يبين بأنه يرد علي من يقول بأن ما ينطبق علي الجزء ينطبق علي الکل بالتمام و الکمال في کل شئ. وهذا أقل ما يقال عنه أنه لا يفيدک في المسألة التي نحن بصددها، أي حجة الاستاذ عبد. و يمکن إثبات ذلک بعدة طرق منها:

1_ أن نجعل من کل دليل من الادلة الستة إحتمال. فإن تمکننا من ذلک، و هو سهل جدا، نطبق عليه القاعدة الاصولية المتفق عليها في کل العلوم في الدنيا، و الذي تقول (إذا قام الإحتمال سقط الإستدلال). فتتساقط الأدلة واحدة تلو الاخري. مثلا نجعل من الدليل الأول:

"إن کل شئ و جزؤه يتساويان في کونه أخضر اللون". فأصبح ما يقول به الامام الرازي رحمه الله أحد الاحتمالين علي أقل تقدير، فيسقط الإستدلال به. و هذا لا يعني أن دليل الامام رحمه الله ليس بدليل، کلا ابدا، و إنما الدليل لا يقوم لک دليلا. لا أريد أن أقول شيئا عن السيدة کاملة في هذا الموضوع لإنني لا اعلم بأي خصوص تستشهد بأدلة الامام الرازي. و لکن إن کان بخصوص"ما ينطبق علي الکل و الجزأ" في مسألة"حوادث لا اول لها" فما يقال عنک يقال عنها أو انها تعرف عدم صلاحية الادلة و مع هذا تأتي بها. ربما يمکنک التأکد من المسألة منها.

2_ نغير الدليل الثاني هکذا"أن لکل من الناس الکرة الارضية ليعيش عليها، و لکلهم الکرة الارضية ... "

3_"أن الجسم يجوز خلوه من اللونين الابيض و الاسود" ..... و هکذا مع کل الأمثلة، يمکنک أن تجرب.

اما بالنسبة للدليل السادس، فبدون تغي?ه يهدم ما انت تريد ان تبنيه به. لأنه يقول .... دخول ما لا نهاية له في الوجود محال. فهذا حجة عليک لا لک. و توضيحه هو هکذا: إن کان هناک وجود فعلي لعوالم لا نهاية لها قبل عالمنا الحالي، لأصبح من المستحيل أن يأتي الدور علي وجود عالمنا، لأن مجئ دوره يتوقف علي إنتهاء أعداد لا نهاية لها.

و هذه طريقة أخري في الرد عليک بنفس ما أنت أتيت به کدليل، أقول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير