ـ[فيصل]ــــــــ[05 - 08 - 05, 05:09 م]ـ
ردي على الأخ عبد يأتي غداً بإذن الله
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 08 - 05, 01:08 ص]ـ
ردي على الأخ عبد يأتي غداً بإذن الله
بارك الله فيك، وأما أنا فسأتوقف عن مواصلة الردود وأسأل الله أن يجري الحق على لسانك وقلمك أخي فيصل، وكذا سائر الإخوة الفضلاء.
ـ[فيصل]ــــــــ[06 - 08 - 05, 11:41 ص]ـ
الأخ الفاضل عبد،
قلت: فإنه ولابد أن يكون كل ما سوى الله حادث، سواء كان مفردا أو مجموع المفردات. هذا أصل عظيم لا خلاف فيه ولم يخالف فيه إلا غلاة الفلاسفة الدهرية الملحدين وعليه بنيت حجتي.
أقول: أما نحن فبنينا كلامنا على أصل عظيم دل عليه النقل والعقل وهو "أن الله خالق كل شيء وكل ما سواه مخلوق محدث كائن بعد أن لم يكن وليس لقدرته على الخلق أول" هذا هو الأصل العظيم الذي نؤمن به، أما أن من خالفك فهم غلاة الفلاسفة الدهريين فلا أدري ما أقول وأنت عندي بمثابة أخي وانا أربأ بأخي عن مثل هذا الإتهام الخطير لذا أقول راجع نفسك وأنظر هل قولنا هو قول الملاحدة الدهريين والعياذ بالله! والفلاسفة الدهريين الملحدين متفقين على قدم الذوات وبعضهم يقول بتسلسل الحركات بالإضافة لقدم الذات ولن أنقل من كلام شيخ الإسلام في بيان مذهبهم حتى لا يقال شيء بل سأنقل من كلام الفخر الرازي في بيان مذهب الفلاسفة
قال الفخر الرازي في الأربعين "في حدوث العالم" تحت عنوان "شرح مذاهب الناس في هذه المسألة" ص22 ذكر القول الثاني وهو:
((القول بأن الأجسام قديمة بذواتها وصفاتها قول بعض الفلاسفة وتفصيل مذاهيهم أن الأجسام الفلكية قديمة بذواتها قديمة بصفاتها ...
[ثم ذكر القول الثالث] وهو أن الأجسام قديمة بذواتها محدثة بصفاتها هذا قول أكثر الفلاسفة)) أ. هـ
وتسلسل الحوادث قال به عدد من المتكلمين أصلاً قال الإسنوي في "شرح منهاج الوصول" (2/ 103): " واجاب في التحصيل [وهو مختصر العلامة الأرموي لمحصول الرازي] بجوابين ... [وذكر الأول]، ثم قال:
الثاني: أن المحال من التسلسل إنما هو التسلسل في المؤثرات والعلل، وأما التسلسل في الآثار فلا نسلم أنه ممتنع، وهذا التسلسل إنما هو في الآثار.
قال الأصفهاني في "شرح المحصول": وفيه نظر لأنه يلزم منه تجويز حوادث لا أول لها، وهو باطل على رأينا" انتهى.
فقال العلامة محمد بخيت المطيعي-شيخ الأزهر- في الصفحة نفسها في حاشيته على شرح الإسنوي معلقاً على كلام الأرموي:
((كلام جيد، وأما قول الأصفهاني: وفيه نظر لأنه يلزم منه تجويز حوادث لا أول لها وهو باطل على رأينا فنقول-القائل المطيعي-:
لا يلزم من كونه باطلاً على رأيه أنه باطلاً في الواقع ونفس الأمر، فإنه لغاية الآن لم يقم دليل على امتناع التسلسل في الآثار الموجودة في الخارج، وإن اشتهر أن التسلسل فيها محال، ولزوم حوادث لا أول لها لا يضر بالعقيدة إلا إذا قلنا: لا أول لها، بمعنى لا أول لوجودها [أي الحوادث المعينة]، وهذا مما لم يقل به احد، بل الكل متفق على أن ما سوى الله تعالى-لما كان أو يكون- حادث: أي موجود بعد العدم بقطع النظر عن أن يقف ((آحاده)) عن حد من جانبي الماضي والمستقبل أو لا تقف عند حد من جانبيهما)) أ. هـ
وممن قال أيضاً بذلك أثير الدين الأبهري في كتابه تحرير الدلائل في تقرير المسائل أنظر درء التعارض (6/ 185) ونحن وهؤلاء نصرح أن كل مخلوق محدث كائن بعد أن لم يكن وليس لقدرته على الخلق أول ولا لتمكنه من الفعل بداية وهو فعال لما يريد. فالله المستعان.
قال: متى يكون حكم الأفراد منسحبا على حكم مجموع الأفراد؟ الجواب: يكون حكم الأفراد منسحبا على حكم مجموع الأفراد إذا اشتركا في علة أصلية كلية واحدة، والعلة الأصلية الكلية هنا هي أن الأفراد حادثة بأجمعها.
أقول: يعني أصبح القانون "متى اشترك الأفراد في علة كلية واحدة انسحب الحكم للمجموع لزاماً" وهذا باطل -ولم تغير شيء في الحقيقة- بيانه بضرب الأمثلة التي تبطل هذا الكلام:
1 - أفراد المخبرين بالتواتر يجوز عليهم الخطأ والكذب وهذه علة كلية واحدة مشتركة بين الأفراد والحكم لا ينسحب للمجموع فبطل الكلام.
2 - كل فرد من أفراد المجموعة جزء "وليس بكل" وهذه علة كلية واحدة مشتركة بين الأفراد ومع ذلك فالمجموع كل ولا يقال "ليس بكل" فبطل الكلام.
¥