فهمي لنص الامام هو نفس فهم الذين قرؤا نصوصه التي النص المذکور واحد منها، علماءا و عواما. أنا واحد من العوام، و أطير فرحا، إن قبلني هؤلاء العلماء خادما لهم، لأنني لا شئ بالمقارنة بهم، و مع علمهم و فهمهم و ذکائهم قالوا بذلك. أي يفهمون من النص المذکور ما فهمت أنا. و لو کان کلامك أنت هو الصحيح لفطن إليه بعض العلماء قبلک.
تقول: الذي يري وقوع شئ لا يقول"إن قدر"،و لا نقول و إن قدر أنه حي!! فهذا دليل علي نقيض مطلوب البعض، سبحان من جعل دليلهم عليهم.
و لکن إن قال لك شخص بأنه يفهم معني النص کالتالي: و إن قدر الذين ينکرون علي قولي بوقوع و وجود حوادث لا أول لها، و أن نوع الحوادث لم يزل معه،و أن الخلق لا يزالون معه، و أن هذه المعية هي من کمال الله، قال تعالي {أفمن يخلق کمن لا يخلق أفلا تذکرون} لما أنکروا علي قولي. لکن يشتبه علي کثير من الناس النوع بالعين. أي كثير من الناس لا يفرقون بين نوع المخلوق و فرد من أفراده (هذه الجملة: لکن يشتبه علي کثير من الناس النوع بالعين) أيضا من کلام الامام و لکن ترکت کتابته المرة الماضية. أقول إن قال لک أحد أنه هکذا يفهم النص فکيف يمکنک رد کلامه و إثبات کلامک؟ أنت تجعل من فهمك الخاص أقوي دليل، فبإمکان المخالف أيضا أن يفعل ذلک.
تقول: أما قول الامام، إن هذا کمال، فرد علي من زعم أن هذا نقص. فلا معني له أبدا، و ذلك لأنه: لم يوجد و لا يوجد إنسان يقول بأن وجود المخلوقات مع الله نقص له، حتي يرد عليه الامام. و لو کان هناك شخص خيالي يقول بذلک لکان قوله هذا يعني أن الله سبحانه و تعالي ليس بکامل الآن، لأن المخلوقات معه الآن."أستغفر الله من هذا الکلام". هذا الکلام لا يقول به أحد، مسلما کان أو غير مسلم، إلا إن کان مجنونا. و إن قال به مجنون، فکان بإمکان الامام ابن تيميه أن يرد عليه بکل بساطة و يقول: معني قولک أن الله ناقص الآن، و السلام. و هل الامام الذي أنت تعادي و تکره کثير من علماء هذه الأمة من أجله يصنف و يطول في شرح المسائل للرد علي المجانين؟ و هل بإمکانک أن تأتي بإسم واحد من هؤلاء المجانين من کتب التأريخ، و إن کان کافرا؟ سامحک الله أخي، و الله ما هذا هو الإنتصار للإمام، بل هو إنتصار للمجنون الذي أمکنه أن يجر عالما من أکابر العلماء الي حضيض کهذا، إلي حضيض يبکي أشد الناس عداوة له و أقساهم قلبا عليه. هل هذا هو الانسان الذي لا أحد من العلماء و لا من العوام يفهم عباراته؟ کما تدعي کاملة و عشرات غيرها. بل يجعلون کل المسلمين طائفتين فقط:
1 - من لا يفهم کلامه نهائيا أو يسئ فهمه.
2 - من يريد أن يشوه سمعته.
بالله عليک أخي ... من هو هذا الذي يريد تشويه سمعة إنسان عاش و مات قبل مئات السنين؟ و لماذا؟ ماذا يستفيد من ذلك؟
تقول: کما أنه لو شاء بإرادته و قدرته ترك ذلک و کان کمالا أيضا. إن کل المسلمون و کل البشر الذين يؤمنون بالله يقولون بما تقول. و لکن أخاف من أن الذين تدافع عنهم دفاع المستميت لا يقولون بما تقول. الذين يقولون بأن لله کمالا في أفعاله و مفعولاته، و أن التسلسل في أفعاله واجب، و کما هو معلوم عندك وعند کل من لديه ذرة من العقل"ذرة واحدة فقط"، أن المفعول يتبع الفعل لا محال. و قصدهم من کلامهم وجود نوع الحوادث مع الله سبحانه،لان هذا من کماله، أي لا يعنون ما تعني أنت. أي لا يقولون بأن فعل التخليق أو ترکه هو من کماله. و الحمد لله أنت لا تقول بما يقولون تماما. قد قلت لک ذلک من قبل.
الامام ابن تيميه يستشهد بالاية علي أن وجود المخلوقات مع الله من کماله، أي أن عدم وجودهم ليس من کماله. و إلا لا وجه نهائيا للأستشهاد بهذه الآية، و إلا أصبح الذي يخلق کمن لا يخلق، إن کان کما تقول أنت، أي إن کان الخلق و ترک الخلق من کماله. و هذا يعني أن الامام لا يعي ما يقول و لا يفهم ما يريد (لا أقول أنا بذلک)، بل هذا لازم کلامک. تقول السيدة کاملة في ما يسمي ب"کتابها"، في معرض ردها علي د. البوطي: و هل الامام ساذج الي درجة ينقل الاجماع علي من يقول بقول معين، ثم يقول به هو أيضا؟ و الجواب علي هذا السؤال هو:
أما عند مخالفيه فکلا و حاشا.
و أما عند أخوته الأعداء فنعم، بل هو أقل من ذلک بکثير. و إن لم يکن کذلک لما جعلوا منه ما جعلوا. أکرر کلامي و ندائي: أترکوا الامام رحمة به،أترکوه لمخالفيه و خصومه لأنهم أرحم به منکم. و قد وضحت کل ذلک في مداخلتي التي قبل هذه.
و الآن أنقل لک نصا آخر من نصوصه التي هي في مجلة کاملة الکواري"کتابها حسب تعبيرک"، و هو في الصفحة 48. و هو الآتي:
و إن کان أفعاله دائمة شيئا بعد شئ، فليس فيها واحد قديم، و کذلک مفعولاته بطريق أولي، فإن المفعول تابع للفعل، فلا يکون في أفعاله و لا مفعولاته شئ قديم و إن کانت دائمة لم تزل (أي الافعال و المفعولات). فإن دوام النوع و قدمه ليس مستلزما قدم شئ من الأعيان. انتهي. أي أن قدم النوع لا يعني قدم الأفراد. هذا نص واحد من النصوص الموجودة في ما يسمي بکتاب الکواري. و هناک أيضا في نونية إبن قيم أبيات واضح المعني بهذا الخصوص.
هذا الامام يصرح بأن المفعول تابع للفعل، و لکن لا أحد من الذين کتبوا مداخلات طويلة عن وجوب الفعل و جواز المفعول رد علي أسألتي التي سألتها مرارا لکي يوضحوا العلاقة بين الفعل و المفعول.
أخي العزيز من الآن فصاعدا لا أناقشك، جزاك الله کل خير ... و السلام عليکم و رحمة الله
¥