تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب نعم، فليأتوا بإسم مئة أو خمسين أو ثلاثين منهم من عصر الصحابة إلي يوم ولادة الامام ابن تيميه مع أسماء کتبهم، رحمة بأنفسهم و بالناس و لقطع لسان الذين يقولون بأن الامام هو أول عالم قال بحوادث لا أول لها بين علماء أهل السنة. و إن لم يفعلوا فسوف تبقي کلمة المخالفين هي العليا. يقول الکاتب:"11_ ...... و قد ناقش الامام أحمد الجهمية: .... فقالوا (أي الجهمية)؛ لا تکونوا موحدين أبدا حتي تقولوا:کان الله و لا شئ. قلنا (أي الامام أحمد):نحن نقول قد کان الله و لاشئ، و لکن إذا قلنا إن الله لم يزل بصفاته کلها ... الخ"دققوا النظر و التفکير في کلام الامام أحمد (کان الله و لا شئ)، و في کلام الکاتب عن أئمة الملل و أئمة الحديث .... الخ. أليس الامام أحمد من أئمة أهل الحديث و مع ذلك يقول کان الله و لا شئ غيره. إعتقاد الامام أحمد معروف للخاص و العام، و هو إعتقاد کل المسلمين، و لکن الکاتب يأتي بکلامه في معرض القول بقدم جنس الحوادث، علما بأن کلامه هو نفي صريح لما يقوله الکاتب. يقول الکاتب في مکان آخر:"فأما التسلسل الواجب، فهو ما دل عليه العقل و الشرع من دوام أفعال الله تعالي في الأبد ....... و کذلك التسلسل في أفعاله تعالي من جهة الاولية و الازل. و أما التسلسل الممکن فهو في مفعولاته في طرف الأزل .... الخ".و يقول في مکان آخر"و الفعل من الله قسمان: متعد و لازم، فالمتعدي مثل الخلق و الإعطاء، و اللازم مثل الاستواء و النزول."فإن کان الفعل من الله قسمان و المفعول يتبع الفعل لا محال، فيکون تقسيم التسلسل إلي الواجب و الممکن محالا. و من المعلوم أن الفعل اللازم بالنسبة للبشر يختلف حاله لأننا نعيش بين موجودات خلقها الله لنا. لتوضيح کلامي أکثر أقول: أن فعل النزول بالنسبة لنا هو نزولنا من جبل مثلا إلي سفحه،و الجبل کان موجودا قبل صعودنا عليه و قبل نزولنا. قصدي من هذا الکلام ملاحظة قول الکاتب: و الفعل اللازم مثل الاستواء و النزول. و کأن الکاتب يعترف، من حيث يدري و لا يدري، بوجود مخلوقات مع الله،إن قلنا أستوي إلي السماء مثلا. يقول الکاتب في مکان آخر عن حديث عمران بن حصين:"الثابت أن المصطفي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال (کان الله و لم يکن شئ قبله) ....... إلي أن يقول:"أن کثيرا من الناس يجعلون هذا الحديث عمدتهم من جهة السمع في أن الحوادث لها إبتداء و أن جنسها مسبوق بالعدم، إذ لم يجدوا في الکتاب و السنة ما ينطق به،و جعلوا هذا معني حدوث العالم الذي هو أول مسائل أصول الدين عندهم، فيبقي أصل الدين الذي هو دين الرسل عندهم، ليس عندهم ما يعلمون به أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قاله،و لا في العقل ما يدل عليه،بل العقل و السمع يدل علي خلافه.و من کان أصل دينه الذي هو عنده دين الله و رسوله لا يعلم أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جاء به کان من أضل الناس في دينه." أيها الاخوة الافاضل، أولا أرجو أن لا يکون هذا الکلام هو کلام الامام ابن تيميه. فإن کان کلامه أتمني من کل قلبي أن يکون فهمي لکلامه هذا خطأ، لأن: أولا يقول القائل بأن الثابت من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال (و لا شئ قبله)، فإن کان هذا ثابتا لکان من المستحيل أن لا يقول به کل علماء الحديث، علما بأن راوي الحديث هو الامام البخاري، و هو من السلف الصالح. فهل من المعقول أن أحدا لم يعرف ما قاله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع ثبوت و وضوح ما قاله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ کيف لم يکشف أهل القرون الثلاثة من هذه الامة ما کشفه واحد بعد إنتهاء القرون الثلاثة و ثلاثة أخري أيضا؟ ثانيا: هل ما يقوله هذا القائل صحيح بأنه ليس هناك لا دليل سمعي و لا عقلي علي أن جنس الحوادث مسبوق بالعدم؟ هذا من جهة هو إعتراف من القائل بأن جنس الحوادث أزلي، و من المعروف أن المسلمين لا يؤمنون بوجود أزليين. و من جهة أخري، إن لم يکن هناك أدلة عقلية و لا سمعية علي أن جنس الحوادث مسبوق بالعدم، فکيف المسلمون کلهم و المؤمنون بالله من البشر کلهم يقولون بذلك؟ هل للناس عقول أم لا؟ أليس هذا إهانة لکل البشر و خصوصا للمسلمين؟ أليس هذا هو التقليل من قيمة علماء الحديث الذين کتبوا حديث عمران في کتبهم و قالوا أنه حديث صحيح؟ أرجو أن أکون مخطئا، و أرجو من کل أخ فاضل أن يکتب لي و يصحح لي أخطائي إن کنت مخطئا. و الأسوء من ما مر کله ما يقوله هذا القائل في عبارته الأخيرة و المذکورة أعلي و هو: ومن کان أصل دينه ........... کان من أضل الناس في دينه. أما أنا فلا أجد کلمات لوصف الحال و الوضع الذي تأخذنا إليه عبارته هذه. فقط أقول: إذا لم يعرف و لم يفهم علماء و عوام خير أمة أخرجت للناس دينهم إلي الآن، مع شهادة رسولهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأن أهل ثلاثة قرون منهم هم خير الناس، و أعظم علماء الحديث کانوا من أهل القرون الثلاثة، فلا يمکنني أن أقول شيئا. أطلب من الاخوة مساعدتي لكي أفهم هذا الکلام إن کان فهمي له خطأ. هل معني هذا الکلام هو أن الامام الحافظ إبن حجر رحمه الله من أضل الناس في دينه؟ هل صحيح أن معرفة دين الله و رسوله متوقف علي معرفة کلمة واحدة فقط و هي کلمة"غيره " أو کلمة"قبله "؟ أم أن الحقيقة هي، أن حياة و إستمرار وجود مذهب القائل بوجود حوادث لا أول لها من الناس متوقف علي إحدي هاتين الکلمتين؟ و لا دليل لهم نهائيا إلا وجود کلمة"قبله "في الحديث المذکور، و لذلك يعملون المستحيل لتثبيت هذه الکلمة ليجعلوا من الحديث دليلهم الوحيد؟

و السلام عليکم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير