ـ[حامد الداني]ــــــــ[27 - 08 - 05, 09:27 م]ـ
ماهو رأي الامام ابن تيميه في حوادث لا أول لها؟ هل يقول بوجودها الواقعي في الخارج، أم يقول بجوازها فقط؟ کان من المفروض ألا يکون هناك داع للجواب علي هذا السؤال لعدة أسباب منها:
أولا- وضوح عبارات الامام وضوحا لا يبقي شکا في الجواب نهائيا.
ثانيا- کل من يقول بجواز حوادث لا أول لها يقول بوجوب التسلسل في أفعال الله و جوازه في مفعولاته.و لازم کلامهم هو وجوب التسلسل في المفعولات لا محال و ليس جوازها، لأن الجائز لا يکون واجبا و الواجب لا يکون جائزا. و هؤلاء الناس يضرون بإمامهم أکثر مما يفيدوه.و الامام يقول ما نصه: (فإن المفعول تابع للفعل)،کما تنقل عنه کاملة الکواري في ص48 من کتابه،و قد نقلت النص کله في مداخلة سابقة. قول الامام عکس ما يقوله هؤلاء. التناقض واضح في کلامهم لأن الذي يفعل بدون أن يکون هناك مفعول، يکون لم يفعل شيئا مع العلم أنه حاول أن يفعل ذلك المفعول. و هذا واضح البطلان، و لو قيل لمجنون بأن هناك شخص يکسر دون أن ينکسر شئ، ويأکل دون أن يدخل في جوفه مأکول، أو ينزل دون أن يکون هناك ما ينزل منه،و يصعد دون أن يکون هناك ما يصعد عليه ..... الخ، لأفاق من جنونه من شدة الصدمة.
ثالثا- يقال للذي يقول بوجوب التسلسل في الفعل و جوازه في المفعول: هل بإمکانك أن تأتي بأمثلة عن الأفعال التي لا تستلزم مفعولات، أي أفعال الله سبحانه. فإن أتي ببعض الامثلة فسيکون لکل مقام مقال. ولا يمکنه أن يأتي بشئ إلا و يوقع نفسه في تناقضات لا مخرج له منها أبدا.
رابعا-إن کلمة الجواز لا تستعمل نهائيا لوصف ما وقع و حصل بالفعل إن کان الانسان علي يقين بوقوعه،وإنما تستعمل لما کان الانسان في شك من وقوعه،إن کان الوقوع في الماضي أو في المستقبل. مثلا لا نقول: يجوز أن يکون الشخص الفلاني ولدته إمرأة، ولکن نقول: يجوز أن يکون مغربيا، إن کنا في شك من کونه مغربيا. وهکذا يتبين أن الذي يقول بجوازوجود مفعولات لا أول لها، يثبت بأنه هو في شك من وجودها الفعلي، و بالتالي هو في شك من وجود أفعال لا أول لها لأن الامام ابن تيميه يقول بأن المفعول تابع للفعل.
خامسا-إن کان هناك للامام نص واضح يقول فيه بوجوب التسلسل بالافعال و جوازه بالمفعولات فليأتوا به،لأنني لا أعتقد أنه يقول بوجوب الفعل وجواز المفعول من جهة، و بأن المفعول تابع للفعل من جهة أخري، لأن هذا تناقض واضح.
سادسا-هؤلاء الذين يقسمون التسلسل الي واجب في الفعل و جائز في المفعول، لا يشرحون للقراء کلامهم أبدا، و إنما يمرون عليه بسرعة البرق دون شرح أو إيضاح. ربما يتسائل أحد الاخوة مثلا و يقول: و أين الدليل علي أن الامام يقول بوجود مخلوقات لا أول لها، في عدم شرح الکتاب وجوب الفعل وجواز المفعول؟ الجواب هو: إن في ذلك أقوي دليل، لأن هؤلاء الکتاب يسودون العديد من الصفحات ليثبتوا للناس بأن الامام ابن تيميه لا يقول بقدم هذا العالم. يشرحون و يشرحون و لا يتعبون من ذلك، علما بأن لا أحد قال أن الامام يقول بقدم هذا العالم، ولا يشرحون علاقة الفعل بالمفعول نهائيا، لأنهم يعرفون ما هو مخبوء تحت هاتين الکلمتين.
و الان أنقل بعض نصوص الامام ابن تيميه من کتاب د. عبدالله الغصن و التي يصرح فيها الامام بوجود مخلوقات لا أول لها وجودا حقيقيا في الخارج و ليس إمکان وجودها فقط. سأبدأ بنص قد ذکرته في مداخلة سابقة، لان أحد الاخوة جعل من فهمي للنص"عنزة طائرة" في وقته:
1 - (و إن قدر أن نوعها لم يزل معه فهذه المعية لم ينفها شرع و لا عقل، بل هي من کماله،قال تعالي (أفمن يخلق کمن لا يخلق) و الخلق لا يزالون معه). ودليلهم علي عدم فهمي کان عبارة"إن قدر"،وقالوا: الذي يري وقوع شئ لا يقول"إن قدر"،و لا نقول وإن قدر أنه حي. جوابي هو:
¥