الان تبين و أصبح لا شك فيه أن الامام ابن تيميه يقول بوجود حوادث لا أول لها وجودا حقيقيا، و ليس جواز وجودها فقط. و أخيرا أقول بأنني لم أکتب ما کتبت هنا ردا علي أي إنسان، و إنما لبيان حقيقة أظن بيانها أحسن من عدمه،خصوصا بعد ما عرفت بأنه ربما هناك من لا يعرف رأي الامام ابن تيميه في المسألة. إن کنت مخطئا أرجو من کل الاخوة أن يصححوا لي أخطائي، عملا بالحديث الشريف (أنصر أخاك ظالما کان أو مظلوما).و السلام عليکم
ـ[حامد الداني]ــــــــ[30 - 08 - 05, 02:38 م]ـ
الاخ العملاق
سؤالك الذي سألته بتأريخ 5 - 4 - 2003 عن قول الامام ابن تيميه بخصوص حوادث لا أول لها، جوابه هو: الامام يقول بوجود حوادث"مخلوقات" لا أول لها وجودا واقعيا في الخارج، و ليس بجواز وجودها فقط.
و الشطر الثاني من سؤالك کان عن کيفية الرد علي المخالفين، و الجواب هو:
إن مفهوم سؤالك هو أن الرد علي المخالفين أمر لا بد منه. وهذا لا يستقيم إلا إذا کان الامام رحمه الله معصوما من الخطأ، و لا أظن أن هذا هو رأيك فيه، و کن علي يقين بأن الامام لم يعتبر نفسه معصوما. و عدم المعصومية يعني بالضرورة جواز وجود الاخطاء في آرائه،و بالتالي يجوز أن يکون قوله في هذه المسألة غير صحيح.
إن کان المخالفون علي الحق، فلا لطالب الحق إلا ترك ما يقوله الامام ابن تيميه و الاخذ بما يقوله المخالفون، و إن کانوا علي الباطل فالدفاع عن قول الامام واجب کل مسلم و ليس بعضهم فقط.
و لکن کيف نعرف بأن الامام علي الحق أو علي الباطل؟ الجواب هو: يمکن معرفة ذلك بأن نقرأ و ندرس و نفهم الادلة التي إعتمد عليها الامام في إثبات قوله بحوادث لا أول لها، و الادلة التي إعتمد عليها المخالفون في الرد علي قول الامام، ثم نقارن أدلته بأدلة مخالفيه لنصل الي نتيجة مرضية في المسألة. و هذا العمل يحتاج أولا و قبل کل شئ الي التجرد من العاطفتين اللتين تمنعان الانسان من الرؤية الصحيحة و الفهم الصحيح، أي الحب و الکراهية. حب الذات وحب الغير و المجموعة، و الکراهية للمخالف. أظن أن عملا کهذا ليس بسهل، علي الاقل علي کثير من الناس، و لکن إن لم نفعل ذلك، النتيجة سوف تکون أصعب بکثير. هذا الکلام يشمل الکل، أنا و أنت وهو و هم و کل إنسان. فإذا فعلنا ما لا بد منه للوصول إلي الرأي الصحيح، نتبع ما وصلنا إليه بغض النظر عن قائله، و نسأل الله المغفرة لصاحب الرأي الغير الصحيح وندعو لکل الاطراف بالخير.
و السلام عليکم و رحمة الله
ـ[حامد الداني]ــــــــ[01 - 09 - 05, 02:19 م]ـ
الادلة
قبل ذکر أدلة الطرفين، أي الذين يقولون بحوادث لا أول لها و المخالفين لهم، أريد أن أشير إلي نقطة مهمة جدا، علي الاقل في نظري، حول الاستاذ عبدالله الغصن، کاتب کتاب"دعاوي المناوئين لشيخ الاسلام ابن تيمية".و هذه النقطة هي:
يقول د. الغصن في المطلب الثاني "المنهج العام للمناوئين" ص65 ما نصه:
2 - التلبيس و التضليل: و هذا نوع آخر من أنواع الکذب و التزوير علي ابن تيميه رحمه الله يستخدمه خصومه و صورته: أن يتحدث المخالف لعقيدة السلف في مسألة من المسائل المبتدعة، ثم يستشهد لنصرة ما يقوله و يقرره من الابتداع بکلام شيخ الاسلام فيظن الناظر أن ابن تيميه يقول بهذا القول و لا يظهر هذا التلبيس إلا عند التحقيق، و ذلك بالرجوع الي النص في الکتاب الاصلي ليجد الناظر أن المخالف قد اجتزأ النص و بتره، .... أنتهي.
هذا الشيخ، أي الغصن، يذم المناوئين الذين يزورون الکلام و يجتزئون النص و يبترونه، وحقه أن يذمهم، لأن الذين يعملون هذه الاعمال يستحقون الذم وأن يسميهم بالکذابين و المزورين. هؤلاء يقومون بهذه الاعمال لضعف رأيهم و عدم وجود أدلة لديهم علي ما يقولون به. هذا کله صحيح، ولکن العجب أن يقوم د. الغصن بما يذم المناوئين عليه، علما بأنني الي هذه اللحظة من حياتي ما رأيت من المخالفين للامام ابن تيميه ما د. الغصن يتهمهم به. لا أقول لا يوجد أناس بينهم بهذه الصفة و لکن أقول: أنا ما رأيت الي الان. الاستاذ الغصن يتهم الناس بأنهم يجتزئون النص و هو متلبس بنفس الجريمة.
يقول في کتابه ص244 ما نصه: {و قال آخر: (ابن تيميه قد أخذ هذه المسألة- أعني قوله بقدم نوع العالم-عن متأخري الفلاسفة، لأنه أشتغل بالفلسفة)}.
د. الغصن بتر" ثلاث کلمات" فقط لا غيرها من النص، و هذه الکلمات هي"کما قال الذهبي"، أي النص هو هکذا: (ابن تيميه قد أخذ ..................... لأنه أشتغل بالفلسفة کما قال الذهبي).ربما يقال: يمکن د. الغصن لم يکن متأکدا من أن الامام الذهبي قال ذلك، لذلك لم ينقل هذه الکلمات الثلاثة. الجواب هو: کيف أخذ الدکتوراه علي هذه الرسالة"الکتاب" و لا يعرف ما قال الامام الحافظ الذهبي عن الامام ابن تيميه؟ و من جهة أخري کان من واجبه أن يتأکد من قول هذا الشخص، فإن لم يقل الذهبي بذلك يبين للناس أنه لم يقل ما يدعيه هذا الکاتب و أنه يکذب علي الذهبي، أو يترك القول کله،بدل أن يجعل من القول، بعد حذفه الکلمات الثلاثة، دليلا علي أن کاتب العبارة من المناوئين أصحاب الدعاوي الکاذبة. و لکن أليس عجيبا أن يفعل د. الغصن ما يفعله هؤلاء الناس الذين يذمهم؟ و أعجب من ذلك هو: أن هؤلاء الناس لم يعملوا ما عمله د. الغصن، أي ما بتروا شيئا من النصوص، أي أنه أتهمهم بجريمة لم يرتکبوها، و إنما هو أرتکبها.
و في ص243 من کتابه يقول د. الغصن ما نصه: {و قال آخر عن ابن تيميه رحمه الله: (أنه أثبت قدم الزمان)}. و قد راجعت کتاب هذا الاخر و قرأت الصفحة التي يشير إليها د. الغصن وست صفحات قبلها و ست صفحات بعدها و لکنني لم أر القول بأن "ابن تيميه أثبت قدم الزمان".هذا مثالين من دعاوي الدکتور، في الوقت الذي يتهم الناس بأنهم أصحاب دعاوي کاذبة.کيف يکون بإمکان القارئ أن يثق بکتابه بعد أن يري ذلك؟ هذا بمثابة دليل علي أن کل ما جاء في الکتاب مشکوك فيه،و دليل علي ضعف فکرة"حوادث لا أول لها"، لانها جزء من الکتاب.
¥