تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أسأل الله تعالى أن يوفق الأخ علي حسن عبدالحميد للرجوع إلى الصواب، وقبول الحق، ونشر معتقد أهل السنة والجماعة في مسائل الإيمان والكفر، بما آتاه الله من فصاحة وبلاغة وقوة وتأثير في الأسلوب.

وأسأل الله تعالى للأخ محمد بن سالم الدوسري التوفيق والسداد، وأن ينفع بهذا الرد الذي كتبه، وأن ينفع بكتاباته وردوده، وأن يجعله مباركاً أينما كان، وأن يزيل برده هذا اللبس الذي حصل لبعض الناس في هذه المسألة.

وأسأل الله لي ولأخواني طلبة العلم، العلم النافع والعمل الصالح، والثبات على الحق، ولزوم معتقد أهل السنة والجماعة في مسائل الدين والإيمان والإسلام جليّها وخفيّها، وأن يتوفانا على الإسلام، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبدالله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

قاله وكتبه

عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

20/ 5 / 1422هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وصلوات الله وسلامه على عبده المصطفى: نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أهل الوفا، أما بعد:

فقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء – زادها الله توفيقاً وهدى – فتواها رقم 21517 وتاريخ 14/ 6/1421هـ بشأن كتابي الأخ علي بن حسن بن عبدالحميد الحلبي "التحذير من فتنه التكفير" و " صيحة نذير" وبيّنت على سبيل الإيجاز والإشارة ما تضمنه هذان الكتابان من أخطاء في مسائل الإيمان، وتركت التفصيل؛ لأن هذا جاء على سبيل الفتوى، لا على سبيل الردّ والنقض.

وكان الأولى بمثله الإذعان للحق، وهو يعلم أن من صدرت منهم الفتوى علماء أجلاّء أكثر منه علماً، وأكبر منه سنّاً، وأقدم منه في معرفة العقيدة فلو أنه كتب في ذلك كتاباً يشكرهم فيه، ويدعو لهم، ويعلن فيه رجوعه عن تلك الأخطاء؛ لقطع دابر الفتنة، ولأكْبَرَ ذلك الموقف منه الكبير والصغير، ولكنه ضد ذلك فعل، فقد بادر بالردّ على اللجنة ردًّا يعلق فيه أخطاءه بغيره، متنصِّلاً من تبَِعَاتِ ما خطَّته أناملُه في هذين الكتابين، مردداً هذه العبارات ومثيلاتها: (هو كلام فلان، وليس فيه من كلامي أدنى شيء)، (ليس في كتابَّي المذكورين البحث في هذه المسألة مطلقاً)، (فأين موضع الاعتراض وملحظ النقد والانتقاد؟!)، (فأين الحصر؟! وأين موضع النقد؟!)، (فأين الحصر وكيف كان سبيله؟!)، (فأين التحريف؟!)، (فماذا يفهم من هذه النصوص؟! وأين التقوُّلُ على شيخ الإسلام في تعليقي عليها، وليس هو إلا تلخيصاً لها وضبطاً لأصولها؟!)، (فأين التقوُّلُ والكلام هو الكلام؟!)، (فإن كان ثمَّةَ مناقشة أو مؤاخذة فعليه رحمه الله لا على الناقل عنه)، (فأين التعليق؟! و أين التحميل؟!) (فليس هو من كلامي أصلاً!)، (فأين التحميل؟! أين التحميل؟!)، (فأين التهوين؟! أين التهوين؟!). . .، إلخ ما هنالك من عباراته المزوَّقة دائماً بعلامات الاستفهام والتعجب التي يملأ بها مؤلفاته، بحيث أصبحت علماً عليه، ولم أقرأ لأحد ممن ألف من يحشد هذه العلامات كحشده، وهي علامات الانفعال كما هو معلوم في عرف المؤلفين والمحققين.

والمهم من هذا كله: أن من يقرأ ردَّه هذا، ولم يتبيَّن حقيقة الأمر، قد يغتّر بأسلوبه في الردّ، وبراعته في الألفاظ، وأسلوبه في التمويه، فيشك في مصداقية اللجنة، ويتهمها بالتقوُّل عليه، وظلمه، وبهتانه، وهذا الذي يرمي إليه بكتابته هذه، بحيث أصبحنا نسمع من يعدّ هذه الفتوى صدرت من واحد بعينه من أعضاء اللجنة، وصدّق عليها الباقون بلا معرفة ولا رويَّة!! دَعْكَ من أعوانه ومن على شاكلته، فإن الأمر قد تعدّاهم إلى بعض الفضلاء، وبعض أهل العلم من هذا البلد! فإذا اهتزّت ثقة الناس بعلمائهم إلى هذا الحدّ، فبمن تكون الثقة؟! ولو كان منصفاً لنظر إلى هذه المفسدة على الأقل، ولم ينتصر لنفسه، وإن كان يرى أنه على الحق، فمصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير