4) الكذب على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله بأن الله سبحانه وتعالى لم يرد من عباده في حقيقية الأمر إلا مجرد شهادة باللسان مع إقرار القلب والله سبحانه وتعالى يقول:?كبر على المشركين ما تدعوهم إليه?. وفيها كذلك إبطال للوعيد والتهديد الشديد على التولي والإعراض وترك العمل مع القدرة عليه كما في قوله تعالى: ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ?. وقوله:?وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ?. وقوله?وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّوَأَبْقَى?. وقوله?وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ?.
5) ومن شرور هذه العقيدة الباطلة تمكين أهل النفاق والكفر من أهل الإسلام وذلك: أنه ما دام أن المسلم يظل على الإسلام والإيمان ولو ترك الصلاة والزكاة والصوم والحج وسائر الأعمال ... فما الذي يدفع المنافق الكافر في باطنه أن يتمسك بشيء من الإسلام ما دام أنه يأمن ألا يخرجه أحد من الإسلام، وهكذا يتسلط المنافقون بهذه العقيدة الباطلة على الإسلام وأهله. بل هذه العقيدة هي أعظم عون للكفار للقضاء على الإسلام لأنها لم تبق فارقاً قط بين الكافر والمسلم إلا مجرد كلمة تقال باللسان، ولو لم يظهر لها أي أثر على الجوارح، بل لو ظهرت كل علامات الكفر على الجوارح ... فأي بلاء على الإسلام وأهله أكثر من هذا؟
6) ومن شرور هذه العقيدة الخبيثة أن الذين يدينون بها قد يسارعون إلى تكفير من يشهد بالكفر لمن حكم الله ورسوله بكفرهم كمن ترك الصلاة، ويستهزئ بالدين، ويسبّ الله ورسوله وأولياءه، ويبدل الشرائع، ويحارب الإسلام. وبهذه العقيدة الخبيثة يوالون أعداء الله، ويحاربون أولياءه، وللأسف فقد وقع هذا من طوائف كثيرة ممن اعتقد هذا المعتقد الخبيث.
7) ومن شرور هذه العقيدة الخبيثة أنه رجعت اليوم إلى المسلمين بمسمى آخر غير الإرجاء وهو إلباسها معتقد أهل السنة والجماعة فنشأ بهذا فتنة جديدة في الصد عن سبيل الله وتشويه معتقد أهل السنة والجماعة.
8) ومن شرور هذه العقيدة هدم فريضة إنكار المنكر، التي هي نظام الدين، وبها حراسته من الأعداء، وصيانته عن التحريف والتشويه والضياع.
9) ومن شؤم هذه العقيدة لجوء من يعتقدها -ولا بد- إلى التأويل الباطني، وتحريف الكلم عن مواضعه، ورد الآيات والأحاديث والنصوص الصريحة الواضحة والتعليق بالمتشابه من الكتاب والسنة.
10) ومن شرور هذه العقيد عقيدة الإرجاء، تهوين شأن المعاصي، ورد نصوص الوعيد، وتفريغ الدين من معناه ومحتواه، وجعله في النهاية مجرد كلمة تقال باللسان مع إدعاء تصديق القلب دون التزام بأي عمل من الأعمال. وبهذا يظهر للناظر إلى هذا الدين، أن جهاد الرسل للكفار كان عبثاً، وأن جهودهم كانت في غير طائل.
هذا ما يسر الله سبحانه وتعالى جمعه وتأليفه بياناً لحقيقة الإيمان كما جائت في الكتاب والسنة، وأقوال سلف الأمة، ورداً لمقولات أهل الأهواء من مرجئة وخارجية، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا وأخواننا المؤمنين، الفتن المضلة، وأن يردنا إليه غير فاتنين ولا مفتونين ولا مغيرين ولا مبدلين.
وكتبه
عبدالرحمن بن عبدالخالق
وكان الفراغ منه في الرابع عشر من شهر جمادي الآخرة سنة 1421هـ
الموافق 14 من شهر أغسطس سنة 2000م
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 03, 11:10 ص]ـ
سلسلة محاضرات صوتية عن الارجاء
http://www.islamway.com/bindex.php?section=scholarlessons&scholar_id=62
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[30 - 07 - 03, 07:18 ص]ـ
أشكر الأخ الفاضل على هذا النقل النافع الطيب
وأسأل الله أن يحرم أجسادنا وأجسادكم على النار - آمين-
لقد كان لي حواران مع أحد الإخوة في النسب والدين في مرتين منفصلتين
كان سببه أني نقلت له
(أن الكفر والردة تكون بالقول والفعل والإعتقاد)
فكان في البداية يقول ان الكفر يكون بالاعتقاد فقط
ثم مع الاستدلال وضرب المثال
أقرّ بأن الكفر يكون في القول والفعل والإعتقاد
ولكن إقراره كان كالتالي:
أن فعل الكفر لم يكن كفراً إلا لأنه ناشء عن اعتقاد
وأن قول الكفر لم يكن كفراً إلا لأنه ناشء عن اعتقاد
فخطأته
وقلت له أن فعل الكفر كفر سواءً اعتقد أو لم يعتقد
وأن قول الكفر كفر سواءً اعتقد أو لم يعتقد
وأن هذا منهج السلف فالزم غرزه فإنه الحق
وسؤالي لكم:
هل أصبت أنا في تخطئته وهل قوله قول المرجئة ... ؟
¥