ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 09 - 03, 02:08 ص]ـ
33 - إِذَا مَا اعْتقدْت الدهْرَ يا صَاحِ هذهِ --- فأَنْت عَلَى خَيْرٍ تبيتُ وتُصْبِحُ
لما أنها الناظم منظومته وقد جمع فيه أهل أصول عقيدة أهل السنة , ختم بهذا البيت , ليؤكد فيه على أهمية هذا المعتقد , وأهمية المحافظة علية.
فقوله (إذا ما اعتقدت الدهر ... الخ) أي: إذا كنت يا صاحبي على هذه العقيدة المأخوذة من كتاب الله وسنه رسوله صلى الله علية وسلم , ومن أهلها المتمسكين بها , المحافظين عليها فأنت على خير ما بقيت على هذا المعتقد.
(إذا) أداة لشرط لا يستقبل من الزمان , وما (ما) زائدة.
(اعتقدت) الاعتقاد مأخوذ من العقد , وهو الربط , لان أمور العقيدة لابد من ربط القلب عليها بحيث يكون الإيمان بها جازما بلا شك ولا ارتياب , فان وجد الشك والريب فما ثم عقيدة. قال الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) (الحجرات 15) أي: أيقنوا ولم يشكوا.
(الدهر) أي مدة حياتك وطول عمرك, وفي هذا أن المعتقد لا ينفع إلا إذا بقي عليه العبد إلى أن يتوفاه الله , كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران 102) وقال صلى الله علية وسلم في الدعاء للميت (اللهم من أحييته منا فاحيه على الإسلام , ومن توفيته من فتوفه على الإيمان). (1)
(يا صاح) مرخم صاحب , أي: يا صاحبي , وهذا من لطف الناظم رحمه الله وحسن تودده وكريم نصحه رحمه الله وغفر له وجزاه خير الجزاء و أوفره.
(هذه) الإشارة هنا إلى الأصول العظيمة المذكورة في هذه المنظومة , وهي أصول جليلة مبنية على الكتاب والسنة , من تمسك به ونجا ومن انحرف عنها كان من الهالكين.
(فأنت) أي: كائن. وهو واقع في جواب الشرط.
(على خير تبيت وتصبح) وفي نسخة (تمسي وتصبح) أي ما دمت على هذه الأصول مقيما. وبها متمسكا فصباحك ومساؤك نومك واستيقاظك كله في خير وعلى خير. وفي هذا إشارة إلى أن المعتقد الصحيح يورث السلامة والخير في كل حال, ويثمر العواقب الحميدة والخير المستمر وحسن المآل , ويدعو إلى الطاعات الصالحة والأخلاق الحميدة والآداب الكريمة وخير الأعمال.
وفي هذا أيضا دعوة إلى الثبات على هذا المعتقد الحق والحذر من التلون وتنقل كما هو الحال عند أهل الأهواء. أما أهل السنة فعقيدتهم ثابتة وإيمانهم راسخ ويقينهم مستمر بتوفيق من الله عز وجل. ثبتنا الله جميعا على الإيمان ورزقنا حسن الختام.
وبهذا انهي رحمه الله هذه المنظومة , وهي على وجازتها حوت اصل المعتقد , أسس الإيمان , وما لم يذكر فيها يدل عليه ما ذكر, والله اعلم , وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
*ملاحظة: هناك بعض التعليقات الاخير للشيخ حفظه الله على هذه القصيدة سأسردها غدا إن شاء الله
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 10 - 03, 04:26 ص]ـ
الخاتمة
وفيها التنبيه على أمرين:
الأول: عدد أبيات هذه المنظومة ثلاثة وثلاثون بيتاً فقط , راها عنه غير واحد من تلاميذه دون زيادة على ذلك منهم:
1 - الحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين: قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء وفي العلو (أنشدنا أبو العباس أحمد بن عبدالحميد , قال: أنشدنا الإمام أبو محمد بن قدامة سنة ثمان عشرة وست مائة , أخبرتنا فاطمة بنت علي الوقاياتي أخبرنا علي بن بيان , أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا أبو حفص بن شاهين أنشدنا أبوبكر بن أبي داود لنفسه هذه القصيدة وجعلها محنته) (1) وذكر الأبيات.
2 - الإمام أبوبكر بن محمد بن الحسين الآجري: قال رحمه الله في كتابه الشريعة (أملى علينا أبوبكر ابن أبي داود في مسجد الرصافة في يوم الجمهة خمس بقين من شعبان سنة تسع وثلاثمائة ... ) (2) وذكر الأبيات
3 - عبيد الله الفقيه: قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (أنبأنا علي المحدث عن عبيد الله الفقيه قال: أنشدنا أبوبكر ابن أبي داود من حفظه لنفسه) (3) وذكر الأبيات.
¥