تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[همام بن همام]ــــــــ[12 - 03 - 05, 06:59 ص]ـ

من الأدلة على أن النذر يأتي في مقام المدح قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}. قال الطبري رحمه الله تعالى: "الْقَوْلُ فِي تَأْوِيل قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَة أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِين مِنْ أَنْصَار} يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُه: وَأَيّ نَفَقَة أَنْفَقْتُم, يَعْنِي أَيّ صَدَقَة تَصَدَّقْتُمْ, أَوْ أَيّ نَذْر نَذَرْتُمْ; يَعْنِي بِالنَّذْرِ: مَا أَوْجَبَهُ الْمَرْء عَلَى نَفْسِهِ تَبَرُّرًا فِي طَاعَة اللَّه, وَتَقَرُّبًا بِهِ إِلَيْه, مِنْ صَدَقَة أَوْ عَمَل خَيْر, {فَإِن اللَّهَ يَعْلَمُه} أَيْ أَنَّ جَمِيع ذَلِكَ بِعِلْمِ اللَّهِ, لَا يَعْزُب عَنْهُ مِنْهُ شَيْء, وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ قَلِيل وَلَا كَثِير, وَلَكِنَّه يُحْصِيهِ أَيُّهَا النَّاس عَلَيْكُمْ حَتَّى يُجَازِيَكُمْ جَمِيعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ ذَلِكَ, فَمَنْ كَانَتْ نَفَقَتُهُ مِنْكُمْ وَصَدَقَتُهُ وَنَذْرُهُ ابْتِغَاء مَرْضَاة اللَّه وَتَثْبِيتًا مِنْ نَفْسِه, جَازَاه بِالَّذِي وَعَدَهُ مِنْ التَّضْعِيف; وَمَنْ كَانَتْ نَفَقَتُهُ وَصَدَقَتُهُ رِيَاء النَّاس وَنَذْروُهُ لِلشَّيْطَان جَازَاه بِالَّذِي أَوْعَدَه مِنْ الْعِقَاب وَأَلِيم الْعَذَاب". انتهى كلامه.

فالمدح ظاهر في قوله" "فَمَنْ كَانَتْ نَفَقَتُهُ مِنْكُمْ وَصَدَقَتُهُ وَنَذْرُهُ ابْتِغَاء مَرْضَاة اللَّه وَتَثْبِيتًا مِنْ نَفْسِه, جَازَاه بِالَّذِي وَعَدَهُ مِنْ التَّضْعِيف", فكيف يجازيه بالتضعيف على أمر مكروه.

وفي كلام الإمام النووي رحمه الله الذي نقله الشيخ المتمسك بالحق وفقه الله دقة في التعبير عن هذا التفريق أحسب أن فيه جوابا عن إيراد الشيخ إحسان وفقه الله لأثر ابن وهب،حيث قال رحمه الله: "إن النذر إذا كان من قبيل المجازاة صار حراما وإذا كان من باب القربة صار مستحبا".

فقوله: "وإذا كان من باب القربة صار مستحبا" يدخل تحته النذر المطلق، وتدخل فيه أيضا صورة نذر ابن وهب رحمه الله، حيث إنه نذر نذرا في صورته مشروط مقيد وفي حقيقته قربة لله جل وعلا, فما أراد بالنذر إلا ترك المعصية. والله أعلم.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 03 - 05, 07:42 ص]ـ

جزاكما الله خيرا

وزادكما هدى وتوفيقا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير