• الوجه السادس: أنه [أي الدارمي] مثل ذلك بقوله تعالى: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم) الأنفال ك [44] وبقوله: (ولكن شبه لهم ÷ النساء: [157] وهذا غير مناسب؛ لأن اليهود غلطوا في الذي رأوه؛ حيث ظنوه المسيح ولم يكن هو؛ ولكن أُلقي شبهه عليه.
• وكذا يُقاس ما رؤي هو نفسه في صورة على مالم يُرَ؟
• واما التقليل والتكثير في أعينهم فهو المقدار، وليس المرئي ولكن في صفته.
• الوجه السابع: أن هذا المعنى [أي في الأمثلة التي ذكرها الدارمي] كان مقيدا بالرائي لا بالمرئي مثل قوله تعالى: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم) الأنفال [44].
• فقيد ذلك بأعين الرائين ولهذا يقال: كان هذا في عين فلان رجلا فظهر امرأة، وكان كبيرا فظهر صغيرا ونحو ذلك، ولا يقال: جاء فلان في صورة كذا ثم تحول في صورة كذا؛ ويكون التصوير في عين الرائي فقط ... " انتهى كلام شيخ الإسلام بتصرف من: نقض التأسيس (3/ 397 - 404) المخطوط، بواسطة شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (2/ 11).
• تنبيه: التغير الذي نفاه الأئمة الثلاثة عن الله عز وجل ليس هو الذي نفاه شيخ الإسلام ونزه الله سبحانه وتعالى عنه – في أول هذا المبحث –.
• فشيخ الإسلام قد نفى التغير الذي يراد منه استحالة الشيء من صفة لأخرى، والأئمة الثلاثة متفقون معه في هذه.
• إلا أن نفيهم للتغير في أقوالهم السالفة إنما يريدون به نفي إتيان الله في صورة بعد صورة بالتأويل وهو نفي باطل كما سبق.
• ولهذا فالأسلم أن يلتزم المؤمن بالألفاظ الشرعية في هذه المسألة بالذات؛ فيقول: أن الله يأتي في صورة بعد صورة.
• ولا يقول: إن الله تتغير صورته؛ وذلك بعدا عن هذه اللفظة المشتبهة والتزاما بالألفاظ الشرعية.
===========================
تنبيه أخير للتوكيد: هذا البحث قد كتبته في 1414 هـ، وكنت آنئذٍ طويلباً؛ فكل ما فيه إنما هو بدايات ومحاولات، فأرجو عدم تلمُّس العثرات؛ بل الشكر مقدَّمٌ لمن أرشد وبيَّن، ونصح وعلَّم.
** وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو عمر السمرقندي.
مكة المعظمة (حرسها الله).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 12:35 م]ـ
وهذا المبحث السابق على ملف وورد بضغطه في برنامج: zip .
لمن أراد قراءته على مهل ووضوح.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[06 - 05 - 03, 02:52 م]ـ
أخي الكريم والكريم حقاً وصدقاًُ الشيخ/ أبو عمر ـ وفقه الله
لا أملك إلا أن اقول
حدث عن البلسم الشافي يمر به ** على الجراح قد استشرت فتلتئم
حدث عن البلبل الغريد مختلفا ... بين الافانين من تطريبه النغم
حدث عن الضيغم الساجي يثور به **تحرش بحمى الاشبال لا القرم
حدث عن السيل يجري وهو مصطخب **حدث عن النار تعلو وهي تحتدم
حدث عن البحر والارواح عاصفة **والسحب عازفة والفلك ترتطم
وقد كنتُ عَلَّقتُ بك أملاً فحققته، وصَرفتُ إليك ظناً فصدّقته
وقد فعلت ما يوجبه كرم الأخلاق، ويحكم به شَرَف الأعراق
فلله درك وعلى الله أجرك
وما أجمل هذا الجواب، الذي يتحدر على الأفهام تحدَّرَ الزَُلال على حرِّ الأُوام
والله يا شيخ كلامك هذا حَسن مونِق، وناضرٌّ مُورِق، وناصِع مشرق، بل هو عذبٌ سَلسَلٌ، وحٌلوٌ مُعسَّل.
ولن ازيد فحالي معكم كحال مهدي الماء إلي البحر أو مهدي الضوء إلي القمر
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 04:27 م]ـ
أخي الفاضل: ابن دحيان ... وفقه الله وسدَّده
ألا ترى أن تطلب من المشرقين تغيير عنوان الموضوع من (هلاَّ دللتم ابن حيَّان) إلى ما يدلُّ على مباحثه؛ حتى يتسنَّى لمن بحث عنه مستقبلاً أن يجده.
ومن جهةٍ أخرى حتى يكون عنواناً بارزاً في ذا الموضوع لمن كان يبحث عنه عند العرض.
وأقترح أن يكون - بعد إذنك طبعاً - عنوان الموضوع: الجواب عن شبهةٍ في إتيان الله في صورة غير الصورة التي هو عليها يوم القيامة.
أو ما يماثله مما له دلالة على هذا الأمر.
ولعلك تتكرم بتنبيه المشرف على التغيير، ولا أراك تمانع؛ فكرمك بيِّن.
وجزاك الله خيراً على مشاعرك الفيَّاضة.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[06 - 05 - 03, 08:56 م]ـ
وهو كذلك أيها الكريم الأشم
يرفع إلي الإدارة العلية لا زالت خيراتهم سنية،وافعالهم مرضية
ويجعل له عنوان " التذكير بدفع شبة التغير في صورة الرب الكبير"
أو ما ترونه مناسباً فالأمر إليكم فانظروا ماذا تصنعون.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 11:06 م]ـ
جزيت خيراً، وزوجت بكراً، ولا عدمت خيراً.
وأشكرك على سجعك اللطيف!
وبالمناسبة فهذه (فائدة):
قيل لبعض الناس: ما السجعْ؟
قال: ما خفَّ على السمعْ.
قال: مثل ماذا؟
قال: مثل هذا.
¥