أن عدم إقامة الموالد إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم فأيهما أولى بالإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من شرع دينا لم يشرعه الله ورسوله أم من اقتفى أثره واتبع سبيله فلم يحدث شيئا في دين الله.
فإن كان للجفري حجة فليسمعنا إياها ويقول قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقام المولد أو أحد من صحابته ... ، وننظر أينا المسيء لجناب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وإن منزلة النبي صلى الله عليه وسلم لدى المسلمين الموحدين في الدنيا وتوقيره وعدم رفعه فوق منزلته التي أنزله الله فيها واتباع سبيله والتأسي به وإقامة سنته صلى الله عليه وسلم وتعليمها للناس، فما صح عنه صلى الله عليه وسلم عملنا به ودعونا إليه وما لم يصح نفيناه عنه وتركناه وحذرنا منه.
7) قال الجفري: هذه مقابلة تقابلها من قام على أطراف قدميه لينقذنا من نار جهنم. هذا الذي هو مشغول في قبره بي وبك؟! يستحق أن نحتفل به أولا؟ أن نقوم بذكر ولادته أولا؟! ما هذا الكلام، ما هذا الهراء الذي نال الأمة،ما هذا العبث والسفه الذي نال هذه العقول الضيقة. أين معاني الاتصال بمحبته.
الرد عليه: كلام الجفري هذا يحتاج منا أن نقف معه وقفات
الأولى: وقوف المصطفى على أطراف قدميه في الصلاة كان كما قال صلى الله عليه وسلم (أفلا أكون عبدا شكورا) قام صلى الله عليه وسلم ليعلم اتباعه أ، العبد مهما بلغ من العبادة إلا أنه ينبغي له أن يتذلل لربه وخالقه ولا يأمن مكر الله فيه، قام صلى الله عليه وسلم على قدميه الشريفتين وليس على أطراف قدميه كما قال الجفري _ شكرا لله عز وجل كما ذكر ذلك لعائشة حينما سألته عن ذلك ن وواجب الأمة بعده الإقتداء به والتأسي به.
لا أن نستدل بذلك على أنفسنا فعمله صلى الله عليه وسلم لنفسه وعمل أتباعه لأنفسهم كما قال تعالى ((وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)) النجم:39.
فهل يقول الجفري أن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم على قدميه ينفع اتباعه فيزاد من حسناتهم وينجيهم من الحساب والجزاء؟! لا أظن عاقلا يقول ذلك وأظن أن الجفري واحدا من هؤلاء العقلاء وما أشبه هذه المقولة بمقولة النصارى إن عيسى عليه السلام صلب لينقذ البشرية ويكون فداء لها. ثم قوله: (لينقذنا من النار) سبحان الله العظيم ما أجرأ الجفري على الله تعالى حين نسب دخول الجنة والنجاة من النار للرسول صلى الله عليه وسلم، نعم الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله وبشيرا ونذيرا من عند الله سبحانه وتعالى من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.
أما أن نقول قام على قدميه لينقذنا من النار .. فهذا غلط عظيم وإلا ترتب على ذلك عدم قيامنا بما أوجب الله علينا من شرائع الدين اعتمادا على قيام الرسول صلى الله عليه وسلم على قدميه.
روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن إعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل، إذا عملته دخلت الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضه، وتصوم رمضان)) قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلما ولى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
هذا كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فهل يفهم الجفري وأتباعه حقيقة هذا الدين.؟!
الثانية:قوله (هذا الذي هو مشغول في قبره بي وبك) قال تعالى: ((وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأن مت فهم الخالدون)) الأنبياء:34.
و قال تعالى: ((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)) آل عمران: 114.
¥