[التوضيح لإفك الأحمدية القاديانية في زعمهم وفاة المسيح]
ـ[أبو محمد]ــــــــ[31 - 05 - 03, 05:03 ص]ـ
هذا بحث كتبه أحد طلبة العلم أحببت نقله ههنا لطلب بعض الإخوة في الملتقى ذلك، أسأل الله أن ينفع به.
ومن كان يستطيع من الإخوة وضعه في ملف وورد فذلك حسن، فإني لا أعرف كيف أضعه في ملف مضغوط 0
التوضيح لإفك الأحمدية (القاديانية) في زعمهم وفاة المسيح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين، وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد ابتليت بالاطلاع على رسالة صغيرة الحجم عظيمة الضرر عنوانها: (وفاة المسيح بن مريم والمراد من نزوله)، وعلى غلافها صورة مزعومة لقبر عيسى عليه السلام في سري نغر بكشمير الهند، من نشر الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية (القاديانية).
والحق أنه لم يكن بي حاجة إلى الرد على شيء من مؤلفات هذه الفرقة المارقة لانكشاف أمرها، وسقوط شبهها؛ لولا أن كتبها ورسائلها تنتشر في بعض البلاد، ويخشى أن يتأثر بها أحدٌ ممن ضعفت صلتهم بالعلم الشرعي.
وقد رغب بعض الأحبة في إجراء القلم ببيان ضلالهم وإفكهم في هذه الرسالة.
فاستعنت بالله تعالى على ذلك، وهو المسئول أن يرفع منار الحق وينصر أهله وأن ينكس أعلام أهل الضلال ويخمد نيرانهم ويقي المسلمين شرهم.
وقبل افتتاح الرد يجدر التنبيه على أن هذه الفرقة الأحمدية (القاديانية) فرقة ضالة كافرة بإجماع علماء المسلمين، وقد صدرت بذلك فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، ومنها: المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها.
وإذا كان الأمر كذلك فإن من الواجب عدم الالتفات إلى شيء من مؤلفاتهم أو الاشتغال بها، بل الواجب إتلافها والتحذير منها ومن أهلها؛ حماية لحياض الدين، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تمهيد:
إن مما يسعى إليه الأحمدية جهدهم إثبات أن النبي الكريم عيسى عليه الصلاة والسلام قد مات، ولهم في ذلك غرض سيء؛ وهو أنه إذا تم إيهام ذلك فإنه سيسهل عليهم ادعاء أن الأحاديث التي وردت بنزوله عليه السلام المقصود بها بعثة المتنبىء القادياني الكذاب، كما أن المهدي المنتظر إنما هو عيسى بن مريم، فيتحصل من هذا وذاك أن القادياني هو عيسى بن مريم والمهدي المنتظر أيضاً.
وقد صرحت الرسالة المشار إليها بذلك إذ جاء فيها ص6: (فالمراد من نزول عيسى بن مريم بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم يشبه عيسى بن مريم في صفاته وأعماله وحالاته، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان الهند باسم: ميرزا غلام أحمد ... إماماً مهدياً وجعله الله مثيل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فكان هو المسيح الموعود والإمام المهدي للأمة المحمدية الذي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعثته قائلا: (لا المهدي [كذا، والصواب: مهدي] إلا عيسى) ابن ماجه، كتاب الفتن) اهـ.
قلت: إن من الضلال البيِّن والخطأ الواضح اعتقاد أن عيسى عليه السلام هو المهدي المنتظر، والحديث المذكور لا يصح، بل هو حديث منكر، حكم بنكارته جمع من الأئمة، منهم النسائي والذهبي والألباني، وضعفه الحاكم والبيهقي والقرطبي وابن تيمية، بل حكم بوضعه الصغاني. انظر: منهاج السنة 8/ 256، والصواعق المحرقة للهيتمي 2/ 476، والسلسلة الضعيفة (77)
ويحسن قبل مناقشة القاديانية في هذا الموضوع التقديم بذكر شيء من عقيدة المسلمين قاطبة فيما يتعلق برفع عيسى عليه السلام ونزوله.
فأقول: يعتقد المسلمون بما تضمنته الآيات والأحاديث المتواترة بأن المسيح عيسى عليه السلام رفعه الله تعالى إلى السماء، وأنه باقٍ حياً فيها إلى قرب قيام الساعة، إذ سينزل إلى الأرض فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويحكم بالشريعة المحمدية، ثم يموت – عليه السلام – كسائر البشر.
وممن نقل الإجماع على ذلك ابن عطية رحمه الله (ت542هـ) إذ قال في تفسيره المحرر الوجيز3/ 143: (أجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي، وأنه سينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل وتظهر به الملة – ملة محمد صلى الله عليه وسلم – ويحج البيت ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة وقيل أربعين سنة).
ويقول السفاريني (ت 1188هـ) في كتابه لوامع الأنوار 2/ 94 - 95: (فقد أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء).
ويقول العظيم أبادي في كتابه عون المعبود 11/ 457: (تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء بجسده العنصري إلى الأرض عند قرب الساعة، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة).
وكلام أهل العلم في هذا مستفيض، ولولا خشية الإطالة ورغبتي أن تكون هذه الرسالة وجيزة المحتوى لحشدت من تلك النقولات الشيء الكثير.
ويراجع للأهمية كتابا: التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح للشوكاني، و: التصريح بما تواتر في نزول المسيح، لمحمد أنور شاه الكشميري.
¥