تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالخطأ هنا - على فرض أننا لم نجد للمؤلف تأويلا سائغا- لغوي لا تأثير له في تقرير مسائل العقيدة، إذ لا يترتب عليه نفي ما أثبته السلف لله تعالى من أن اسمه الرحمن دال على صفة الرحمة، خلافا لما ذهب إليه المعتزلة من تجريد دلالة الأسماء على الصفات.

:

:

فإن حديث المؤلف عن انتفاع قائل "لا إله إلا الله": في الآخرة بالفوز بالجنة والنجاة من النار، وفي الدنيا بالدخول في الإسلام حقيقة لا ظاهرا، ذلك أن الإسلام الحقيقي هو الذي يصح أن يُتحدث عن انتفاع صاحبه انتفاعا حقيقيا كاملا، نعم قد ينتفع الناطق بها الذي لم يتحقق بشروطها من حيث عصمة دمه، وذلك لثبوت عقد الإسلام له.

وتأمل قول المؤلف: " قُيد بها انتفاع قائلها بها في الدنيا والآخرة من الدخول في الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار "، فإن المقصود بالدخول في الإسلام بواسطتها، هو الدخول الحقيقي، إذ إنه الأصل الذي جاءت الشرائع لبيانه وتقرير صفاته، وتفصيل شروطه.

وأما دخول الناطق بها في الإسلام ظاهرا لا حقيقة فإنما هو فرع عن ذلك الأصل، وإنما اشتدت الحاجة لبيانه بسبب ما نشأ عن مناهج الخوارج من الخلط بين مقتضيات تلك الشروط باطنا وظاهرا، مما أدى إلى تكفير من حكم الشارع بإسلامه بدعوى إخلاله بتلك الشروط أو ببعضها.

أخوك المحب سعيد بيهي

أخي الحبيب, الخطأ اللغوي والاصطلاحي في هذا المقام لا يسوغ. فالمصطلحات إنما وضعت للدلالة على معان مقررة عند أهل الفن. انظر غير مأمور [البحر المحيط (270/ 2)]:

"والأول: أعني اللفظية تنقسم إلى عقلية كدلالة الصوت على حياة صاحبه , وطبيعية كدلالة " أح " على وجع في الصدر , ووضعية وتنحصر في ثلاثة: المطابقة والتضمن والالتزام , لأن اللفظ إما أن يدل على تمام ما وضع له أو لا. والأول: المطابقة كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق , والثاني إما أن يكون جزء مسماه أو لا والأول دلالة التضمن كدلالة الإنسان على الحيوان وحده أو الناطق وحده , وكدلالة النوع على الجنس , والثاني: أن يكون خارجا عن مسماه وهي دلالة الالتزام له كدلالته على الكاتب أو الضاحك , ودلالة الفصل على الجنس , وبهذا التقسيم تعرف حد كل واحد منها"

فالقول بأن اسم (الرحمن) يدل على الذات مطابقةً لا معنى له اصطلاحاً إلا أن اللفظ إنما يدل على الذات لا زيادة, ولا داعي لتكلف التأويلات البعيدة لفهم الكلام, ولا للي عنق المصطلح حتى يوافق كلام الشيخ, فالشيخ ليس هو واضع المصطلح إنما هي مصطلحات مقررة عند أهل الأصول والمنطق, وجاء الشيخ واستخدمها فينبغي استخدامها على ما وُضعت له. وأرجو ملاحظة أن هذا الخطأ مكرور في كلام الشيخ, فقد قال رحمه الله في (200 سؤال وجواب في العقيدة):

"س55: على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى؟

جـ: هي على ثلاثة أنواع: دلالتها على الذات مطابقة ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمناً, ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاماً" ا. هـ

فنحن نثق في سلامة عقيدة الشيخ رحمه الله, ولكن هذا لا يعني أن اللفظ قد خانه هنا, وهذا لا يمنع من تخطئة القول والتنبيه عليه.

وبالنسبة للمسألة الثانية أخي الفاضل, فما اصطُلح على تسميته "الانتفاع في الدنيا" هو ثبوت اسم (المسلم) للشخص وإجراء أحكام المسلمين الظاهرة عليه. وإلا فإن إضافة الحكم الأخروي من دخول الجنة أو النار تحصيل حاصل, إذ هو معلق بديهة على الحكم الدنيوي الحقيقي لا الظاهر. وكما في النقطة الأولى, إن كان مراد الشيخ ما ذكرتَ فلا شك في صوابه إن شاء الله, ولا تعارض بين هذا وبين التنبيه على الخطأ في اللفظ, فكم من أقدام زلت بسبب التساهل في استخدام المصطلحات بشكل موهم وغير منضبط, وبسبب تمسك البعض بالدفاع عن قائلها وعقيدته وعدم التنبيه على المراد من كلامه. وهذا لازلنا نشهده حتى يومنها هذا. فينبغي عند نقد كلامي -أخي الحبيب- التنبه إلى أن المقام مقام نقد للقول وبين تخطئة الخاطئ. فإن كنت ظننت الثاني فما رُمته لحظة إن شاء الله, وإن كان الأول, فقد انتُقد كلامٌ لمن هو خير من الشيخ حافظ والشيخ محمد ابن عبد الوهاب وغيرهم وما نقص ذلك من شأنهم مثقال ذرة.

والله تعالى أعلم

واسلم لأخيك المحب/ أبي داوود القاهري

ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 06:04 م]ـ

مشايخنا الكرام:الإنتفاع بكلمة الإخلاص من جهة الظاهر لا إشكال فيه:الاسلام الحكمي ...........

أما على الحقيقة فلا بد من استيفاء شروطها،وإلا سلمكم الله كيف ينتفع بكلمة التوحيد حقيقة مع الجهل بمعناها وماذا عمن قالها متعوذا ليعصم دمه أيكون منتفعا بها على الحقيقة أم يجرى عليه حكم الاسلام الظاهر، والقاعدة نفسها تجري على المنافق.

أما قول من تأثر بقول المتوقفة فكلامه راجع وفقكم الله للخلط بين أحكام الظاهر والباطن لإجرء الاسلام الحكمي.

ودمتم سالمين موفقين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير