تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الجبار]ــــــــ[27 - 06 - 03, 04:06 ص]ـ

أخي الفاضل

قولك أن نقل القرآن صار بالسند بعد أن كان متواترا غير صحيح، بل مازال عبر مراحل التاريخ السابقة وحتى اليوم ينقل عبر التواتر بمختلف روايته التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما أسانيد القراء الموجودة في كتب القرآءات فهي لا تنفي التواتر، بل هي لزيادة الإتقان والضبط، كما فعل الصحابة الذين كانوا يحفظون القرآن بالمئات ومع ذلك عندما دونوه اتخذوا إجراءات إحتياطية لزيادة التثبت منها أنهم اشترطوا أن تكون الآية مما سمعها الصحابي مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ودونها أمامه وقت نزول الوحي.

والأسانيد لها فائدة أخرى وهي الدلالة على القراء الذين أفنوا أعمارهم في تحفيظ وتلقين هذه الروايات، حتى صاروا مصادر معتمدة، وإلا فإن هناك الآلآف غيرهم يحفظونها ويتلونها.

وأما طعن البعض في الإمام عاصم بن أبي النجود فهو من جهة حفظه وإتقانه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا علاقة للطعن بحفظه للقرآن، وحفظ الحديث أمره مختلف، وهذا مشاهد حتى اليوم تجد الحافظ المتقن للقرآن قد لا يستطيع أن يحدثك بعشرة أحاديث دون أن يغلط فيها، وهذا لا يطعن في حفظه للقرآن، بل يدل على أن جهده منصب على حفظ القرآن العظيم، وليس له كبير اهتمام بالحديث وروايته.

عقيدة أهل السنة في حفظ القرآن الكريم

أجمع أهل السنة والمسلمون جميعا على صيانة كتاب الله عز وجل من التحريف والزيادة والنقص فهو محفوظ بحفظ الله له قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ولا يوجد في كتب أهل السنة المعتمدة رواية واحدة صحيحة تخالف هذا.

وقد ذكر مفسروا أهل السنة عند قوله سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} أن القرآن محفوظ من أي تغيير أو تبديل أو تحريف انظر القرطبي: " جامع أحكام القرآن "، النسفي: " مدارك التنزيل"، " تفسير الخازن "، " تفسير ابن كثير "، البيضاوي: " أنوار التنزيل "، الألوسي " روح المعاني"، صديق خان " فتح البيان "، الشنقيطي " أضواء البيان" وغيرهم من المفسرين.

وقد صرح كبار علماء السنة أن من اعتقد أن القرآن فيه زيادة أو نقص فقد خرج من دين الاسلام.

وهذه العقيدة عند أهل السنة من الشهرة والتواتر بحيث أنها لاتحتاج الى من يقيم أدلة عليها بل هذه العقيدة من المتواترات عند المسلمين؛ قال القاضي عياض رحمه الله: (وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول {الحمد لله رب العالمين} الى آخر {قل أعوذ برب الناس} أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع مافيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر) كتاب الشفاء ص 1102 - 1103.

وينقل القاضي عياض عن أبي عثمان الحداد أنه قال: (جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر)

كتاب الشفاء نفس الصفحات.

وقال ابن قدامة رحمه الله: (ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر).

ابن قدامة: " لمعة الاعتقاد " ص 19.

وقال البغدادي رحمه الله: (وأكفروا - أي أهل السنة - من زعم من الرافضة أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة لدعواه أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه).

الفرق بين الفرق " ص 315 دار الآفاق الجديدة - بيروت.

وقال القاضي أبو يعلي رحمه الله: (والقرآن ما غير ولا بدل ولا نقص منه ولا زيد فيه خلافاً للرافضة القائلين أن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه - ثم قال- إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم وأجمعوا عليه ولم ينكر منكر ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لايجوز أن ينكتم في مستقر العادة .. ولانه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً فلما لم يفعل ذلك بل كان يقرأه ويستعمله دل على أنه غير مبدل ولا مغير).

المعتمد في أصول الدين ص 258.

ويقول ابن حزم رحمه الله: (القول بأن بين اللوحين تبديلا كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم). "

الفصل في الملل والنحل ": 40.

وقال الفخر الرازي رحمه الله عند قوله سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وإنا نحفظ ذلك الذكرمن التحريف والزيادة والنقصان - إلى أن قال: إن أحداً لو حاول تغيير حرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا .. واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما في الكثير منه أو في القليل، وبقاء هذا الكتاب مصوناً من جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملاحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات. "

مفاتيح الغيب ": (19/ 160 - 161).

وقال ابن حزم رحمه الله - في الجواب عن احتجاج النصارى بدعوى الروافض تحريف القرآن - (وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين).

" الفصل " 2/ 80.

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (وكذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لاخلاف في كفرهم).

" الصارم المسلول " دار الكتب العلمية - بيروت: ص 586.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير