تجرُّ بلاء عظيماً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» فتجد أبا عبدالله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين وفي إفادة الأخبار للعلم، وهذان
هما مقدمة الزندقة «[مجموع الفتاوى (4/ 104)] وقال عنه في موضعٍ آخر:» أنه من أعظم الناس طعناً في الأدلة السمعية حتى ابتدع قولاً ما عُرف به قائلٌ مشهور غيره وهو أنها لا تفيد اليقين «[مجموع الفتاوى (13/ 141)].
[2] أنه قدم العقل على النقل من الكتاب والسنة، فجعل العقل أصلاً والنقل تابعاً، وافترض افتراضاً باطلاً وهو كما في كتابه تأسيس التقديس
وهو: أنه لو خالف النقل عقلٌ فماذا يحصل؟!!، وهذا نوعٌ من الطعن في الأدلة الشرعية فإنه لا يمكن أن يُخالف نقلٌ صحيح عقلٌ سليم صريح،
كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم: درء تعارض العقل والنقل ويسمى أيضاً: موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ولهذا قال
شيخ الإسلام ابن تيمية: وكُتب أصول الدين لجميع الطوائف مملوءة بالاحتجاج بالأدلة السمعية الخبرية، لكن الرازي طعن في ذلك في المطالب العالية
قال: لأن الاستدلال بالسمع مشروط بأن لا يُعارضه قاطعٌ عقلي، فإذا عارضه العقلي وجب تقديمه عليه، قال: والعلم بانتفاء المعارض العقلي متعذر،
[مجموع الفتاوى (13/ 139)] وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه السابق.
[3] أن الرازي قد صنف كتباً في كيفية عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر، وذكر فيها أن التقرب إلى هذه الكواكب يكون بفعل الفواحش
وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم عن فتنة التتار وقهرهم للخليفة بالعراق وقتلهم ببغداد
مقتلة عظيمة جداً قال: وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع، حتى صنف الرازي كتاباً في عبادة الكواكب
والأصنام وعمل السحر وسماه: السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم ويُقال أنه صنفه لأم السلطان: علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين
خوارزم شاه، وكان من أعظم ملوك الأرض، وكان للرازي به اتصال قوي، حتى إنه وصى إليه على أولاده، وصنف له كتاباً سماه الرسالة العلائية
في الاختيارات السماوية وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين…وأهل النجوم لهم اختيارات
إذا أراد أحدهم أن يفعل فعلاً أخذ طالعاً سعيداً فعمل فيه ذلك العمل لينجح بزعمهم، وقد صنف الناس كتباً في الرد عليهم، وذكروا كثرة ما يقع
من خلاف مقصودهم فيما يُخبرون به ويأمرون به، وكم يُخبرون من خبر فيكون كذباً، وكم يأمرون باختيار فيكون شراً، والرازي صنف الاختيارات
لهذا الملك، وذكر فيه الاختيار لشرب الخمر وغير ذلك، كما ذكر في السر المكتوم في عبادة الكواكب ودعوتها مع السجود لها والشرك بها ودعائها،
مثل ما يدعوا الموحدون ربهم بل أعظم، بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله ورسوله … [مجموع الفتاوى (13/ 180 – 181]
[4] أنه كان أعظم المتكلمين في باب الحيرة والشك والاضطراب وتناقض المقالات، كما اعترف بنفسه في آخر حياته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية
عنه: وهذا أبو عبدالله الرازي من أعظم الناس في هذا الباب – باب الحيرة والشك والاضطراب – لكن هو مسرفٌ في هذا الباب بحيث له نهمة في
التشكيك دون التحقيق … [مجموع الفتاوى (4/ 28)] وقال عنه في موضعٍ آخر: وأما ابن الخطيب فكثير الاضطراب جداً، لا يستقر على حال، وإنما هو بحثٌ وجدل، بمنزلة الذي يطلب ولم يهتد إلى مطلوبه … [مجموع الفتاوى (6/ 55)]
وسبب اضطرابه هو وأمثاله ممن ذكرناهم وغيرهم هو: عدم سلوكهم سبيل المؤمنين من السلف الصالح أهل السنة والجماعة، وتوليهم لمذاهب أهل
الضلالة، من المتكلمين والفلاسفة، مما جعل أكابرهم في آخر حياتهم يعترفون بالحيرة والندامة، ومنهم الرازي نفسه، حتى قال عنه شيخ الإسلام
ابن تيمية: فهو تارة يرجح قوله قول الفلاسفة، وتارة قول المتكلمة، وتارة يحار ويقف، واعترف في آخر عُمره بأن طريق هؤلاء وهؤلاء لا تشفي
عليلاً ولا تروي غليلاً … «[مجموع الفتاوى (3/ 128)]
¥