أ - العلامة المحدث الشيخ عبدالله بن محمد الدويش رحمه الله تعالى الذي كان يحفظ الكتب الستة بأسانيدها، وكتابهُ مطبوع.
ب – سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وتعليقاته مطبوعة في حاشية فتح الباري.
ج – الشيخ العلامة عبدالله بن سعدي الغامدي، وكتابه مطبوع.
الوقفة الثالثة عشر
قول الدكتور:» والإخوة الذين يذمون الأشاعرة بإطلاق مخطئون متجاوزون… «
وقول الدكتور:» فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة، ارتضتهم الأمة … «
[1] أنَّ الذم لا يكون إلا بمخالفة شيءٍ من الشرع الحنيف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده رضي الله عنهم، وخاصةً إذا كان من
أمور الاعتقاد، فمن خالف شيئاً من ذلك فهو مذموم.
[2] أن الأشاعرة قد ذمهم علماءٌ كبار من الشافعية وغيرهم، ولذلك لما ألف الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي
كتابه:» الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول «أنه لم يعتمد إلا على أقوال أئمة السلف وذكرَ منهم: الشافعي، ومالك والثوري، وأحمد بن حنبل، والبخاري صاحب الصحيح، وسفيان بن عُيينة، وعبدالله بن المبارك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحق بن راهوية، فذكرَ فيه أقوالهم في أصول السنة ما يُعرفُ به اعتقادهم، وذكر في تراجمهم ما فيه التنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الإسلام، وذكر أنه اقتصر في النقلِ عنهم دون غيرهم لأمرين عظيمين:
أحدهما: لأنهم هم المقتدى بهم والمرجوعِ شرقاً وغرباً إلى مذاهبهم، ولأنهم أجمع لشرائط القدوة والإمامة من غيرهم، وأكثر لتحصيل أسبابها وأدواتها: من جودة الحفظ والبصيرة والفطنة والمعرفة بالكتاب والسنة والإجماع والسند والرجال والأحوال ولُغات العرب ومواضعها والتاريخ والناسخ والمنسوخ والمنقول والمعقول والصحيح والمدخُول، مع الصدق والصلابة وظهور الأمانة والديانة ممن سواهم …
والثاني:أن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كلِّ من ينتحلُ مذهب إمامٍ يُخالفهُ في العقيدة؛فإن أحدهما لا محالة يُضلِّلُ صاحبه أو يُبدعه أو يُكفره،
فانتحالُ مذهبه – مع مخالفته لهُ في العقيدة – مستنكرٌ والله شرعاً وطبعاً، فمن قال: أنا شافعي الشرع أشعري الاعتقاد! قُلنا له: هذا من الأضداد،
لا بل من الارتداد؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد، ومن قال: أنا حنبلي الفروع مُعتزلي الأصول!! قُلنا له: قد ضللتَ إذاً عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والاجتهاد … «[مجموع الفتاوى (4/ 176 – 177)]
ثم قال رحمه الله تعالى:» وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار، على منتحلِ
مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية … «[المصدر السابق]
[3] أن الأشعري نفسه رحمه الله تعالى لَمَّا تاب من الإعتزال وسلك طريقة أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاَّب بقي في أقواله شيءٌ من أصول الجهمية كما مَرَّ معنا في الوقفة الثانية عشر.
[4] أن المنتسبين إلى الأشعري في الاعتقاد مختلفون فيما بينهم، فمنهم من حذا حذو الأشعري وهم: المتقدمون من أتباعه وهم قليل كأمثال: ابن مجاهد
وتلميذه الباقلاني، وكأبي علي بن شاذان، وأبي محمد اللبان، ومنهم من خالفه – وهم الغالبية – وخرج عن أقواله إلى أقوال المعتزلة والجهمية أمثال: أبي المعالي الجويني، وأبي حامد الغزالي، وأبوعبدالله الرازي وغيرهم،
قال شخ الإسلام ابن تيمية:» وأئمة أصحاب الأشعري: كالقاضي أبي بكر الباقلاني وشيخه أبي عبدالله بن مجاهد، وأصحابه: كأبي علي بن شاذان،
وأبي محمد اللبان، بل وشيوخ شيوخه: كأبي العباس القلانسي وأمثاله، بل والحافظ البيهقي وأمثاله أقرب إلى السنة من كثيرٍ من أصحاب الأشعري
المتأخرين الذين خرجوا عن كثيرٍ من قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة، فإن كثيراً من متأخري أصحاب الأشعري خرجوا عن قوله إلى قول
المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة … «[شرح الأصفهانية لابن تيمية (ص 78)]
¥