تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوجه الثاني: ان الذين احتجوا بكلام الشافعي هذا لم يفهموا مقصوده منه , فكلامه لا يدل على انه يرى استحسان البدع اللغويه التي لها اصل في الشرع كما سمى عمر الاجتماع لصلاة التراويح في المسجد بدعه وانما قصد البدعه اللغويه قال ابن رجب: " قال الشافعي البدعه بدعتان بدعه محموده , وبدعه مذمومه فما وافق السنه فهو محمود و وما خالف السنه فهو مذموم واحتج بقول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعه هذه. ومراد الشافعي رضي الله عنه ان اصل البدعه المذمومه ما ليس لها اصل في الشريعه ترجع اليه وهي البدعه في اطلاق الشرع , واما البدعه المحموده فما وافق السنه: يعني ما كان لها اصل من السنه ترجع اليه وانما هي بدعه لغه لا شرعا لموافقتها لبسنه " (27).

الوجه الثالث: ان الشافعي رحمه الله لا يمكن ان يقول بالبدعه الحسنه وهو القائل:" من استحسن فقد شرع " (28) وغير هذا من كلام الشافعي في ذم الاستحسان وان من العدل والانصاف ان يفسر كلام الشافعي بكلام الشافعي لان القائل ادرى من غيره بمقاصد كلامه معنى كلامه على هذا والله اعلم (29).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اللهم اجعل هذا العمل خالصاً لوجهك، وتقبل منا صالح الأعمال


1) قواعد الاحكام في مصالح الانام للعز بن عبد السلام جـ 2 ص 172 , 173.
2) يقصد القرافي بإقامة صور الأئمه التجمل في الملبس وتحسين الهيئه وإقامة الحجاب, وغيره مما يتميز به الأئمه والقضاه عن غيرهم من عامة الناس مما لم يكن موجودا في العصر الاول.
3) هذا الحديث رواه مسلم [كتاب الصيام – باب كراهة صيام يوم الجمعه منفردا] جـ 2 ص 801 وقد رواه القرافي بالمعنى ونص الحديث عن ابي هريره – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لا تختصوا ليلة الجمعه بقيام من بين الليالي , ولا تختصوا يوم الجمعه بصيام من بين الايام إلا ان يكون في صوم يصومه احدكم].
4) هذا مقيد بأن يفعل ذلك استحسانا اما من أخطأ في العد فزاد أو نقص فإنه لا يعد مبتدعا.
5) انظر: الفروق للقرافي جـ 4 ص202 - 205.
6) رواه البخاري [كتاب التهجد – باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل .... ] فتح الباري جـ 3 ص10 ح:1129.
7) هذه العباره حدث فيها اختلال في المعنى في المصدر ولعله حدث فيها تصحيف في طبعه الاعتصام وتم تعديلها من كتاب الابداع لعلي محفوظ ص82 الذي نقل نص الشاطبي هذا.
8) انظر الاعتصام للشاطبي جـ1 ص 191 - 197.
9) المصدر السابق جـ1 ص 196.
10) رواه أحمد ج4،ص126، وأبو داود، ج5،ص13، والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح، الترمذي مع تحفة الأحوذي، ج7، ص438، وابن ماجه، ج1، ص15، ح42، والدرامي، ج1، ص57، ورواه الحاكم وقال: صحيح ليس له علة، ووافقه الذهبي، المستدرك مع التلخيص ج1، ص95 - 96، ورواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة، ص29 رقم 54، وابن بطة في الإبانة الكبرى، ج1، ص305 - 307، رقم 142، والآجري في الشريعة، ص46، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، ج1، ص75، رقم81. وقال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله: سنده صحيح ونقل تصحيحه عن الضياء المقدسي. مشكاة المصابيح، ج1،ص58،رقم165.
11) سورة الانعام آية: 144.
12) سورة النساء آيه 115.
13) رواه مسلم [كتاب الزكاه – باب الحث على الصدقه ... ] صحيح مسلم جـ2 ص704,705 ح:1017.
14) رواه الامام احمد في المسند موقوفا على ابن مسعود جـ1ص379, وكذلك ابو نعيم في الحليه جـ1ص375 ولا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم بعض الناس. وسيأتي نقل كلام العلماء حوله ص114.
15) رواه البخاري [كتاب صلاة التراويح - باب فضل من قام رمضان] فتح الباري ج4 ص 250.
16) رواه ابو نعيم في الحليه جـ9ص113.
17) انظر كتاب موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع - تأليف الدكتور ابراهيم الرحيلي - الجزء الأول ص29.
18) تحفة الاحوذي جـ7 ص438.
19) المصدر نفسه جـ7 ص438.
20) انظر الحاشية رقم 13.
21) المقاصد الحسنه ص581.
22) كشف الخفاء ومزيل الإلباس جـ2ص188.
23) سلسلة الاحاديث الضعيفة جـ2ص17ح:533.
24) انظر البدعه واثرها في الامه لسليم الهلالي ص21.
25) انظر الحاشية رقم 14.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير