تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[معاذ]ــــــــ[06 - 06 - 04, 01:04 م]ـ

البدعة كما يشخصها الشاطبي في الاعتصام ينبغي أن يتوفر فيها عنصران أساسيان:

• الجهل

• اتباع الهوى

ولذلك سمي البتدعة بأهل الأهواء

فالانتصار لمذهب لمجرد الانتماء إليه لا شك أنه اتباع للهوى كما نص على ذلك الغزالي في الإحياء

وعندما ينضم إلى ذلك الجهل يمكننا أن نتوقع البدع والمحدثات في الدين والطامات الكبرى بأشكالها

وأما الانتصار للمذهب أو الرأي تعصبا واتباعا للهوى عن علم لا عن جهل فليس ذلك ببدعة على هذا المفهوم وإنما هو طامة أكبر من البدعة والعياذ بالله

هذا ما أحببت الإشارة إليه على عجل وهو مبسوط ومفند في كل من الاعتصام وإحياء علوم الدين للغزالي

وعندما تتاح لي الفرصة سأنقل النصوص منهما بما يفي بالمقصود والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

ـ[أبو حسين]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:46 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليس كل من يفعل بدعة يكون مبتدعا , لأن بعض السلف وقعوا في

بعض البدع كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه: " وكثير من مجتهدي

السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة؛ إما

لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها،

وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم. مجموع الفتاوى 19/ 191

ولا يوجد في العبادات بدعة حسنه.

اما القنوت فيشرع أحيانا ولسبب ولكن المواظبة عليه هو الذي نقول انه

بدعة.

ـ[معاذ]ــــــــ[06 - 06 - 04, 10:59 م]ـ

يتحدث الإمام الشاطبي رحمه الله عن البدعة والمبتدعين ويحقق فيها تحقيقا لم يسبق إليه، وكيف يفعل البدعة ويعتقدها وينافح عنها من ليس بمبتدع؟!!

والقنوت في الفجر مستحب سواء نزلت نازلة أم لم تنزل وبهذا قال كثير السلف وممن بعدهم ومنهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وابن عباس والبراء بن عازب رضي الله عنهم وقال به من التابعين فمن بعدهم خلق كثير وهو مذهب ابن أبي ليلى والحسن بن صالح ومالك وداود

هذا وقد غالى بعض القاصرين من طلبة العلم فنسب من لايقول بالقنوت في الفجر إلى الابتداع في الدين وتعطيل النصوص، وهذا لاشك فيه نوع من التجني وقد نسي هؤلاء بأن ممن لم يقل بالقنوت في الفجر أئمة أجلاء منهم الحنفية وبعض الحنابلة

وغاية مايمكن أن يدفع به في هذا المقام أن نتمثل بما كان يقول به الإمام الشافعي رضي الله عنه (مذهبنا صحيح يحتمل الخطأ ومذهب غيرنا خطأ يحتمل الصواب) ولا شك أن لكل أجر إن خلصت النية

هكذا كان أدب الخلاف عند السلف رضوان الله عليهم لا أن نجزم بما نرى من اجتهاد وكأنه نص قطعي لا يرد عليه والأنكى من ذلك أن نؤسس بناء عليه نسبة القول الآخر إلى البدعة، فالأمر متسع والمذاهب أكثر من أربعة نسأل الله العافية وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه.

ـ[أبو غازي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 01:14 م]ـ

يظهر لي يا أخ معاذ .. أنك شافعي متعصب ..

والعصبية كما تعلم صفة غير محمودة.

فأنت تكثر من أقوال الشافعية كالشيرازي والنووي رحمهم الله

ولا تلتفت إلى أقوال غيرهم .. احذر يا أخي من هذا.

وارجع إلى تحقيق ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد.

والسنة اتباع ما يقوله أو يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وليس بما يقوله الشافعي رحمه الله.

بارك الله فيك.

ـ[معاذ]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:12 م]ـ

الأخ أبو غازي حفظه الله

أقدر لك نصيحتك والمؤمن مرآة أخيه المؤمن

ولكي لا يساء فهمي يا أخ أبو غازي فإن النقطة التي مازلت متوقفا عندها هي عملية الاعتراف بأن اجتهادي الذي اعتقد صحته يحتمل الخطأ فهو ليس قطعي الدلالة وأن هناك اجتهادا آخر أعتقد خطأه ويحتمل الصحة وليس هو بدعة يطلب إزالتها

ولو راجعت مداخلاتي جزاك الله خيرا لتجد أن ما أثار حفيظتي هو اعتبار الطرف الآخر مبتدعا وهو ما أعتبره سبة ووقوعا في أعراض أئمة أجلاء يجب أن ننزه أنفسنا عن ذلك

لست متوقفا عند مسألة القنوت في الفجر فهي مسألة فرعية جل الله سبحانه أن يجعلها فرقانا بين الحق والباطل أو علامة تميز أهل الحق عن غيرهم ففي الجنة متسع لكلا الفريقين إن أخلصوا النية

ولكن ما أنا متوقف عنده أن أقبل الآخر برؤيته المختلفة طالما علمت منه أنه يريد الوصول إلى الحق من خلال بحثه وتحريه، أما إن علمت مراوغته واتباعه للهوى في انتصاره لرأيه فهذا هو المبتدع بعينه الذي ينبغي أن أتجنب مماراته محافظة على ديني

ولا أخفيك يا أخ أبو غازي أني اطلعت على الأدلة المختلفة لمسألة القنوت في الفجر وأنا ما زلت مقتنعا برأي الشافعية أقولها بصدق والله يشهد

الحجة الأساس للشافعية هي الجمع بين النصوص الواردة في المسألة وهذا أصل من أصول الإمام الشافعي برع فيه من بين سائر الفقهاء وبراعته فيه تظهر فقهه رضي الله عنه

أرجو أن تتأمل في المسألة ليس من أجل أن تقتنع بأرجحية القنوت في الفجر، بل من أجل أن توافقني الرأي بأن هناك اجتهادا آخر للإمام الشافعي سوى رأي ابن القيم رحمه الله الذي توصل إليه ويستحق شيئا من التأمل وألا نسم ما ذهب إليه بأنه بدعة

باختصار يا أبو غازي أرجو أن تتأمل المسألة (كنموذج) وأن تتفق معي في الرأي بأن ليس أحد المذهبين قطعي الثبوت قطعي الدلالة شأن سائر أحكام الفقه والله أعلم.

معاذ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير