تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قوله تعالى ثم استوى على العرش هذه مسألة الأستواء وللعلماء فيها كلام وإجراء وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب الأنسي في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلي وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا

والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة فليس بجهة فوق عندهم لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بحجة أن يكون في مكان أو حيز ويلزم على المكان والحيز والحركة والسكون للمتحيز والتغير والحدوث

هذا قول المتكلمين

وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينظرون بذلك بل نطقوا هم والكافة بإثباته لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الإستواء فإنه لا تعلم حقيقته

قال مالك رحمه الله الإستواء معلوم يعني في اللغة والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها

وهذا القدر كاف ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء

والإستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار قال الجوهري واستوى من اعوجاج واستوى على ظهر دابته أي استقر واستوى إلى السماء أي قصد واستوى أي استوى وظهر

قال: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق

واستوى الرجل أي انتهى شبابه واستوى الشيء إذا اعتدل

وحكى أبو عمر بن عبدالبر عن أبي عبيدة في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قال علا وقال الشاعر فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى أي علا وارتفع

قلت فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه لكنه العلي بالإطلاق سبحانه

اهـ نص كلامه وترى فيه وضوح أشعريته بما لا يدع مجالا للشك، ولعل في كتابه شرح الاسماء الحسنى توضيح أفضل لكن لم أطلع عليه.

والله المستعان

ـ[برهان]ــــــــ[15 - 10 - 03, 04:36 ص]ـ

" أن الله (سبحانه) على عرشه كما أخبر في كتابه، بلا كيف، بائن من جميع خلقه"

يقول: "بلا كيف"

وهذا النفي للكيف لا أصل له

لأن "ليس كمثله شيء" لا تنفي الكيف، ولكن تنفي أن يكون مشابهاً لشيء!

إنما نقول كما قال الإمام مالك -رحمه الله-: "الكيف مجهول"

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[15 - 10 - 03, 05:16 ص]ـ

أخ برهان وإليك ما هو أعجب ذكر ابن حجر عن الإمام مالك في فتح الباري ج: 13 ص: 407 شرح باب (باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم)

قال:

وأخرج البيهقي بسند جيد عن عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ فأطرق مالك فأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى وصف به نفسه ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع، وما أراك إلا صاحب بدعة أخرجوه " ومن طريق يحيى بن يحيى عن مالك نحو المنقول عن أم سلمة لكن قال فيه " والإقرار به واجب، والسؤال عنه بدعة "

وأخرج البيهقي من طريق أبي داود الطيالسي قال كان سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحددون ولا يشبهون ويروون هذه الأحاديث ولا يقولون كيف قال أبو داود وهو قولنا قال البيهقي وعلى هذا مضى أكابرنا)

اهـ

فقوله: وكيف عنه مرفوع، وما بعده يشبه ما نقله القرطبي!!

ـ[المضري]ــــــــ[15 - 10 - 03, 05:27 ص]ـ

الا يمكن اعتبارها نوعاً من التقية في سبيل اظهار الحق؟

بمعنى ان القرطبي قد يكون فعلا مؤمنا بها (في داخله) لكنه يخشى من سطوة وألسنة بني قومه!

فيسجلها في كتابه ممتدحاً لها بقوله انها من اعتقاد السلف وبعد ان يقررها أفضل تقرير .. يدعي البراءة منها!

لاحظت هذا الأسلوب الملفت للنظر عند كثير من العلماء الأكابر الذين عاشوا وتربوا في بيئات وأزمان سيطرت فيها العقيدة الاشعرية.

ابن حجر والنووي والسيوطي والأن القرطبي وغيرهم!

ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[15 - 10 - 03, 05:53 ص]ـ

الأخ برهان .. قد ورد عن الائمة عبار ة: بلا كيف .. لذا كان اهل البدع كالزمخشري وغيره يهزؤون بهم ويسمونهم: البلاكفة ..

ومقصودهم ليس نفي الكيفية مطلقا عن صفات الرب تبارك وتقدس، وانما نفي علمنا بها، فيكون تقديرها: بلاكيف نعلمه .. والله أعلم.

ـ[الشافعي]ــــــــ[15 - 10 - 03, 08:28 ص]ـ

أخي هيثم

كلام القرطبي موجود في كتابه الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى

وصفاته العلى بعد ذكره لأربعةعشر قولاً في الإستواء قال:

((وأظهر هذه الأقوال -وإن كنت لا أقول به ولا أختاره- ما تظاهرت به الآي

والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان

نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما

نقل عنهم الثقات حسب ماتقدم.

وفي الباب حديث عبد الله بن رواحة ... قال:

شهدت بأن وعد الله حق * وان النار مثوى الكافرين

وأن العرش فوق الماء طاف * وفوق العرش رب العالمين

... وهذه القصة ينقطع عندها المخالفون لكونها في عصر النبي صلى

الله عليه وسلم ولم ينكر على قائلها بل أظهر الرضا بذلك حين ضحك))

وخلاصة كلامه هنا وفي التفسير تتمثل في جملة وجيزة قالها ابن

العربي عن نفسه ((حكي عن المبتدعة رد هذه الأحاديث, وعن السلف

إمرارها, وعن قوم تأويلها وبه أقول.)) وعليه كثير من مالكية المغرب بعد

أن فرض التومرتية مذهب التأويل بحد السيف فيها.

ونحترم في هؤلاء الأئمة أمانتهم في نقلهم مذهب السلف مع مخالفتهم

له، وهو شيء لا تجده عند المتأخرين، ونسأل الله تعالى أن يغفر لهم

ويتجاوز عنهم، وأن يكون قد وفقهم للأخذ بالحق في آخر أمرهم.

بالنسبة لقول الإمام مالك وغيره من السلف ((بلا كيف)) فالظاهر أن

معناها ((لا يقال كيف)) و ((لا يسأل كيف)) والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير