[غلبت الروم]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 04 - 06, 10:40 م]ـ
{غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} سورة الروم.
الآية تشير إلى الحرب بين ملك الفرس خوسراو الثاني Khosrau II وبين ملك الروم فوكاس Phocas. بدأت الحرب عام 602 م. في عام 608 وصلت جيوش الفرس إلى القسطنطنية. وفي عام 613 وصلت إلى دمشق. ثم في العام التالي 614 سقطت القدس بيد القائد الفارسي شهرباراز Shahrbaraz ثم تقدم إلى مصر فاحتلها. وفي نفس الوقت تقدمت قبائل الآفار والسلاف في البلقان لتطوق القسطنطنية من الجانب الآخر.
لم يبق للروم إلى أثينا وجزائر البحر المتوسط (قبرص وصقلية) وشريط ساحلي في شمال إفريقيا (قرطاجة). انهارت معنويات الروم، وازداد الصراع الداخلي، وتوقع الناس سقوط دولتهم سريعاً.
عام 622 م (يعني السنة الأولى للهجرة)، حصل انقلاب عسكري حيث تمكن هرقل حاكم قرطاجة من الاستيلاء على القسطنطنية وأعاد تنظيم الجيش. ثم تحالف مع الخزر الترك، واستولى على أذربيجان سنة 624 ثم انتصر انتصاراً ساحقا على الفرس في نينوى عام 627. ثم تحالف مع الأحباش عام 629 وانتصر مجدداً على الفرس وصار قريباً من المدائن.
أدى هذا لحصول انقلاب عسكري في المدائن حيث قام الابن Kavadh II بقتل أبيه الملك والاستيلاء على عرشه (حديث: إن ربي أخبرني أنه قتل كسرى ابنه هذه الليلة لكذا ساعات مضين منها). وعقد صلحاً مع الروم وانسحب من الشام ومصر. ثم مشى حافياً إلى القدس حاملاً ما يسمى بالصليب المقدس عام 630. وأظن هذه هي سنة لقاءه مع أبي سفيان (رضي الله عنه) لما وصلته رسالة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
السؤال هو كيف يمكننا مطابقة هذه الأحداث مع ما ذكر في كتب التفسير؟! يقول ابن الأثير: أدنى الأرض: أذرعات. أين تقع أذرعات؟ هل هي موجودة اليوم؟ ويذكر يحيى بن معمر أن المعركة الحاسمة كانت بين بصرى وأذرعات، يعني في حوران الشام، وهي ليست أدنى الأرض!
كذلك فإن التواريخ لا تتطابق مع ما ذكره المفسرون حيث ذكروا انتصار الروم على الفرس يوم بدر. على أن البعض يجعل ذلك يوم الحديبية، وهذا يظهر عدم الدقة عند علمائنا. وهو سبب الإشكال.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 04 - 06, 12:45 ص]ـ
يذكر أن هرقل هو أول من غير لغة الروم البيزنطيين إلى اللغة اليونانية بعد أن كانت لغتهم اللاتينية.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:28 ص]ـ
الحمد لله
محمد الأمين
السؤال هو كيف يمكننا مطابقة هذه الأحداث مع ما ذكر في كتب التفسير؟! يقول ابن الأثير: أدنى الأرض: أذرعات. أين تقع أذرعات؟ هل هي موجودة اليوم؟ ويذكر يحيى بن معمر أن المعركة الحاسمة كانت بين بصرى وأذرعات، يعني في حوران الشام، وهي ليست أدنى الأرض!
قال ابن كثير في التفسير (3/ 440):
وكانت الوقعة الكائنة بين فارس والروم حين غلبت الروم بين أذرعات وبُصرى على ما ذكره ابن عباس وعكرمة وغيرهما وهي طرف بلاد الشام مما يلي الحجاز.
وقال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير (المجلد العاشر ج21/ 43):
وكانت الهزيمة العظيمة على الروم في أطراف بلاد الشام المحادة بلاد العرب بين بُصرى وأذرعات. وذلك هو المراد في هذه الاية (بأدنى الأرض) أي أدنى بلاد الروم إلى بلاد العرب.
وذكر القرطبي في جامع الأحكام (7/ 333):
في قوله تعالى: (في أدنى الأرض) يعني أرض الشام، عكرمة: بأذرعات، وهي مابين بلاد العرب والشام، .... ، مجاهد: بالجزيرة، وهي موضع بين العراق والشام، مقاتل:بالأردن وفلسطين، و" أدنى" معناه أقرب،قال ابن عطية: فإن كانت الواقعة بأذرعات فهي من أدنى الأرض بالقياس إلى مكة، وهي التي ذكرها امرؤ القيس في قوله:
تنوّرتها من أذرعات وأهلُها ...... بيثربَ أدنى دارِها نظر عالِ
وإن كانت الواقعة بالجزيرة فهي أدنى بالقياس إلى أرض كسرى، وإن كانت بالأردن فهي أدنى إلى أرض الروم.ا. هـ.
قلتُ: ومن معاني " أدنى" غير أقرب،أَخْفَض
وقد ثبت أن هذه المنطفة، وهي بقرب البحر الميت بفلسطين،أخفض منطقة على سطح الكرة الأرضية، إذ أنها أقل من مستوى سطح البحر بـ392م تقريباً، وذلك كما ذكره الدكتور /زغلول النجار على ما أذكر.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:52 ص]ـ
أذرعات: اتفقوا على أنها بالشام، واختلف في تحديد موقعها. فقائل إنها من البلقاء، أي تقع اليوم في شرقي الأردن. وقائل إنها من حوران في سوريا. وأذرعات وقد تسمى "أذرع" وهو الأصل في اشتقاقها: قرية - اليوم - من عمل حوران، داخل حدود الجمهورية السورية، قرب مدينة " درعا " شمالا يدعها الطريق يسارا وأنت تؤم دمشق، وهي من أعمال مدينة درعا.
والذي ظهر لي أنها مدينة درعا بذاتها أي في سوريا على حدود الأردن. انظر هنا: http://www.daraa.net/book_details.asp?BookID=15
وفي هذا إشكال عظيم. فإن جنوب فلسطين (بيت لحم مثلا) أقرب لمكة. وكذلك فسهل حوران مرتفع عن سطح البحر. ومشكلة علمائنا أن التحقيق بينهم قليل، فإذا غلط الواحد منهم تناقل الكل هذا الغلط بدون مناقشة.
والذي أظنه أن هناك معركة أخرى قد حصلت بين الروم والفرس. وكان من الواجب على دعاة الإعجاز العلمي أن يحققوا هذا الأمر ويبينوا أن تلك المعركة قد حصلت قرب البحر الميت.
كما إن التواريخ المذكورة فيها أغلاط كبيرة. والله أعلم
¥