تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فحصل لأجل ذلك فرقة كبيرة بين المسلمين ((من أهل السنة والجماعة = أتباع السلف الصالح؟!!))؛ بدعوى هجر المبتدع!!

فوالله كم أفسدوا بين العباد لقلة علمهم وفقههم لنصوص الكتاب وأقوال السلف، وخرجوا عن سبيل المؤمنين.

@ وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد (3/ 578): ((وفيه دليل أيضا على هجران الإمام والعالم والمطاع لمن فعل ما يستوجب العتب.

ويكون هجرانه دواء له؛ بحيث لا يضعف عن حصول الشفاء به ولا يزيد في الكمية والكيفية عليه؛ فيهلكه.

إذ المراد تأديبه لا إتلافه)).

@ قال أبو عمر السمرقندي: كثير من هؤلاء السطحيين وشيوخهم يتلفون الدعاة العاملين وينسفون جهودهم، ويبعثرون أتباعهم شذر مذر؛ دون عقل أو فهم أو حكمة، فلا خيراً فعلوا ولا عن شرٍّ منعوا.

@ وقال ابن القيم أيضاً في نونيته الكافية الشافية:

واهجر ولو كل الورى في ذاته ... لا في هواك ونخوة الشيطان

واهجرهم الهجر الجميل بلا أذى ... إن لم يكن بد من الهجران

@ قال أبو عمر السمرقندي: هؤلاء السطحيون المفسدون يهجرون بأذايات بالغة، دون مناصحة ولا ملاطفة، بكلمات جرح نارية يوزعونها على عباد الله الصالحين.

وأخيراً ... فكثير من منتحلي هذا المنهج السطحي الباغي مقلدة متعصبة، لا يرتضون كلاماً إلاَّ من أشياخهم الجهلة، وكلام شيخ الإسلام هذا لن يروق مشاربهم، بل ولا الألباني ولا ابن باز ولا ابن عثيمين، ولا كل من يخالفهم في منهجهم الباغي.

ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله!


تنبيه هام:
من كانت عنده حجة بكلام عليه أثارة من علم فليكتب، وإلاَّ فلا يفسد علينا الموضوع الذي تعبت في نقل مادته العلمية، وأرجو من الله فيه الأجر الكبير؛ لما فيه من بيان أمر عظيم ابتلي كثير من العباد به في هذا الزمان.
و ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).
وأخوِّل المشرفين بحذف كل مشاركة فيها إفساد للموضوع أو خروج له عن مساره العلمي.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 08:26 م]ـ
جزى الله شيخنا المفضال أبا عمر السمرقندي خير الجزاء على تلك النقولات القيمة التي أتحفنا بها.
وتأييداً لما ذكره فضيلته من مقوله ومن منقوله أقول إن بعض الناس يسلك في نقله لمذهب السلف طريقة الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ويأتي بكلام حق ويريد به الباطل.
فينتقي من مذهب السلف تلك النصوص التي فيها الأمر بهجر أهل البدع، وينزلها على أهل السنة الذين وقع منهم خطأ أو تأويل في مسألة أو مسائل.
متجاهلا أن السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا يجالسون الحسن وقتادة وأمثالهما من السادات الكرام الذين رموا ببدع كالقدر أو الإرجاء أو التشيع أو النصب، ثم كانوا يترحمون على عبد الرزاق والنسائي والحاكم ويجالسونهم ويأخذون العلم منهم مع ما رموا به من تشيع (بلا رفض) وعلى الباجي وابن العربي المالكي والنووي وغيرهم من أئمة المسلمين على ما كان فيهم من أشعرية.
وقبلهم أمر الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام أن يقولا لفرعون قولا ليناً، وجاء في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين واليهود فسلم عليهم ولم يقل للمسلين كيف تجالسون المشركين؟.
وأما تكنية المشرك فضلا عن المبتدع فقد كنى الله تعالى أبا لهب، وكنى النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب وأبا حباب (عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين)
فلا بد من النظر إلى النصوص والآثار مجتمعة، والعمل بها كلٌ في موضعه، بفقه وحلم، لا بجهل وهوى، ولا أن يأخذوا ما وافق أهواءهم ويتركوا ما لم يعجبهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرد منها، وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]. وفي الصحيح قال: ((قد فعلت)) [مسلم ح126] [الفتاوى 19/ 286].
وقال الذهبي رحمه الله في ترجمة التابعي الجليل قتادة بن دعامة السدوسي: "كان يرى القدر نسأل الله العفو .. ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه وبذل وسعه .. إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك". [سير أعلام 7/ 271].

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 09:51 م]ـ
جزاك الله خيرا مرة أخرى أبا عمر، وسدد الله قلمك وأثابك على غيرتك
وشفقتك على المسلمين، وهدى الله المسلمين للحق واجتماع الكلمة
على الخير ...
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير