تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما أن المنصر " يوسف حداد " في كتابه " معجزة القرآن " قد بحث أمر تلك النبوءة تاريخيًا و لم يجد ما يمكن أن يرد به عليها إلا دعوى اختلاف القراءات و تحليل مضحك بناه على ذلك قمت بالرد عليه في مقالي السابق بحول الله سبحانه و تعالى وقته و لله سبحانه و تعالى الحمد و المنة .. و قال أن الروم قد استعادت سوريا في عام 624 م حسب تحليله و قراءاته التاريخية على ما يبدو .. و إليك كلامه ..

" بدأت حملة الفرس الظافرة عام 612 م فاحتلوا سورية سنة 622 م (هذه غلطة مطبعية فالمقصود 612 كما هو واضح)، و فلسطين 614 م و مصر 618 م. و ظهر هرقل فسار بحملة الثأر الظافرة سنة 622 م، و سنة 624 م كان طرد الفرس من سوريا، يوم نصر بدر. و ظل هرقل زاحفا حتى احتل عاصمة فارس، و استرجع منها ذخيرة الصليب. فما يسمونه نبوءة فى آية الروم ليس سوى واقع تاريخى مشهود. "

عمومًا فإن هذا لا يقدم و لا يؤخر فسواءً كانت الشام أو أذربيجان فالنبوءة قد تحققت يقينًا و لا يمكن لمعاند أن ينكرها تاريخيًا .. و شكرًا أخي الكريم على ملاحظتك نفع الله سبحانه و تعالى بك ..

أما بالنسبة لما قدمته من إشكالات أخي الكريم , فأنا لا أرى وجود أي إشكال على الإطلاق .. فلقد قال جمهور العلماء أو ما تضافرت به الروايات و أقوال الصحابة و التابعين (على حد علمي) أن خبر ظهور الروم على فارس جاءت به الركبان يوم بدر .. و الرواية التي اعتمد عليها ابن كثير في تفسيره و الموجودة في صحيح مسلم لا تدل على أن الخبر قد جاء في يوم الحديبية تحديدًا بل لم تشر لا من قريب و لا من بعيد إلى النبوءة .. و غاية ما قد تشير إليه هو أن عام الحديبية هو بالفعل عام الانتصار النهائي للروم على الفرس .. و ليس بالضرورة هو النصر الذي يشير إليه الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم.

و عليه فإن الآية قد نزلت (حسب تحليلي في المقال السابق) عام 615 م إشارة إلى مذبحة 614 م التي اقتلع فيها الفرس صليب الروم المقدس عندهم.

و هذا إلى كونه يوافق الدليل الشرعي فإنه أيضًا يوافق التاريخ و المنطق , فكما كان نصر الفرس محدودًا عام 614 م كان كذلك نصر الروم على نفس القدر من المحدودية عام 624 م .. و كما كانت الهزيمة نفسية مؤلمة عند الروم باقتلاع صليبهم المقدس عام 614 م .. فكذلك كانت عند الفرس عام 624 م عند إطفاء النار المقدسة واحتلال معابدهم .. بل إنك إن راجعت الرقعة التي احتلتها الفرس حتى عام 614 م و قارنتها بالرقعة الرومانية عام 624 م فإنك تجاد تجد الرقعتين متطابقتين!.

و كانت هناك مناظرة طويلة بيني و بين أحد النصارى تم طردي على إثرها من منتداهم النصراني وقتها و لجأ محاوري إلى السب بعدما جئته بأدلة مضاعفة تفوق ما هو مكتوب في هذا المقال بكثير و من كتب مختلفة بعون الله سبحانه و تعالى و لعل أهم تلك المصادر ما جئت به من كتاب " ول ديورانت " (قصة الحضارة) .. فقد كتبت الآتي ..

و كذلك يمكنك مراجعة موسوعة " قصة حضارة " لـ " ول ديورانت " .. الموجودة على هذا الموقع ..

http://www.alwaraq.net/

إذ يقول معبرًا عن إحدي الأحداث الهامة لهذه المعركة .. معركة فاصلة انتقم فيها هرقل مما حدث في مذبحة القدس ..

أبحر بأسطوله إلى البحر الأسود ثم اخترق أرمينية وهاجم بلاد الفرس من خلفها، ودمر كلورمية Clorumia مسقط رأس زرادشت، كما ضرب كسرى من قبل مدينة أورشليم، وأطفأ نارها المقدسة الخالدة (624).

و هذا يؤيد كلام المصدر الذي أتيت به .. و الذي يوضح كيف أن انتصار هرقل كان واضحًا في ذلك العام و تم فيه ذلك الإنتقام ..

و لم يتوقف هذا الأمر عند هذا الحد كما أوضحنا من قبل .. بل لقد أستعاد فيها ما تم فقده من انتصارات الفرس .. و قد حاول ابرويز – و ليس قمبيز كما قال زميلنا جون جهلًا – أن يوقف هرقل فلم يفلح .. إذ يقول " ول ديورنت " في كتابه عن المعارك التي تلت ذلك الفتح الكبير ..

وسير إليه كسرى الجيوش يتلو بعضها بعضاً، ولكن هرقل هزمها جميعاً

و هذه الأدلة كلها تدل على أن النصر المقصود في القرآن الكريم أقرب لأن يكون عام 624 م .. فإن أضفنا الأدلة الأخرى و الروايات التي تقول بأن النصر جاء عام 624 م يوم غزوة بدر فإننا نخلص من هذا أن الآية قد نزلت عام 615 م ...

كما أن هناك مسألة أخرى تجعل من يوم غزوة بدر هو يوم تحقق النبوءة يقينًا .. فكيف سيراهن أبو بكر المشركين على أمر هذه النبوءة في المدينة؟؟!! .. و كيف يتسنى للمشركين السخرية منه كما جاء في رواية ابن مسعود رضي الله سبحانه و تعالى عنه إلا قبل الهجرة؟! .. و عليه فإن ما نصت عليه الرواية بأن الركبان قد جاءت بالنصر بعد عامان فهو إذن سيكون عام غزوة بدر .. كما أنه كيف يمكن لأبي بكر أن يراهن الكفار إلا قبل تحريم الرهان .. ؟! و هو ما كان في مكة حسب علمي ..

و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم ..

و الحمد لله رب العالمين ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير