تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرد على النقيدان فيما افتراه على الشيخ سليمان بن حمدان]

ـ[عبدالإله الشايع]ــــــــ[25 - 08 - 03, 08:57 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،

فقد قرأت ما كتبه الكاتب منصور النقيدان، يوم الخميس 16/ 6/1424، العدد (12834) بعنوان: «نادي التكفير .... !!!» وقد تعجبت من سوء أدبه، وجرأته على بعض العلماء، وقد أفتقد الكاتب للأمانة العلمية وحمل كلام العلماء ما لا يحتمل، وقد رأيت أن أبين خطأ هذا الكاتب فيما يتعلق بالشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله -، على أن في مقال الكاتب الكثير من الطوام، وإليك البيان:

1 - اتهم الكاتب الشيخ سليمان بن حمدان (ت 1397) – رحمه الله – بتكفير الشيخ عبدالرحمن المعلمي – رحمه الله – وذلك في كتابه «نقض المباني في الرد على المعلمي اليماني» و بّرجوع إلى هذا الكتاب لم أجد ما ذكر الكاتب من التكفير الذي ادعاه، وأقول له: هات نص كلام الشيخ سليمان بن حمدان الذي كفر فيه الشيخ المعلمي (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، نعم قد شدد الشيخ سليمان في عباراته على الشيخ المعلمي، وذلك نابعاً من غيرته على الدين – نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد -.

قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد في مقدمة تحقيقه لكتاب «هداية الأريب الأمجد» تأليف الشيخ سليمان بن حمدان «ويرى – يعني الشيخ سليمان – عدم جواز نقل مقام إبراهيم – عليه السلام – من مكانه الذي هو فيه حالياً حتى هذا العام 1417، وأنه توقيفي فلا يجوز تنحيته بدعوى تخفيف الزحام.

وكانت هذه المسألة، قد بلغت مبلغاً عظيماً من النقاش، والرسائل، والمراسلات، وقصتها كا لآتي: كثرت الشكوى من الزحام في المطاف وقت الحج، وما يحصل إثر ذلك من إصابات، ووفيات، فجرت مباحثات بين علماء العصر، وفي مقدمتهم سماحة المفتى ورئيس القضاء الشيخ محمد بن إبراهيم المتوفى سنة 1389 – رحمه الله تعالى – فأَلَّف العلامة المعلمي عبدالرحمن بن يحيى اليماني المتوفى سنة 1385 – رحمه الله تعالى – رسالة باسم: «مقام إبراهيم – عليه السلام – وهل يجوز نقله عن مكانه الحالي».

وقرَّضها الشيخ محمد بن إبراهيم مؤيداً لها، فغضب لذلك الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله تعالى – وأَلَّف كتاباً باسم: «نقض المباني من فتوى اليماني وتحقيق المرام فيما يتعلق بالمقام» قرَّر فيه عدم جواز نقله وأن الحَلَّ هو توسيع صحن المطاف من بقايا المحاريب، وقبة المقام، وقبة زمزم، وقبة المؤذنين، وقوس باب السلام، وإزالة الرواق المقابل لما بين الركنين، لكنَّهُ تجاسر على الشيخ محمد – رحم الله الجميع – وأنكر تلقيبه بلفظ «المفتي الأكبر» مع أن الشيخ محمد – رحمه الله تعالى – من أبعد الناس عن الألقاب، وإنما هذا يطلقه بعضهم، وهو ما لا يرضاه كما عرفته في مناسبات عدة.

ثم أَلَّف بعض الآفاقيين رسالة باسم: «سبيل السلام في إبقاء المقام»، حينئذ ألَّف الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – رسالتين: إحداهما بعنوان: «الصراط المستقيم في جواز نقل مقام إبراهيم».

والثانية بعنوان: «نصيحة الإخوان بما في كتاب ابن حمدان من الخلط والخبط والجهل والبهتان».

وانتهت هذه المطارحات العلمية بإبقاء المقام في محله، وإزالة ما يمكن من قبة المقام، وقبة زمزم، وقوس باب السلام ... » انتهى.

2 - ألف الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله – كتاباً في الرد على الشيخ سليمان بن حمدان أسماه «نصيحة الاخوان ببيان ما في نقض المباني لابن حمدان من الخبط والخلط والجهل والبهتان» وهو مطبوع ضمن «فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم» 5/ 56 - 132، ولم يذكر فيه أن الشيخ سليمان بن حمدان قد كفر المعلمي، ولو حصل هذا لذكره الشيخ محمد.

3 - زعم الكاتب – هداه الله – أن كتاب الشيخ سليمان بن حمدان «الدر النضيد على أبواب التوحيد» قد جمع أخطاء كثيرة في العقيدة، ولم يأتي بالدليل، وحيث أنني تشرفت بالعمل على هذا الكتاب، وقد قرأته عدة مرات لم أرى فيه ما دّعى الكاتب من أخطاء.

وقد أثنى على هذا الكتاب العديد من العلماء منهم: الشيخ صالح الفوزان – عضو هيئة كبار العلماء -، والشيخ بكر أبو زيد – عضو هيئة كبار العلماء حيث قال: عن كتاب «الدر النضيد» «من أنفس شروح كتاب التوحيد».

وقد عُرف عن الشيخ سليمان – رحمه الله – سلامة المعتقد، والتمكن العلمي في علم العقيدة، مما أهله لتولي القضاء، والتدريس في الحرم المكي، حيث حضي بثقة ولاة الأمر في هذه البلاد.

قال الشيخ عبدالله البسام – رحمه الله تعالى – في كتابه «علماء نجد» 2/ 298 عن عقيدة الشيخ سليمان: «ليس بحاجة إلى وصفه بحسن العقيدة، وتحري الأقوال المبنية على الكتاب والسنة، والنهج الذي سار عليه السلف الصالح من هذه الأمة، والبعد عن كل ما يخل أو ينقص هذا الطريق المستقيم إلى الله تعالى أو إلى مرضاته، فكل ذلك معروف عنه». انتهى كلامه.

والذي ظهر لي من نقول الكاتب أنه قد أُتي من قلة فهمه لكلام العلماء، أو من قلة أمانته العلمية في النقل، أحلهما مر!!.

وربما كان ما قاله الكاتب من وجود أخطاء عقدية في كتاب «الدر النضيد» راجعاً إلى وجود ما يخالف معتقد الكاتب من تقرير الشيخ سليمان عقيدة أهل السنة والجماعة. والله أعلم.

4 - لو كان ما قاله الكاتب صحيحاً لاتى بنص كلام الشيخ سليمان بن حمدان في كتبه، وهو لم يأتي ولا بنص واحد، وأنّا له ذلك.

5 - إن الخلاف بين العلماء موجود من قديم الزمان وخاصة في المسائل الفقهية، والواجب إذا اختلف العلماء أن لا يتدخل السفهاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير