تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هـ - الأصل أن تكون غيرتنا وتمعر وجوهنا لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونغضب على هؤلاء الذين حاكموا القرآن والسنة إلى عقولهم العفنة، ولكن للأسف الشديد أن نغضب لهؤلاء النابتة المهلكة لجسد الأمة وندافع عنهم وعن ضلالتهم، وإذا رأينا خطاءً لا نفكر حتى بالرد، ونزعم أن هذا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا أُحرجنا بالأدلة، ووجوب الدفاع عن الدين وأهله قلنا لابد من ذكر محاسن أولئك المخطئين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الشيطان صدقك وهو كذوب وننسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك في الشيطان، حيث كلمة صدقك لن تغير من حقيقة الشيطان شيئاً ولن تلبس على المؤمنين أمر دينهم بينما قولها لهؤلاء المرتزقة ستغير من صورتهم الكالحة في أذهان الناس وبالتالي خدعنا امتنا الإسلامية ويا سبحان الله حيث لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب لشيء إلا إذا انتهكت حرمات الشرع ونحن نغضب إذا تكلم على الرجال المبتدعة والمنحرفين بما فيهم، أي دين هذا وأي إيمان في قلوبنا هل غاب عنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بوب عليه النووي باباً فقال [باب وجوب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع] وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا! فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال: (أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة) متفق عليه وفي رواية قال أفتانٌ يا معاذ!؟

وهنا نقول هل عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم محاسن معاذ قبل أن يصفه بالتنفير والفتنة، وهذا وصف ليس باليسير فيمن حاول أن يطبق السنة وهي مسألة لا تقارن بحال من الأحوال مسائل النقيدان الأرجائية والمروقية وغيرها الذي فتح باباً على مصراعيه للزندقة والمروق من تعاليم الإسلام، أجيبوا يا أصحاب المحاسن والأيجابيات أيها الإحتوائيون، حيث ما بقي أحد من أهل الزيغ والفساد إلا وأحطتموه بسياج عظيم من الدفاع وذكر المحاسن إلا أن يكون من أهل الورع والزهد وممن يحاول أن يقتفي أثر السلف فالسهام الفتاكة والقذائف المحرقة فهذا على سبيل المثال لا الحصر الشيخ عبد الكريم الحميد وصفتموه بالتنطع تارة وأخرى بالشذوذ وثالثة بالخلل العقدي ورابعة وخامسة دون ذكر محاسنه وسلم منكم في المقابل العلمانيين والمارقين عن الإسلام بل دافعتم عنهم محتجين لهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (صدقك وهو كذوب) حقاً وإن تعجب فعجب قولهم.

وفي ختام هذه النقطة تسمحون لي أن أقول عن منصور النقيدان صدقكم وهو كذوب وعن القرضاوي كذلك وعن أي زائغ يلبس مسوح العلم والعبادة صدقكم وهو كذوب؟

و هل تريدون أن أقول إلى فضيلة الشيخ الرباني كما هي خطابات الزائغ محمد عبده لجمال الدين الأفغاني ()، وأقول أخطأ الشيخ ولم يقصد، وأثابه الله على ما قدم من خطأ للأمة ولا حرمنا الله من علمه وفضله وأظنه غفل وفقه الله، ونور بصيرته و ... و ... من لم يرضى بهذه الألفاظ وقسوتها ورأى أنها ليست من الحق، فما عليه إلا أن يشطب عليها ولكن هذا لا يرده عن الحق الذي بين هذه الأوراق.

منصور من بيت الطين إلى الأستاذية و (المفكرية) في أحدية راشد المبارك ():

قلت فيما سبق أن منصور ممن أنساه الشيطان فأقبل على كتب هؤلاء الضالين المضلين وكرع في موردها الآسن، ليصبح مفكراً إسلامياً مرموقاً، ولو وجد قبل إقباله على هذه الكتب العفنة تلك الألفاظ المحذرة، والسيل الجارف من العبارات الحارة والشهب الكلامية المحرقة، التي ينبغي أن يرجم بها هؤلاء المرتزقة، متوجتاً بعُصيات عمر رضى الله عنه التي جلد بها صبيغ لوجدناه مستمراً على منهجه الأول بيت الطين والورع والزهد وعدم الشرب إلا من الزير حيث كان فيما مضى شاباً يافعاً يقطن مدينة بريدة وممن تحرك في قلبه وازع الإيمان و أشر مؤشره، فلم يستطع أن يتكيف مع هذه الحياة الصاخبة التي تتنافا مع الزهد و الإقبال على الله، فهرع إلى منهج العارفين بالله المريدين لما عنده، فرفض جميع متع الحياة، رفضاً لا يتصوره متصور ولا يصبر عليه أحد إلا أن يشاء الله، (ويا ليته واصل، وكم يتمنى الإنسان أن يرزق مثل هذا المنهج) ولكن:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير