تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((واعلم أنه إذا كان لابد من قبول أخبار العدول، ولا بد أيضاً من أن يكون لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الأثر والفائدة، وكان التوقف فيما يمكن معرفة معناه لا وجه له

وكان بعضهم ممن توهم أن لا سبيل إلى تخريجها يذهب إلى إبطالها

وبعضهم يذهب إلى إيجاب التشبيه بها، وبعضهم

يذهب إلى إخلائها من معانٍ صحيحة

وجب أن يكون الأمر فيها على ما قلنا ورتبنا وأن يكون أوهام المعطلين من الملحدة والمبتدعة والمشبهة لله بخلقه فاسدة باطلة وان يكون معاني هذه الآثار صحيحة معقولة على الوجه الذي رتبناه وبيناه، وبطل توهم من يدعي أن ذلك مما لا يجوز تأويله، ولا يصح تفسيره)) مشكل الحديث ص245

فالمذاهب عنده أربعة:

1 - المبتدعة ممن يذهب إلى إبطال هذه الأخبار وهم النفاة.

2 - المبتدعة ممن يذهب إلى إيجاب التشبيه بها وهم المشبهة

3 - المبتدعة ممن يذهب إلى إخلائها من المعاني الصحيحة وهم المفوضة!!.

4 - من يذهب إلى تأويلها على معان لائقة وهم المؤولة وهم المذهب الحق عنده

فإن كان ابن فورك رحمه الله انعتق من رمي السلف بالتفويض والتجهيل فأين هم من هذه القسمة؟

لا ريب أنه يرى أنهم يؤولونها على معانٍ صحيحة (في نظره) وهو ما أشار له في مقدمه كتابه ..

مع إن الجهمية هم من فعل هذا كما قال ذلك الإمام الترمذي في سننه:

((فتأولت الجهمية هذه الآيات وفسروها على غير ما فسر أهل العلم))

((وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا: معنى اليد هنا القوة))!!

[التفويض محذور ويجر إلى اللبس والإيهام واستزلال العوام وتطرق الشبهات في أصول الدين وتعرض كتاب الله لرجم الظنون ... ]

وهو إمام الحرمين الجويني المؤسس الحقيقي لمذهب الأشاعرة قد أوجب التأويل وحذر من ((التفويض))! في جوابه على سائل قال له:

((هلا أجريتم الآية يعني قوله تعالى: ((الرحمن على العرش استوى)) على ظاهرها من غير تعرض للتأويل ومصيراً إلى أنها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله؟؟))

فأجاب عن هذه التساؤل بأن الاكتفاء بإزالة ظاهر الآية (أي تفويضها) محذور!!:

((وإذا أزيل الظاهر قطعاً فلا بد بعده في حمل الآية على محمل مستقيم في العقول مستقر في موجب الشرع

والإعراض عن التأويل حذارا من مواقعه محذور في الاعتقاد يجر إلى اللبس والإيهام و إستزلال العوام وتطرق الشبهات إلى أصول الدين، وتعريض بعض كتاب الله تعالى لرجم الظنون .. )) الإرشاد ص41 - 42

وفي النص السابق يتضح ما يلي:

(1) إيجابه للتأويل وكونه حتماً

(2) منعه للتفويض إذ لابد من تحديد معنى للآية بما يتفق مع العقل.

(3) إن عدم التأويل وترك الآية بدون تحديد معنى أي التفويض يجر إلى محاذير كثيرة في العقيدة!

إذ التفويض يؤدي إلى استزلال العوام! وتطرق الشبهات إلى أصول الدين! وتعريض القرآن للظنون! وهذه أمور خطيرة كما نرى!!

قلت: وهل يتصور أن يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الناس عرضة لهذه المخاطر فلا يبينون المحاذير التي التفت إليها المتكلمون!!!؟

ولكن يتنبه إلى أنه في آخر عمر هذا الإمام منع التأويل لكونه بدعه ومخالفاً لإجماع السلف!؟

وسنأتي لهذه في ما بعد إن شاء الله تعالى

يتبع ...


الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 22 - 4 - 1424 هـ 08:25 م

[التفويض من أعظم القدح في النبوات ويلزم منه تكذيب الله وتجهيل الرسول]

وهاهو القشيري العالم الأشعري المعروف تلميذ ابن فورك يرد كما في التذكرة الشرقية (1) على المفوضة قائلاً:

" وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله الا الله؟

أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي صلي الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالي ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم؟

أليس الله يقول (بلسان عربي مبين)؟

فإذن: على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال " بلسان عربي مبين " إذ لم يكن معلوماً عندهم، وإلا: فأين هذا البيان؟

وإذا كان بلغة العرب فكيف يدعي أنه مما لا تعلمه العرب؟

ونسبة النبي صلي الله عليه وسلم إلى إنه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل: أمر عظيم لا يتخيله مسلم فأن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير