قال ابن العربي: حكي عن المبتدعة رد هذه الأحاديث , وعن (((السلف))) إمرارها , وعن (((قوم))) تأويلها وبه أقول.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري شرح حديث النزول
ومن خلال هذا النص
1 - نعرف أن مذهب السلف ((الإمرار)) ليس لهم مذهب غيره أما مذهب التأويل فهو ل (قوم) غير السلف.
قد يأتي أشعري ويقول: مذهبهم الإمرار أي ((تفويض ظواهر النصوص مع القطع بأن الظاهر غير مراد))
فنقول له: كن شجاعاً وأقر أولاً كما أقر هذا الإمام بأن التأويل ليس مذهبهم في هذه الاحاديث
فإن لم يقر فليأتي بتأويلهم المزعوم وهيهات.
فإن أقر نقول له: لا يمكن أن تكون ظواهر هذه النصوص كفر -كما تدعي - ويكون مذهب السلف فقط الإمرار دون التحذير الشديد من إعتقاد ظواهرها!!
فإن زعمت أنهم حذروا من ظواهرها فأسند زعمك؟
وإن نسبت للسلف السكوت على الكفر دون بيان فقد أزريت بهم.
فمذهب السلف الإمرار بعد الإقرار و الإيمان والتسليم مع اعتقاد أن الله ليس كمثله شيء في صفاته وذاته.
2 - قد يستغرب كيف يستظهر ابن العربي رحمه الله مذهب السلف ويختار غيره ولكن لا يستغرب مع وجود مقولتهم المشهورة: مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم!! فمن لا يريد الأعلم والأحكم!؟
والله أعلم
الكاتب: محمد الأمين المشاركات: 1620 5 - 7 - 1424 هـ 07:22 م
أخي الفاضل فيصل
لا تستغرب مقولة ابن العربي فإن الذي أدخل مذهب الأشاعرة إلى الأندلس هما الباجي وابن العربي. لكنه إنما انتشر أثناء حكم الموحدين (كما يسمون أنفسهم!) الذين نشروه بالحديد والنار. ولذلك في زمن ابن العربي كان الفرق معروفا بين مذهب السلف وبين مذهب الأشاعرة. ثم لما طال الزمن وأرغم الناس على دخول مذهب الأشاعرة، خلط بعض الناس بين المذهبين.
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 6 - 7 - 1424 هـ 03:11 ص
بارك الله فيك وأحسنت.
[لا يجوز الأستدلال بأخبار الآحاد لأن أحاديث الصفات غير قابلة للتأويل!!]
لماذا لم يقبل الأشاعرة بالاحتجاج بخبر الآحاد في العقيدة كما يقول الرازي: ((أما التمسك بخبر الواحد في معرفه الله تعالى فغير جائز)) أساس التقديس ص168
من الأسباب التي ذكروها هو شعورهم العميق بأن أحاديث الصفات لا يمكن تأويلها!!!
قال الرازي عند تعداده للأوجه الموجبة لترك الأستدلال بأخبار الآحاد -كما زعم- فقال:
((إن الأخبار المذكورة في باب التشبيه بلغت مبلغاً كثيراً في العدد، وبلغت مبلغاً عظيماً في تقوية التشبيه، وإثبات أن إله العالم يجري مجرى إنسان كبير الجثة عظيم الأعضاء!، وخرجت عن ان تكون قابلة للتأويل)) المطالب العالية 9/ 213
وأنا أجزم أن هذا السبب -وهو أن أحاديث الصفات خرجت عن ان تكون قابلة للتأويل-هو السبب الرئيسي لرد أحاديث الآحاد في العقيدة، وتفريقهم في الاحتجاج فيها بين الأحكام والعقائد.
وإلا فليخبرني أي أشعري لماذا يستدلون في أسماء الله الحسنى بالسنة الصحيحة بل و الحسنة أما صفات الله تعالى فلا!؟
لماذا؟
قال في تحفة المريد عن أسماء الله الحسنى: ((ويتوقف جواز إطلاقها عليه تعالى على ورودها في كتاب أو سنة صحيحة أو حسنة أو إجماع- لأنه غير خارج عنها)) ص90
أتحدى أن يجد الأشعري كلاماً مقنعاً يجيب فيه عن سؤالي: لماذا يستدلون في أسماء الله الحسنى بالسنة الصحيحة بل و الحسنة أما صفات الله تعالى فلا!؟
وكلام الرازي السابق يؤكد حقيقة كبرى وهي ان كل معطل ممثل فهو قد عطل صفات الله بعد أن أعتقد مشابهتها لصفات الخلق. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اهـ
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 09 - 03, 11:12 م]ـ
لست بشيخ بارك الله فيكم بل طويلب علم صغير يستفيد منكم كل ما جاء لهذا المنتدى
ـ[ Ahmed Salem] ــــــــ[04 - 09 - 03, 03:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وللفائدة أرسل هذا البحث القيم لفضيلة الدكتور محمود عبد الرازق
بحث بعنوان
المحكم والمتشابه
وقضية التفويض
إعداد
د/ محمود عبد الرازق
الأستاذ المساعد
بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
كلية الشريعة وأصول الدين جامعة الملك خالد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللَّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله S .
أما بعد ..
¥